قيوح: الخط فائق السرعة القنيطرة-مراكش سيقرب المسافة بين المدن بنسبة 70%

أحداث أنفو 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد وزير النقل واللوجستيك، عبد الصمد قيوح، يوم أمس الخميس، أن الخط السككي فائق السرعة القنيطرة-مراكش، الذي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس انطلاقة أشغال إنجازه، اليوم الخميس، سيكون لبنة جديدة ودعامة أساسية للاقتصاد الوطني بمختلف تجلياته.

وأوضح قيوح، في تصريح للصحافة بهذه المناسبة، أن هذا المشروع المهيكل سيقرب المسافات بين مدن المملكة بمدة تصل إلى 70 في المائة مقارنة بما هو عليه الحال في الوقت الراهن.

وأضاف أن هذا المشروع الكبير، الذي من شأنه تسهيل حركة تنقل المواطنين، سيمكن من الربط بين المراكز الحضرية الكبرى، وخاصة الرباط والدار البيضاء ومراكش، وكذا مع أهم مطارات المملكة.

ويشكل هذا المشروع المهيكل، بغلاف مالي قدره 53 مليار درهم (دون احتساب المعدات المتحركة)، جزءا من برنامج طموح تطلب تعبئة استثمارات إجمالية بقيمة 96 مليار درهم.

ويهم اقتناء 168 قطارا، بمبلغ 29 مليار درهم، موجهة لتجديد الحظيرة الحالية للمكتب الوطني للسكك الحديدية، ومواكبة مشاريع التنمية، والحفاظ على مستوى الأداء بـ 14 مليار درهم، ستمكن على الخصوص من تطوير ثلاث شبكات للنقل الحضري على مستوى مدن الدار البيضاء والرباط ومراكش.


افتتحت، مساء أمس الخميس بطنجة، فعاليات النسخة الحادية عشرة لمهرجان رأس سبارطيل الدولي للفيلم، بحضور فنانين ومخرجين سينمائيين ونقاد وجمهور الفن السابع.

وتحتفي التظاهرة، المنظمة بمبادرة من المرصد المغربي للصورة والوسائط تحت شعار "السينما والفنون" من 23 إلى 26 أبريل الجاري، بالسينما السويسرية كضيف شرف، كما تسعى إلى تعزيز قيم الجمال وروح التفاهم من خلال أشكال تعبيرية.

وتميز حفل الافتتاح بتقديم عرض لفرقة "الجبال المتحركة" السويسرية، وتقديم أعضاء لجنة التحكيم، مع استعراض الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان، وتكريم المخرج المغربي كمال كمال.

في هذا السياق، أبرز عز الدين الوافي، مدير المهرجان، أن هذه الدورة تشهد زيادة عدد الأفلام المشاركة والممثلة لمجموعة من الدول والقارات، من الجنوب والشمال، مشيرا إلى أنها تتميز أيضا بالانفتاح على مجموعة من الفنون، وإقامة ورشات مرتبطة بالمهن السينمائية والفنون المجاورة.

من جهته، قال المخرج كمال كمال، إن تكريمه في هذا المهرجان "التفاتة جميلة لأعماله السينمائية وسط جمهور مدينة طنجة والفنانين المشاركين"، مضيفا أنه "اعتراف بمساري وبأعمالي السينمائية وحافز على الاستمرارية".

وتوقف عند ما حققته السينما المغربية من "تطور مهم في السنوات الماضية، من خلال التوفر على تقنيين في الصناعة السينمائية، فضلا عن كم الأفلام المنتجة سنويا، والذي يقارب الثلاثين فيلما".

بدوره، رأى عبد الإله الجوهري، ناقد ومخرج سينمائي، أن تنظيم المهرجان "يأتي في سياق زخم وتنوع المواعيد السينمائية، بما يجسد ذلك من حركية فنية بالمملكة المغربية"، مذكرا بأن أهمية المهرجان "تنبع من انفتاحه أكثر على السينما الأوروبية والعربية في الآن ذاته، بما يسمح للمشاركين والجمهور بمشاهدة أفلام بحساسيات مختلفة، مع تعزيز الهوية السينمائية المغربية في حوض البحر الأبيض المتوسط".

