للمتابعة اضغط هنا

بعد الضربات القاسية.. هل يتمكن حزب الله من «امتصاص الصدمة»؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام
1

في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، خرج زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، بخطاب ناري يوضح فيه أسباب انضمام مقاتليه للقتال ضد إسرائيل.

وصف نصر الله إسرائيل بأنها “ترتجف خوفًا”، وأن قوتها أضعف من “خيوط العنكبوت”، واعتبر أن هذه الحرب “تاريخية وحاسمة”، داعيًّا جميع حركات المقاومة المدعومة من إيران، من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن، بالمشاركة فيها، وفق تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.

أخطاء استراتيجية

بعد أسابيع من ذلك الخطاب، لقي نصر الله مصرعه، إلى جانب معظم قيادة حزب الله العليا، وقد تعرض الحزب  لضربات متلاحقة كشفت عن اختراقات مذهلة من قبل الاستخبارات الإسرائيلية، مما أدى إلى تدمير جزء كبير من بنيته القيادية، فما الذي حدث؟

وقع نصر الله في خطأين استراتيجيين فادحين: أولهما أنه قلل من قدرات إسرائيل، وثانيهما أنه بالغ في تقدير إمكانيات إيران وشبكة الجماعات المسلحة المتحالفة معه في المنطقة.

ورغم امتلاك حزب الله ترسانة هائلة من الصواريخ، بما في ذلك الصواريخ الباليستية الموجهة بدقة، والتي كان يُفترض أن تردع التصعيد الإسرائيلي، فإن هذه الأسلحة لم تحدث تأثيراً ملموساً على إسرائيل حتى الآن، وفق ما نشرت وول ستريت جورنال في 29 سبتمبر 2024.

خسائر كبيرة وتحديات جديدة

منذ 16 سبتمبر، قُتل أكثر من ألف شخص في لبنان نتيجة الهجمات الإسرائيلية، بحسب وزارة الصحة اللبنانية، بينما لم يسفر أي من هجمات حزب الله عبر الحدود عن سقوط قتلى إسرائيليين منذ 19 سبتمبر، وتشير هذه الأرقام إلى الفجوة الكبيرة بين حزب الله وإسرائيل من حيث القوة النارية والتكنولوجيا والقدرات الاستخباراتية، وفي هذا الصدد، يرى رئيس الوزراء اللبناني السابق، فؤاد السنيورة، أن حزب الله، رغم تصرفه كجيش نظامي، لا يمكنه مجاراة إسرائيل في هذه المجالات.

ورغم تراجع قدرات حزب الله، تواجه إسرائيل تحدياً في كيفية تحقيق أهدافها دون الانزلاق في مستنقع حرب برية جديدة في لبنان حيث أن إسرائيل سبق وأن غزت لبنان في 1982 لمحاولة تغيير توازن القوى السياسي، لكن النتيجة كانت ظهور حزب الله نفسه. كما أن هذا النوع من التنظيمات قدرته عالية على التكيّف مع الظروف الجديدة، خاصةً أنه يرتبط بأبعاد “فكرية” و”أيدولوجية”.

وكان مقتل الأمين العام الثاني لحزب الله، عباس الموسوي، عام 1992 هو الذي أدى لبزوغ نصر الله والذي حوّل الحزب لواحد من أبرز التنظيمات المسلحة غير الحكومية عالميًّا. وبالفعل يبدو أن الحزب بدأ يحاول تنظيم صفوفه مرة أخرى، حيث تستمر الضربات الصاروخية على شمال إسرائيل، وكانت وسائل إعلام عبرية، قد نقلت عن مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع، قوله أن رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين “بدأ يسيطر على حزب الله وهو أكثر تشددًا”.

تعقيدات الموقف الإيراني

بالإضافة إلى ذلك، كشفت الأزمة الحالية عن ضعف مفهوم “وحدة الساحات” الذي طالما روجت له إيران، حيث أن حلفاء إيران في المنطقة يُتوقع منهم أن يقدموا الدماء في خدمة مصالحها، دون أن تحصل على دعم مباشر من طهران في المقابل.

تراجع حزب الله يشكل تحديًّا لإيران، التي اعتمدت لفترة طويلة على صواريخ الحزب كوسيلة لردع أي هجوم إسرائيلي محتمل على برنامجها النووي.

ويرى الخبراء أن هذا الوضع يضع إيران في موقف حرج، حيث أنها قد تجد نفسها مجبرة على الدفاع عن حزب الله بدلاً من الاعتماد عليه كجزء من استراتيجيتها الدفاعية، فيما يعتقد البعض أن إيران قد تضطر للتدخل حال إدراكها أن حزب الله سيتم تدميره بالكامل.

الداخلي اللبناني

مع تراجع قوة الحزب العسكرية، يخسر حزب الله أيضاً بريقه السياسي داخل لبنان، حيث يعيش لبنان بدون رئيس منذ أكتوبر 2022، بسبب العراقيل التي يضعها حزب الله وحلفاؤه في البرلمان.

ومع تشريد مئات الآلاف من سكان الجنوب اللبناني نتيجة الغارات الإسرائيلية، يجد الحزب نفسه في موقف صعب مع قاعدته الشعبية في المجتمع الشيعي اللبناني.

ويرى المحللون أن حزب الله فقد الهالة التي منحته السيطرة على الدولة اللبنانية لسنوات، وأنه يواجه الآن تحدياً في كيفية الحفاظ على ولاء شعبه، خاصة مع تعاظم الانتقادات الداخلية والوضع الإنساني المتدهور.

اقرأ أيضًا

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق