يحذر العلماء بشكل متزايد من خطر وشيك يتمثل في احتمالية تعرض كوكب الأرض لعاصفة شمسية هائلة في أي لحظة قادمة وهو حدث إن وقع فإنه ينذر بسلسلة من الكوارث والمشاكل الكبرى التي ستؤثر بشكل مباشر على حياة البشر وتعطل جوانب حيوية من الخدمات الأساسية بشكل مفاجئ.

عاصفة شمسية

وتشير التقارير العلمية المبنية على دراسات متخصصة إلى أن عاصفة شمسية بهذه القوة قد تتسبب في كارثة إنترنت شاملة وتعطيل واسع النطاق للأقمار الصناعية التي نعتمد عليها في الاتصالات والملاحة والبث لكن الخطر الأعمق يكمن في قدرتها على تدمير شبكات الكهرباء إذ يمكن للتيارات القوية المصاحبة للعاصفة أن تحرق المحولات الرئيسية في الشبكات مما يعني انقطاعا طويل الأمد للتيار الكهربائي وصعوبة بالغة في إعادة تشغيل المنظومة.

تداعيات واسعة النطاق

وكنتيجة حتمية لانقطاع الكهرباء ستتوقف محطات ضخ المياه النظيفة ومعالجة الصرف الصحي مما يهدد الصحة العامة بشكل خطير وسوف تتلف كميات هائلة من الأطعمة المحفوظة في الثلاجات والمجمدات بسرعة كبيرة ولن يسلم قطاع الطيران من التأثيرات السلبية حيث ستتعطل أنظمة الاتصالات والملاحة كما سيتعرض المسافرون وأطقم الطائرات خاصة على الارتفاعات العالية وبالقرب من القطبين لمستويات مرتفعة وخطيرة من الإشعاع الشمسي.

تحذير قصير وسابقة تاريخية

وما يزيد الأمر قلقا هو أن الأنظمة الحالية لا تتيح سوى فترة تحذير قصيرة جدا لا تتجاوز 18 ساعة تقريبا قبل وصول العاصفة الشمسية إلى الأرض مما يحد من القدرة على اتخاذ إجراءات وقائية فعالة ويستدعي التاريخ الحديث حدث كارينغتون الشهير عام 1859 كأقوى عاصفة مغناطيسية أرضية مسجلة تسببت وقتها في تعطل كامل لأنظمة التلغراف واندلاع حرائق وظهور شفق قطبي مبهر في مناطق غير معتادة وهو ربما يكون الأثر الإيجابي الوحيد لهذه الظاهرة الكونية المدمرة.