وتشهد الدورة مشاركة 15 فيلما، روائيا ووثائقيا، ضمن المسابقة الرسمية، تمثل تجارب سينمائية من المغرب وإسبانيا وفرنسا وإيران وأذربيجان وبوركينا فاسو وسويسرا وفلسطين وألمانيا وتونس وإيطاليا، إلى جانب عروض خارج المسابقة.

وتتنافس هذه الأفلام على جوائز المهرجان، وتفصل بينها لجنة تحكيم تضم في عضويتها كلا من المنتج والمخرج المغربي جمال السويسي، والروائي الإسباني سيرخيو بارصي، والموسيقي الفلسطيني زيد تيم، والمخرجة الإيطالية اليسا فلامينيا إينو، والفنانة التشكيلية المغربية نجوى الهيثمي.

إلى جانب زيارة المراكز الثقافية والاحتفاء بالباحث في تاريخ الفن مصطفى أقلعي ناصر، سيتم تنظيم ماستر كلاس للمخرج المغربي كمال كمال، وندوة دولية حول علاقة الفنون بالسينما، وخمس ورشات فنية لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية، وفقرات لفائدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة أو في وضعية صعبة.


شكلت قضية طرد العائلات ذات الأصل المغربي من الجزائر سنة 1975 من خلال روايات ومؤلفات أبناء وأحفاد المرحلين قسرا والذين عاشوا هذه المأساة ووثقوها في كتبهم التي قدمت نماذج منها خلال لقاء بإحدى القاعات الكبرى للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط مساء الثلاثاء 22 أبريل 2025، ضمن البرنامج الثقافي لمجلس الجالية المغربية بالخارج في اطار فعاليات الدورة 30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط المنظم ما بين 17 و27 من الشهر الجاري.

وتحت عنوان "سرد قصة مغاربة الجزائر" استحضر، كلا من محمد الشرفاوي صاحب مؤلف "المسيرة الكحلة" وفتيحة السعيدي في كتابها "النمل المفترس" والشاعر والقاص الهاشمي الصالحي، خلال هذا اللقاء الذي تميز بحضور وازن لفعاليات ثقافية وحقوقية وفنية وإعلامية، وقائع وأحداث الطرد التعسفي الذي تعرضت لها أسر وعائلات من أصول مغربية، في ظروف لا إنسانية.

وباسم المكتب التنفيذي للتجمع الدولي لدعم العائلات ذات الأصل المغربي المطرودة من الجزائر سنة 1975، توقف عبد الرزاق الحنوشي  نائب رئيس التجمع في مستهل هذا اللقاء عن السياق الذي تندرج ضمنه هذه الندوة والهادف إلى حفظ ذاكرة الضحايا و مقاومة النسيان ، وان هذه المبادرة تندرج أيضا في اطار البرنامج العام الذي سطره التجمع، بدعم من مجلس الجالية المغربية بالخارج، الهادف الى جعل هذه القضية الحقوقية والإنسانية حية ، ولا يطالها النسيان مؤكداأن التجمع الدولي، آل على نفسه أن يترافع عن ضحايا مأساة طرد مغاربة الجزائر لدى المنظمات والهيئات الدولية الحقوقية، واعداد برنامج متنوع خاص بمناسبة حلول الذكرى ال50 لهذه الاحداث الاليمة. 

