اشتهر البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، بتواضعه اللافت الذي أكسبه احترامًا ومحبةً في مختلف أنحاء العالم، ففي مدينة بوينس آيرس، عاصمة الأرجنتين، عاش حياة بسيطة داخل شقة متواضعة، واستقل وسائل النقل العام شأنه شأن المواطنين العاديين، ما جعله رمزًا لرجل الدين القريب من الناس.
اسم مستوحى من القديس الفقير
عندما تم انتخابه بابا للفاتيكان في عام 2013، اختار اسم "فرانسيس" تيمّنًا بالقديس فرنسيس الأسيزي، الذي تخلى عن ثروته ليكرّس حياته لخدمة الفقراء والمهمشين، وكان هذا الاختيار رسالة واضحة عن النهج الذي ينوي اتباعه في قيادته الروحية.
استعرض الإعلامي أحمد أبو زيد، خلال تغطية خاصة لقناة "القاهرة الإخبارية"، تقريرًا بعنوان: "البابا فرنسيس.. الكاردينال الذي باع ثروته واشترى قلوب الفقراء"، حيث تناول مسيرة البابا منذ بداياته وحتى اليوم، مركزًا على مواقفه الإنسانية وسيرته الاستثنائية.
أول بابا من أمريكا اللاتينية
وُلد البابا فرنسيس في الأرجنتين عام 1936، ليصبح البابا رقم 266 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وأول بابا من خارج أوروبا منذ أكثر من ألف عام، وكذلك أول يسوعي يتولى هذا المنصب الرفيع.
انتخاب مفاجئ ونهج متوازن
رغم أن اسمه لم يكن من بين الأسماء المتوقعة للبابوية، فقد شكّل انتخابه مفاجأة كبيرة، ومع خلفيته المحافظة، إلا أن البابا فرنسيس تميز بمزج التقاليد الكنسية بالإصلاح، مع اتخاذ مواقف مرنة وإنسانية تجاه قضايا اجتماعية معقدة.
صوت إنساني في وجه الحروب
خلال بابويته، لم يتردد البابا فرنسيس في اتخاذ مواقف جريئة حيال العديد من النزاعات الدولية، فقد دان الحرب في سوريا، مؤكدًا أن "العنف لا يصنع السلام"، كما وصف العدوان الإسرائيلي على غزة بأنه "حرب إبادة جماعية"، داعيًا باستمرار إلى الفصل بين الإسلام والإرهاب، ونبذ خطابات الكراهية والانقسام.
جدل في الملف الأوكراني
وفي الأزمة الأوكرانية، أثارت تصريحاته الجدل عندما دعا في مارس من العام الماضي إلى "رفع الراية البيضاء" والتفاوض مع روسيا، معربًا عن قلقه من أن الحرب باتت صراعًا دوليًا تغذّيه أطراف عديدة، وليس روسيا وحدها.
سجل طبي مقلق
يواجه البابا فرنسيس تحديات صحية متزايدة مع تقدمه في العمر، حيث سبق له الخضوع لعملية استئصال جزئي لإحدى رئتيه بسبب التهاب رئوي في شبابه، ومؤخرًا، كشفت الفحوص الطبية إصابته بفشل كلوي، ما زاد القلق بشأن قدرته على مواصلة مهامه.
إصرار على أداء الواجب الرسولي
رغم المتاعب الصحية، يواصل البابا أداء مهامه الرسالية بكل التزام، مستندًا إلى إيمانه العميق ومحبته للسلام والعدالة، في وقت تتطلع فيه الشعوب إلى قيادات أخلاقية تدعو للتسامح وتدافع عن الكرامة الإنسانية.
0 تعليق