أعلنت وزارة الصحة اللبنانية حصيلة جديدة لضحايا الصراع الدائر مع إسرائيل منذ اندلاع المواجهات في أكتوبر 2023. وكشفت الوزارة عن مقتل 2868 شخصاً وإصابة 13319 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة في مختلف أنحاء لبنان. وتأتي هذه الأرقام في ظل تصعيد غير مسبوق في الضربات الجوية الإسرائيلية، حيث تستمر العمليات العسكرية بوتيرة عالية في الجنوب والبقاع وأجزاء من العاصمة بيروت.
تصاعد الغارات الإسرائيلية: 109 غارة في يوم واحد
أفاد بيان وزارة الصحة اللبنانية بأن الساعات الأربع والعشرين الماضية وحدها شهدت 109 غارة إسرائيلية على مناطق متفرقة في لبنان، أودت بحياة 71 شخصاً وأصابت 169 آخرين. وتستهدف هذه الغارات، بحسب السلطات الإسرائيلية، قدرات حزب الله العسكرية وتنتشر عبر مناطق تشمل جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، وحتى بعض المناطق في جبل لبنان وشمال البلاد.
خلفية الصراع: دعم حزب الله لحماس يزيد التوترات
اندلع هذا الصراع مجدداً بعد أن قامت جماعة حزب الله بإطلاق صواريخ على مواقع إسرائيلية في أكتوبر 2023، وذلك تضامناً مع حركة حماس في ظل المواجهات العنيفة التي بدأت بين حماس وإسرائيل في غزة. وسرعان ما تحولت هذه المبادرة إلى مواجهة مباشرة بين حزب الله وإسرائيل، حيث ردت إسرائيل بسلسلة من الضربات المكثفة عبر أنحاء مختلفة من لبنان. وبدأت إسرائيل هجماتها الواسعة منذ 23 سبتمبر، مستهدفة العديد من المناطق الحيوية في لبنان، بهدف القضاء على قدرات حزب الله العسكرية، حسب تصريحات الحكومة الإسرائيلية.
تداعيات إنسانية وأزمة نزوح واسعة
يعاني لبنان من آثار إنسانية كارثية جراء هذا الصراع المتصاعد، حيث أدى النزوح الواسع للسكان إلى تفاقم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية. وتقول السلطات اللبنانية إن الضربات الإسرائيلية المتكررة دفعت الآلاف للهرب من مناطقهم، لاسيما من جنوب البلاد، في وقت يعاني فيه لبنان من أزمات اقتصادية شديدة وتضخم متصاعد. في المقابل، تشير إسرائيل إلى أن عملياتها تهدف إلى ضمان عودة آمنة لعشرات الآلاف من النازحين من شمال إسرائيل إلى منازلهم، بعد أن فروا من المناطق الحدودية المتأثرة بالنزاع.
ردود الفعل الدولية: دعوات لوقف التصعيد
أثارت هذه الأوضاع المتدهورة قلق المجتمع الدولي، حيث دعت العديد من الدول ومنظمات حقوق الإنسان إلى ضرورة وقف التصعيد بين الطرفين والعودة إلى طاولة الحوار. ويواجه لبنان في هذا السياق ضغوطاً إضافية مع تفاقم معاناته الإنسانية، إذ تسعى الحكومة اللبنانية لاحتواء تداعيات الحرب وحماية المدنيين الذين يتعرضون يومياً لتهديد القصف المتواصل.
الجهود الحكومية لمواجهة الأزمة
تعمل الحكومة اللبنانية، بالتعاون مع منظمات الإغاثة المحلية والدولية، على تقديم الدعم والمساعدة للمتضررين والنازحين، إلا أن الأوضاع على الأرض تشكل تحدياً كبيراً في ظل استمرار الضربات اليومية. وتكافح السلطات الصحية من أجل توفير الرعاية الطبية للجرحى، وإيواء النازحين، وتوفير الاحتياجات الأساسية التي تتزايد مع استمرار الصراع.
الصراع بين حزب الله وإسرائيل: أفق مسدود أم تصعيد أكبر؟
أمام هذه التطورات، يبقى السؤال عن مستقبل الصراع بين حزب الله وإسرائيل. ففي حين تسعى الأطراف الدولية إلى دفع الطرفين للتهدئة، يبدو أن المنطقة على شفا تصعيد جديد قد يجرّ لبنان والمنطقة إلى دوامة من العنف غير المحسوبة. ويشكل هذا الصراع المتجدد بين حزب الله وإسرائيل تحديًا كبيراً للسلام في الشرق الأوسط، في وقت يشهد فيه لبنان ضغوطاً متزايدة على الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
واقع مرير ومستقبل غامض
بينما يستمر العنف في لبنان، تظل الظروف القاسية تثقل كاهل الشعب اللبناني وتزيد من تحديات الدولة في مواجهة الأزمة. وفي ظل التصعيد العسكري المتواصل، تبرز أهمية الجهود الدولية لوقف النزاع والبحث عن حلول مستدامة تحمي الشعب اللبناني من ويلات الحرب وتضمن استقراراً طالما انتظره الجميع في هذه المنطقة المشتعلة.
0 تعليق