وفي معرض حديثهم من مأساة طرد المغاربة من الجزائر في دجنبر 1975 في فصل الشتاء البارد والممطر، أشار المتدخلون  خلال هذا اللقاء الذى تميز بحضور مكثف لفعاليات أكاديمية وحقوقية وجمعوية وإعلامية إلى أنه بناء على القرار الذي اتخذته الدولة الجزائرية بتهجيرهم قسرا سنة 1975 صبيحة عيد الأضحى الشعيرة الدينية التي ترمز الى قداسة الانسان وحرمة إراقة دمه. وأكدوا على أن النظام الجزائري على الرغم من مرور زهاء نصف قرن على هذه الواقعة البشعة والمأساوية، لم يعترف لحد الآن بمسؤوليته المباشرة عن هذه الإنتهاكات الجسيمة التي تصنف ضمن دائرة الجرائم ضد الإنسانية، مواصلا محاولات التعتيم والتضليل حول مسؤوليته المباشرة عن هذا الترحيل القسري الذي لم يسلم من قسوته حتى الأطفال والشيوخ والأشخاص في وضعية إعاقة والمرضى.وأوضح محمد الشرفاوي الذي كان رفقة أفراد أسرته عند ترحيلها وفتيحة السعيدي التي طردت جدتها وجدها والهاشمي الصالحي الذي طردت أسرته وحينها كان بالخارج، أن الدولة الجزائرية، عمدت بشكل تعسفي وبدون سابق إنذار، على طرد ما يناهز45 ألف عائلة مغربية من الجزائر، وكلهم من المواطنات والمواطنين المغاربة المقيمين بصفة شرعية فوق التراب الجزائري منذ عدة عقود، وأسس عدد كبير منهم أسرا مختلطة جزائرية مغربية، ومنهم من شارك في حرب التحرير الجزائرية في مواجهة الاستعمار الفرنسي، وهو ما لم يشفع لهم ليتم التعامل معهم بهذا الأسلوب الأرعن و التعسفي والمهين الذي يخرق أبسط القواعد الإنسانية التي تضمنها المواثيق والأعراف الدولية.

وفي شهادات حية استرجع المتدخلون، اللحظات التي رافقت عمليات الطرد والترحيل بوسائل الترهيب، ذكروا بأن العائلات من أصول مغربية ومنها من لم تطأ قدماه الأراضي المغربية سابقا، وجدوا أنفسهم في رمشة عين وفي ظل ظروف مناخية قاسية، خارج ديارها، ومعاناة نفسية، وظلت دوما تعيش تحت وقع هذه الصدمة وهول الفاجعة. كما حرمتهم الدولة الجزائرية من كافة حقوقهم وممتلكاتهم، مع اقتياد آلاف النساء والرجال والأطفال والمسنين في اتجاه الحدود المغربية الجزائرية مجردين من أبسط أغراضهم الشخصية.

 وبعدما أكدوا المسؤولية المباشرة لسلطات قصر المرادية، في طرد المغاربة وفي التسبب في هذه المأساة الإنسانية، التي خرقت أخلاقيات حسن الجوار، وسهرت على تنفيذها قوات الأمن والمصالح التابعة للدولة الجزائرية المسؤولة حصريا على هذه المأساة التي لها ارتباط وثيق بحقوق الإنسان، مسجلين أن هذا التصرف لم يكن حادثًا معزولًا، بل جزءًا من مسلسل التعتيم والتضليل حول هذه الأحداث المأساوية التي جرت في منتصف سبعينات من القرن الماضي.

وناشد المتدخلون إلى الاستفادة من كافة الوسائل لاثارة الانتباه، ومنها مجالات الكتاةالإبداعية في اثارة مزيد من الانتباه إلى قضية المطرودين من الجزائر مع العمل على تيسير لم شمل العائلات المغربية مع تلك التي لازالت مستقرة بالجزائر، وذلك وفق ما يتضمنه ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وآليات حقوق الإنسان ذات الصلة.

من بين الأفكار التي طرحت خلال هذا اللقاء الذي فتح خلاله باب النقاش، بعد المداخلات، ادراج قضية المغاربة المطرودين من الجوائر المطالبة بترتيب الآثار القانونية على هذه التصرفات اللاإنسانية التي طالت المغاربة المطرودين من الحزائر سنة 1975 مع العمل على رد الاعتبار للضحايا، وصيانة ذاكرتهم المشتركة ومقاومة النسيان والإهمال وهي ما يراهن عليه النظام الجزائري بهدف محو أثار هذه الجريمة النكراء التي اقترفها في حق الأسر من ظاصول مغربية.

