في أحدث تصريح له عن مستقبل قيادة حزب العدالة والتنمية، طلب عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب، من “مختلف المؤمنين بالقيادة الجديدة الاستعداد للحملة الانتخابية مبكرا، على أن تكون الانتخابات والتصويت الفيصل في هذا الصدد”، وذلك في ظل استعداد “البيجيدي” لعقد مؤتمره التاسع في شهر أبريل المقبل بغرض انتخاب قيادته الجديدة للمرحلة المقبلة.
ووصف بنكيران، اليوم السبت، تجربة الحزب السياسية بـ”الاستثنائية”، إذ قال: “لقد انتمينا إلى الشبيبة الإسلامية فيما سبق، واجتهدنا منذ سنة 1981، وكان من الممكن أن نكون، لو لم نتخذ هذا المسار، في السجون أو ما شابه ذلك”.
وأضاف الأمين العام لـ”البيجيدي” الذي كان يتحدث في ندوة نظمتها اللجنة التحضيرية للمؤتمر التاسع للحزب، أن “دخولنا إلى الحياة السياسية لم يكن سهلا، حيث خرجنا من السّرية إلى العلن ووجدنا رفضًا حتى في صفّنا، تجاوزناه بعد أن شرحنا للناس أهدافنا الأساسية من الدخول للحياة السياسية”، مشيرا إلى أنه “لم نتوصّل بوصل تأسيس الجماعة الإسلامية إلا بعد 30 سنة تقريبا من ذلك، في عهد امحند العنصر على رأس وزارة الداخلية”.
وزاد: “انسجمنا مع الدكتور الخطيب بعد تدخُّل أحد أعضاء الإخوان المسلمين الذي كان مقيما بالمغرب ومتزوجا بابْنة أحد القياديين الاشتراكيين وقتها. لقد جرى تصنيفنا بالعمالة الخارجية وحتى بالولاء لإيران، في حين إنه على أرض الواقع وجدنا عددا من الإشكاليات”، قبل أن يبرز أن “الحزب واجه بقوة الخطة الوطنية لإدماج المرأة في بداية الألفية الجديدة، وهو ما تلاه واقع آخر في سنة 2003”.
كما ذكر بأن “موقف الحزب بخصوص أحداث 20 فبراير كان واضحا، حيث إن هدفنا الأساس يتمثل في المساهمة في الحكم، خصوصا وأننا نخاف على النظام، في وقت كان اليسار بالمغرب ينازع على هذا الحكم والشيء نفسه بالنسبة للإسلاميين في الخارج”.
في سياق متصل، تحدث رئيس الحكومة الأسبق عن واقع المؤسسة الحزبية التي يتزعمها حاليا، إذ سجّل “أولوية ممارسة المعارضة”، قائلا: “نشعر بأن دورنا ما زال قائما في محاربة الفساد. وهناك فعلا فساد، عكس ما قاله وهبي، الذي يجب أن يشرح ما قاله بهذا الخصوص، في وقت هناك استياء عام مما وصل إليه التدبير؛ فحتى الملك لا تعجبه مجموعة من الأمور، بما فيها تدبير الأحزاب”.
وبالعودة إلى تجربة حزب العدالة والتنمية في قيادة الشأن العام، لفت المسؤول الحزبي ذاته إلى أن “الكثير من الناس كانوا ينتظرون أن نسقط في الأشهر الستة الأولى من قيادة الحكومة بعد سنة 2011، لكن لم يطرأ ذلك، في حين إن ما حدث هو أننا فزنا بما يصل إلى 125 مقعدا بمجلس النواب خلال سنة 2016”.
وتابع: “قمنا بأخطاء استغلتها الأحزاب الأخرى، ووصلنا إلى انتخابات سنة 2021 ووقع فيها ما وقع. هذه هي الديمقراطية في نهاية المطاف”، مذكرا بأن “الحزب طالب بعودتي إلى القيادة واستجبت، في حين إن هناك من عاتبني على ذلك”.
وجوابا على سؤال يخص إمكانية قدرة حزب العدالة والتنمية على حشد الناس من جديد مثلما حدث بخصوص الخطة الوطنية لإدماج المرأة، رد بنكيران بأنه “من غير المستبعد ومن الممكن تكرار الأمر، خصوصا إذا دعمنا الخطباء من أجل توعية المجتمع من جديد”، منتقدا في الأخير “الطريقة التي تتعامل بها بعض الجماعات الإسلامية مع مواضيع ذات طابع ديني بالخارج، بما فيها الحجاب مثلا”.
" frameborder="0">
0 تعليق