سجلت نتائج أعمال سابك السعودية خلال الربع الأول من عام 2025 خسائر بلغت 1.21 مليار ريال سعودي (322.6 مليون دولار أميركي)، رغم استقرار الإيرادات عند 34.59 مليار ريال (9.23 مليار دولار)، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
(الريال السعودي = 0.27 دولارًا أميركيًا)
وتُعزى هذه الخسائر إلى مجموعة من العوامل المالية والتشغيلية، أبرزها تكاليف إعادة الهيكلة وارتفاع أسعار مواد اللقيم.
ورغم تسجيل صافي خسارة، حافظت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) على قدر من المرونة التشغيلية وسط تحديات اقتصادية عالمية مستمرة، بدعم من الاستقرار النسبي في الطلب، ومبادرات إستراتيجية تهدف إلى تعزيز الكفاءة وتقليل التكاليف مستقبلاً.
وتعكس نتائج أعمال سابك السعودية في هذه المدة طبيعة التحولات التي تخوضها الشركة ضمن خطتها الإستراتيجية، التي شملت خطوات تنظيمية واسعة لإعادة الهيكلة وتحسين الأداء المالي والتشغيلي على المدى الطويل.
وأكد الرئيس التنفيذي، العضو التنفيذي لمجلس الإدارة، المهندس عبدالرحمن بن صالح الفقيه، أن الشركة حققت تقدمًا ملحوظًا في تحسين مؤشرات السلامة.
كما سجلت معدل الحوادث الأدنى في تاريخها، بجانب التزامها المستمر بتحقيق الكفاءة التشغيلية ومواصلة الابتكار في المنتجات والحلول المستدامة.
نتائج أعمال سابك في الربع الأول 2025
في أولى نتائجها للعام الحالي، سجلت نتائج أعمال سابك في الربع الأول 2025 إيرادات ثابتة على أساس ربعي عند 34.59 مليار ريال (9.23 مليار دولار)، بدعم من ارتفاع طفيف في كميات الإنتاج، لا سيما في وحدات الكيماويات والبوليمرات، رغم انخفاض طفيف في حجم المبيعات الإجمالية، لا سيما في قطاعات المغذيات الزراعية.
وبلغ إجمالي الربح 4.81 مليار ريال (1.28 مليار دولار)، منخفضًا بنسبة 14% مقارنة بالربع الرابع من 2024، فيما تكبّدت الشركة خسائر تشغيلية بقيمة 770 مليون ريال(205.32 مليون دولار)، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
كما تراجع الربح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والإطفاء بنسبة 30% ليصل إلى 2.5 مليار ريال (670 مليون دولار)، متأثرًا بمصروفات إعادة هيكلة بلغت 1.07 مليار ريال (290 مليون دولار)، وتستهدف ترشيد التكاليف السنوية بقيمة تُقدّر بنحو 345 مليون ريال (92 مليون دولار).
وبعد استبعاد البنود الخاصة، سجلت الشركة ربحًا تشغيليًا قبل المصاريف والضرائب والإهلاك بقيمة 3.7 مليار ريال (قرابة مليار دولار)، بزيادة 7% عن الربع السابق، مع هامش ربح بلغ 11% مقارنة بـ10% في الربع الرابع من 2024.
مرونة في مواجهة الضبابية الاقتصادية
أوضح الرئيس التنفيذي عبدالرحمن الفقيه، أن المشهد الاقتصادي العالمي ما يزال ضبابيًا، إذ بلغ معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي 2.97%، فيما ظل مؤشر مديري المشتريات الصناعي ضعيفًا، ما يعكس حالة من الارتياب في بيئة الأعمال.
رغم ذلك، أشار الفقيه إلى مرونة الشركة في مواجهة هذه الظروف، مؤكدًا أن الإجراءات الإستراتيجية الجارية، وعلى رأسها إعادة الهيكلة، ستسهم في تعزيز النتائج المالية على المدى الطويل من خلال تحسين الكفاءة وتقليل المصروفات التشغيلية.
وأضاف أن الشركة تواصل التزامها بأولوياتها في عام 2025، والتي تشمل التميّز التشغيلي، ودعم التحوّل المؤسسي، والنمو الممنهج، إلى جانب الانضباط المالي وتقديم قيمة مستدامة للمساهمين.
جوائز إديسون
على صعيد الابتكار، حصدت سابك 6 جوائز "إديسون" خلال هذا الربع، منها جائزة ذهبية، وفضيتان، و3 برونزيات، ضمن مجالات تشمل علوم المواد والطاقة الخضراء والمياه النظيفة، وهذه هي السنة الخامسة على التوالي التي تفوز فيها الشركة بهذه الجوائز.
وسجلت الشركة إنجازات في مجال الاستدامة، أبرزها اعتماد مصنع شنغهاي "نموذج للمصنع الأخضر"، واعتماد مصنع نانشا بنسبة 100% على الكهرباء المتجددة للعام الثاني على التوالي، ما يعكس التزام سابك بالممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة.
نتائج قطاع البتروكيماويات
بلغت إيرادات قطاع البتروكيماويات 31.5 مليار ريال (8.40 مليار دولار) بانخفاض 1% على أساس ربعي، نتيجة استمرار فائض المعروض وضعف الطلب.
وسجل قطاع البتروكيماويات أرباحًا قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والإطفاء بقيمة 1.42 مليار ريال (380 مليون دولار)، مقارنة بـ2.44 مليار ريال (650 مليون دولار) في الربع الرابع 2024.
وشهدت أسعار بعض المنتجات مثل جلايكول الإيثيلين الأحادي استقرارًا، فيما ارتفعت أسعار الميثانول بدعم من نقص المعروض، واستقرت أسعار ميثيل ثالثي بيوتيل الإيثر (MTBE) بدعم من الطلب الإقليمي في أوروبا.
وفي المقابل، واجهت أسعار البولي بروبلين والبولي كربونيت ضغوطًا كبيرة نتيجة ضعف الطلب وزيادة العرض، رغم تحسن محدود في أسعار البولي إيثيلين.
نظرة مستقبلية حذرة
تتوقع سابك نطاق إنفاق رأسمالي يتراوح ما بين 3.5 - 4 مليارات دولار لعام 2025، مع التزامها بإدارة الاستثمارات بانضباط، ومواصلة التركيز على تحقيق النمو المنهجي وتحقيق القيمة طويلة الأمد.
كما وافقت الجمعية العامة للشركة على تشكيل مجلس إدارة جديد، رحّب بأول عضوة في تاريخه، في خطوة تعكس التزام الشركة بتعزيز الحوكمة والتنوّع المؤسسي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
0 تعليق