وحتى تظل هذه المأساة حاضرة في الوجدان شدد المتدخلون على ضرورة تعبئة الرأي العام الدولي والمؤسسات والمنظمات الدولية، واثارة انتباه المجتمع الدولي إلى مأساة المغاربة المطرودين من الجزائر سنة 1975، والضغط على الدولة الجزائرية للاعتراف بمسؤوليتها المباشرة والحصرية عن هذه المأساة التي استهدفت ليس فقط المواطنات والمواطنين من أصول مغربية بل ايضا الجزائريات والجزائرين من أسر مختلطة مغربية وجزائريةبالإنتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها سنة 1975 ضد المغاربة المقيمين منذ عقود على ترابها، مع تقديم الإعتذار الرسمي و جبر الأضرار الفردية والجماعية للعائلات المطرودة.


في إطار البرنامج الثقافي لمجلس الجالية المغربية بالخارج، ضمن الدورة 30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، إحتضن رواق المجلس لقاءا مميزا تحت شعار: " تخليد ذكرى العلاقات المغربية البلجيكية.. التاريخ والهجرات .." وذلك بمشاركة عدد من الكتاب المزدوجي الجنسية ، استحضروا فيه المراحل التي مرت بها الهجرة بهذا البلد الأوروبي التي أشر على بدايتها التوقيع على إتفاق مغربي - بلجيكي حول اليد العاملة في 17 أبريل 1964.

وقد ساهم في هذا اللقاء ، كلا من ذ. حسن بوستة الباحث في علم الإجتماع بجامعة لييج والكاتبة فتيحة السعيدي البرلمانية السابقة وذ.أحمد مدهون الأستاذ الباحث بالجامعة الحرة ببروكسل.كما شارك في هذه الجلسة التي أدارها االصحفي أمين بوسحابة ،الفاعل الثقافي ذ.محمد إقوبان، مؤسس " موسم " للثقافة والفنون، والناشرة البلجيكية المقيمة بالمغرب،ميشال ديماوت.

" لي عشقين " المغرب وبلجيكا

" لي عشقين " كتاب جماعي نسقته وشاركت فيه فتيحة السعيدي التي قالت أن اختيار عنوان، هذا المؤلف الواقع في 171 صفحة من الحجم الصغير، كان عن سبق إصرار و تدبر واستلهم عنوان أغنية الفنانة المشهورة جوزفين بيكر التي كانت معجبة بها و بمسارها النضالي الحافل في ميدان الدفاع عن حقوق الإنسان ،ولاسيما حقوق النساء و حقوق السود، ونضالها ضد الفاشية والنازية, وقالت إن هذه الفنانة الشهيرة، تمثل نموذجا يحتدى به لمزدوجي الجنسية لكونها أمريكية و هاجرت إلى فرنسا و استقرت بها دون أن تنقطع صلاتها مع وطنها الأصلي. و زاد إعجابها بجوزفين بيكر عندما علمت أنها سبق لها أن زارت المغرب و استقرت به لمدة سنة كاملة .

وفي سياق توضيح عشقها المزدوج لبلديها ( المغرب و بلجيكا) ، أشارت السعيدي إلى أن الأمر ليس دائما سهلا و أن الأحاسيس العواطف و الشعور بالإنتماء تتحول أحيانا إلى اختبار، لكن الأهم هو أنه ليس هناك تراتبية أو تفاضل بين محبة الوطن الأم و وطن الإستقرار و العيش، غير أنها أوضحت أن هذا التوازن ليس قاعدة عامة تسري على كل أجيال الهجرة المغربية إلى بلجيكا فهناك تمايز جيلي، كما أن هناك غنى و تنوع في هذا الإنتماء المزدوج.

