أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة حول دور الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية جدلاً واسعاً، خاصة بعد أن وصف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، هذه التصريحات بـ«الهراء المصطنع».
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وموسكو توتراً متزايداً، وسط محاولات لإيجاد حلول للصراع المستمر في أوكرانيا.

تصريحات ترامب تثير الجدل:
في منشور له على منصة تروث سوشيال، ادعى ترامب أن الولايات المتحدة قدمت أكبر مساهمة في تحقيق النصر في الحرب العالمية الثانية، مشيداً بقوتها وشجاعتها وبراعتها العسكرية.
كما أعلن ترامب عن نيته إعادة تسمية يوم 8 مايو بيوم النصر للحرب العالمية الثانية، و11 نوفمبر بيوم النصر للحرب العالمية الأولى، مما أثار انتقادات واسعة من قبل المؤرخين والمحللين.
رد مجلس الأمن الروسي: هراء مصطنع
رداً على تصريحات ترامب، كتب ميدفيديف على منصة "في. كيه" الروسية: "قال ترامب مؤخراً إن الولايات المتحدة قدمت أكبر مساهمة في النصر في الحرب العالمية الثانية هذا مجرد هراء مصطنع".
وأشار إلى أن الشعب السوفيتي ضحى بـ27 مليون شخص في سبيل القضاء على الفاشية، مؤكداً أن يوم النصر في روسيا سيبقى في 9 مايو.
الكرملين يعبر عن استيائه:
من جانبه، وصف المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، تصريحات ترامب بأنها لا تتوافق مع البيانات التاريخية، مشيراً إلى أن الحرب دارت رحاها على الأراضي الأوروبية والآسيوية، وليس على الأراضي الأمريكية.
وأضاف المتحدث باسم الكرملين أن الاتحاد السوفيتي تحمل العبء الأكبر في الحرب، حيث فقد أكثر من 27 مليون شخص.
انتقادات دولية لتصريحات ترامب:
لم تقتصر الانتقادات على روسيا فقط، بل أعربت شخصيات بارزة في المملكة المتحدة عن استيائها من تصريحات ترامب.
ووصف الجنرال البريطاني المتقاعد، اللورد دانات، تصريحات ترامب بأنها تحريف للتاريخ، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة انضمت للحرب بعد الهجوم على بيرل هاربور في عام 1941، وأن بريطانيا كانت تقاتل بمفردها ضد ألمانيا النازية في عام 1940.
تسلط هذه التصريحات الضوء على التوترات المستمرة بين الولايات المتحدة وروسيا، وتثير تساؤلات حول كيفية تعامل القادة مع التاريخ واستخدامه في الخطابات السياسية. في ظل هذه التصريحات المتبادلة، يبقى السؤال مفتوحاً حول تأثيرها على العلاقات الدولية والسعي لتحقيق السلام في مناطق النزاع.
0 تعليق