ترجمة: منار الهليل

وسط تقلبات الأسواق المالية الناتجة عن النزاعات التجارية وغياب اليقين الاقتصادي، يشعر كثير من الأمريكيين المتقاعدين والمقبلين على التقاعد بقلق شديد على مدخراتهم.

يفضل البعض، مثل الأستاذ الجامعي مونتجمري (66 عامًا) من ولاية ميشيجان، عدم متابعة حساباته المالية تجنبًا للقلق، رغم تعديله محفظته الاستثمارية بتحويل جزء منها إلى السندات بعد الانتخابات الأخيرة، إذ يقول "أتمنى بشدة ألا أفقد جميع مدخراتي التقاعدية. لكن أين يمكنك وضع الأموال التي لا يستطيع هؤلاء الناس إفسادها؟".

رغم ارتفاع أسعار الأسهم هذا الأسبوع، انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 10% عن أعلى مستوى له على الإطلاق الذي بلغه في فبراير، وفقا لمجلة فورتشن. الخسائر في ناسداك وبين أسهم الشركات الصغيرة أكثر حدة. حتى السندات والدولار الأمريكي كانا متقلبين. ويحذر عديد من الاقتصاديين من احتمال حدوث ركود اقتصادي.

مخاوف مونتجمري تعكس شعورًا أوسع بين المتقاعدين. جين أوتس إستريدج (71 عامًا) من أوهايو، خسرت أكثر من 40 ألف دولار من حسابها، وفكرت في تحويل مدخراتها إلى سيولة نقدية، لكن مستشارها المالي نصحها بالتروي. "من أين سأحصل على المال للشراء كما ينصح الرئيس؟ (...)"، تتساءل بغضب، في إشارة إلى تصريحات الرئيس ترمب الذي دعا المستثمرين إلى "الهدوء" ووصف التراجع بأنه "فرصة شراء عظيمة".

مؤشر "فيكس"، الذي يُعتبر "مقياسًا للخوف" لتشاؤم المستثمرين، سجل أعلى مستوياته منذ 5 سنوات. ورغم بعض التحسن، تبقى مستويات القلق مرتفعة.

في الوقت نفسه، يشعر بعض المتقاعدين بالعجز عن التصرف. بيتر روست (72 عامًا) من ولاية كونيتيكت، كان يخطط للسحب من مدخراته هذا العام، لكنه يتردد خوفًا من تثبيت خسائره. يقول: "حين كنت أصغر سنًا، كان لدي الوقت لتعويض الخسائر، أما الآن فلا".

وفقًا لـ "ذا انفستمنت كومباني انستتيوت"، بلغت مدخرات التقاعد الأمريكية نحو 44 تريليون دولار بنهاية 2024، مع زيادة واضحة في الاعتماد على الأسهم. لدى شركة فانجارد، يخصص المستثمرون الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا نحو 49% من محافظهم للأسهم، ما يجعلهم أكثر عرضة للتقلبات.

المستشار المالي تي جيه بينكوفسكي يؤكد أن تقلبات السوق تضغط المتقاعدين نفسيًا لأن "الخسائر الورقية تتحول إلى حقيقية مع كل سحب للأموال".

وسط هذه الأجواء المشحونة، يلجأ كثيرون لتعديل بسيط في استثماراتهم دون اتخاذ خطوات متسرعة، رغم صعوبة تجاهل الخوف. كما يقول ستيف تيرنر (74 عامًا) من ميزوري: "عندما تكبر في السن، تدرك أن الوقت ليس في صفك كما كان وأنت في الثلاثين أو الأربعين".