وذكرت بأن سنة 2024 تخلد للذكرى 60 لبداية التدفقات الرسمية للهجرة المغربية الى الأراضي البلجيكية ويرمز لها بالتوقيع مع المغرب على اتفاقيات المتعلقة باليد العاملة في 17 أبريل 1964. لكن السعيدي لاحظت أنه منذ ذلك التاريخ جرت مياها كثيرة تحت الجسر، والآن فبلجيكا ترى بأم عينيها أبناء الجيل الرابع لهذه الهجرة المغربية. وقالت بالتأكيد إنهم أطفال بلجيكا، لكن عددا منهم لازالت لهم دوما ثقافة مزدوجة يحافظون على استمراريتها

بلجيكا بلادي

أما الأستاذ أحمد مدهون الذي ساهم ونسق كتاب " بلجيكا بلادي" الواقع في 288 صفحة من الحجم المتوسط، فاعتبر أن الإحتفاء بالذكرى 60 للهجرة المغربية نحو بلجيكا، يعد واجبا لحفظ ذاكرة الأجيال المتعاقبة و كذلك لمقاومة النسيان و الإهمال، مؤكدا على أن الجيل الحالي مدين للرعيل الأول، ولاسيما النساء اللائي ضحين بالغالي والنفيس من أجل خوض مغامرة الهجرة و الإستقرار ببلجيكا في ظروف كانت جد صعبة و محفوفة بمخاطر شتى. 

وأشار المتدخل إلى أن الكتابة حول الهجرة عبر سرديات من عاشها، هي في حقيقة الأمر نوع من رد الاعتبار و إعادة اكتشاف أهمية الجدور والأصول و الأنساب، ولاسيما في ظل ما يلاحظ على المستوى الاجتماعي حاليا من هيمنة النزعات الفردانية، كأسلوب عيش، لكن يظل الأهم في المرحلة التي نمر منها، هو الحرص على عدم الإنزلاق نحو " هوية مغلقة "، و الانتصار لهوية مستدامة التي هي الإنتماء إلى الإنسانية. 

ولاحظ أحمد مدهون، أن المرأة ظلت مهمشة ومغيبة في الكتابات حول الهجرة على الرغم من دورها الطلائعي والرائد في الهجرات، مشيرا في هذا الصدد إلى أن المؤلف الجماعي " بلجيكا بلادي"، يهدف إلى تسليط الضوء على بعض جوانب الهجرة المغربية إلى بلجيكا، اعتمادا على كتابة تستند على أسلوب مبسط وسهل في التلقي من لدن جمور واسع من القراء.

بين ضفتين

من جانب قدم ذ. حسن بوستة أن الكتاب الجماعي الموسوم ب " بين ضفتين " الذي قام بتنسقه وساهم في كتابته ، يقع في 265 صفحة من الحجم الكبير يسعى إلى المساهمة في إعادة الحياة إلى ذاكرة الهجرة المغربية الى بلجيكا بايجابياتها و سلبياتها موضحا أن بلجيكا وإن لم تكن ضمن القوى الإستعمارية للمغرب، فإنها مع ذلك كانت لها أطماع قبل ألمانيا وفرنسا، مشيرا إلى أن بلجيكا كدولة مستقلة وإن كانت حديثة النشأة، فإنها أرسلت فيلقا عسكريا من إقليم والوني ( الفرنكوفوني )، شارك في القرن 17 معارك إلى جانب إسبانيا ضد الجيش المغربي للحيلولة دون تحرير مدينة سبتة، كما أن جالية بلجيكية قد إستقرت بالمغرب خلال فترة الحماية . 

 كتاب "ما بين ضفتين"، هو كذلك في حقيقة الأمر نظرة متقاطعة لتاريخ مغربي بلجيكي مشترك، من خلال استكشاف القصص المتبادلة للمغرب وبلجيكا ، ويقترح رحلة عبر الزمن وسفرا في فضاء يربط بين الضفتين الشمالية والجنوبية للمنطقة المتوسطية كما سجل ذلك ادريس اليزمي رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج في تقديمه للكتاب والذي اعتبر فيه إن المقاربة المعتمدة تنخرط في اطار خطوة أصلية، لملء الفراغ في مجالات الشأن المتعلق بدينامية الهجرات و كذلك التعددية الثقافية، سواء بالمغرب أو ببلجيكا.

وأكد اليزمي بأنه " لا رواية خطية للهجرات ولا سرد للتاريخ الوطني، فإن المؤلف، عبارة عن ملتقى طرق . يندرج في أفق طوعي مختلط ومشترك، لذاكرة جماعية وإضاءة تاريخية، لواقع متميز، وجزء ذا طابع حميمي مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يستحضر المستجدات الأخيرة للعلاقات المغاربية ونظرائهم من بلجيكا ما بين الضفتين، يقدم توليفة صارمة ودقيقة لكن يمكن الوصول إليها ومحسوسة، معربا عن اعتقاده بأنه مما لاشك فيه بأن هذه النظرة المتقاطعة، المركزة والمتعددة التخصصات، من شأنها أن تستأثر باهتمام جمهور واسع، خاصة من الأفراد الشغوفين من ذوي الانتماء المغربي والبلجيكي.

تفكير مضاعف

 وكتب ادريس اليزمي أن هذا المؤلف يستدعى تفكيرا مضاعفا، يسلط الضوء من جهة على حركية الأفراد، وعلى الثقافات والعلوم بين البلدين من جهة أخرى، ملاحظا أن هذا التبادل بين هذين الفضاءين، قليلا ما يتم التطرق إليهما، وقال إن الكتاب على ما يبدو يلح على أخذ مسافة لبناء الذاكرة، لأنه في بعض الأحيان قد يكون النسيان أكثر تعبيرا من الذاكرة. فعلى الرغم من النقص في المعطيات الكافية سواء ببلجيكا أو بالمغرب، فإن الطموحات الدبلوماسية والاقتصادية للملك ليوبولد الثاني غي العلاقة مع المغرب ترسم صورة ملفتة للنظر. لكن اليزمي ، اعتبر أن هذه الكتاب بتقديمه لقصة وإن كانت مجهولة، فإنها تظل عميقة ودالة، وهو ما يجعله يفتح سبلا لتفكير أساسي حول العلاقات القائمة ما بين المغرب وبلجيكا، ويشكل كذلك نداء للتفكير لكن بصيغة أخرى وجماعية حسب ما دبجه اليزمي في هذا الكتاب.         

"ما بين ضفتين" كتاب - كما يوضح بوستة خلال اللقاء - لا يمكن أن يصنف ضمن الكتابات التاريخية، بل هو عمل بحثي سوسيولوجي يستند على وقائع وأحداث، يحللها ويكشف عن أبعادها ملاحظا أن هناك نوع " الحميمية" في العلاقات بين الشعبين المغربي والبلجيكي وأن هذه العلاقات القائمة بينها، لا يمكن أن تختزل في 60 سنة التي تؤرخ فقط إلى حدث التوقيع على أول إتفاقية ثنائية حول اليد العاملة التي تعود الى سنة 1964. 

هجرة معاكسة أو عشق المغرب :

ميشال دي موط تحدتث من جانبها عن الدوافع التي جعلتها تهاجر من بلجيكا لتستقر بالمغرب فيما يمكن أن يعتبر هجرة معاكسة ، موضحة أن الرحلة الأولى إلى المغرب كانت سنة 1993 بقرار مشترك بينها وبين شريك حياتها المغربي الأصل، و مع مرور الزمن تعززت روابطها بالمغرب ولاسيما مع مدينة الدارالبيضاء، و أنها حسمت قرارها بالبقاء نهائيا بالمغرب إبان جائحة كوفيد 19 ، عندما تلقت مكالمة هاتفية من سفارة بلجيكا بالرباط تخبرها، أن أمامها آخر فرصة للعودة الى بلجيكا في آخر رحلة طيران ، لكنها حسمت إختيارها بالبقاء والإستقرار بالمغرب. و أشارت المتدخلة الى اكتشافها لبعض تجليات الكرم الحاتمي للمغاربة . وإنخراطها في مشروع ثقافي والإستثمار في قطاع النشر و الكتاب ، أوضحت أنها إقتحمت هذا المجال بهدف المساهمة في التعريف ببعض الجوانب المشرقة بالمغرب، و إبراز التحولات التي يعرفها و المساهمة في تجاوز بعض الكليشيهات و الأحكام المسبقة.

النهوض بالثقافة والفنون

ومن جانبه أوضح محمد إقوبان، فتوقف عند دواعي إقدامه، منذ 25 سنة على تأسيس " موسم " كمؤسسة مدنية تعنى بالنهوض بالثقافة والفنون، موضحا أن هذه الأسباب تعود من جهة إلى ما كان يلاحظه من تعاطي " فلكلوري " مع الثقافة المغربية في بلجيكا و ما يسجل من حضور باهت لها من قبل بعض الفاعلين، وتداعيات السياق السياسي المتسم ببروز اليمين المتطرف الذي جعل من كراهية الآخر ( المهاجرين بصفة خاصة) محورا أساسيا في خطاباته وبرامجه السياسية، و ذلك في المنطقة الشمالية ببلجيكا ( المنطقة الفلامانية ) .

وبعدما ذكر أنه خريج المدرسة المدرسة العمومية المغربية و معتز بذلك لأنه بفضلها تمكن من الإطلاع على العديد من الأعمال الأدبية والفكرية التي ساهمت في تشكل وعيه و تكوين شخصيته قبل أن يقرر الهجرة والاستقرار ببلجيكا. وقال لذلك لم يجد صعوبة في التأقلم مع أجواء بلجيكا، وهو ما ممكنه من عدم التعرض ل " صدمة ثقافية " . وقال إن هناك خصوصيات للهجرة المغربية ببلجيكا، لعدة اعتبارات منها تواري "الهوية البلجيكية الموحدة" لحساب هويات جهوية، بالنظر للطابع الفدرالي للدولة و العوامل الثقافية والتاريخية.

 ويشار إلى أنه ،رغم أن عدد المغاربة ببلجيكا يقدر بحوالي 600 ألف نسمة، فإن أغلبيتهم يستقرون بالعاصمة بروكسل التي تمتاز بكونها قطب حضري ضخم ذي كثافة سكانية عالية وأن ديموغرافية المغاربة ( أو البلجيكيون من أصل مغربي)، تشهد انتعاشة نتيجة ارتفاع نسبة الخصوبة، لكن تسجل في صفوفها نسب مقلقة في الرسوب و الهدر المدرسي، و لكن بالمقابل هناك ارتفاع متزايد ودال في مجال إنخراط ذوى الأصول المغربية في الحياة السياسية ببلجيكا على كل المستويات ومنها دوائر صنع القرار و في مجال الأعمال.

 تجدر الإشارة إلى أن هذه الكتب الجماعية، صدرت بدعم من مجلس الجالية المغربية بالخارج في إطار شراكة مع دور نشر متخصصة.


واصل المنتخب الوطني النسوي للفوتسال نتائجه الإيجابية في منافسات كأس إفريقيا للأمم، وتمكن من حجز بطاقة التأهل إلى دور نصف النهائي، بعد تحقيقه لفوزين متتاليين في دور المجموعات.

وجاء التأهل بعد انتصاره أمام منتخب الكاميرون، في المباراة التي جرت مساء اليوم الخميس بقاعة المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بمدينة الرباط، حيث انتهى اللقاء بنتيجة 7-1 لصالح لبؤات الأطلس.

وسجلت أهداف المنتخب الوطني في هذه المواجهة كل من ملاك زيد لكيلاني ( هدفان)، أمل العوفي، شيرين قنديل، مريم حجري، ضحى المدني وسهام التدلاوي.

وكان المنتخب الوطني النسوي قد استهل مشواره في البطولة بفوز على منتخب ناميبيا، بنتيجة ثمانية أهداف لهدف واحد.

وستجرى مباراة الدور النصف نهائي يوم الاثنين 28 أبريل الجاري.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق