يواصل قطاع الكهرباء في سوريا جهوده لتلبية الطلب المرتفع على الطاقة خلال فصل الصيف المقبل، بالتزامن مع احتياج الدولة إلى الحصول على مزيد من الوقود، وكذلك تأهيل محطات التوليد التي شهدت أحداثًا عاصفة على مدى الأعوام الأخيرة.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) للقطاع، فإن المؤسسة العامة لتوليد الكهرباء تواصل مساعيها للحفاظ على وضع فني جيد لمحطات التوليد، من خلال المتابعة اليومية، وإجراء الصيانة المطلوبة على مجموعات التوليد.
وتستهدف المؤسسة، من خلال هذه الإجراءات، الحفاظ على جاهزية قطاع الكهرباء في سوريا، لتلبية الطلب على الطاقة الكهربائية خلال أشهر الصيف المقبل، بعدد من الإجراءات المهمة التي تتخذها في هذا الشأن.
يشار إلى أن قطاع الكهرباء في سوريا كان قد شهد أضرارًا عميقة، أصابت معظم البنية التحتية جراء المعارك التي دامت لنحو 12 عامًا في البلاد، التي انتهت برحيل الرئيس السابق بشار الأسد، وتولّي سلطة جديدة مقاليد الحكم.
ويعاني قطاع الكهرباء السوري من نقص كبير في الوقود، رغم المنحة القطرية التي تشمل توريد مليونَي متر مكعب من الغاز يوميًا، عبر خط الغاز العربي.
إعادة تأهيل قطاع الكهرباء السوري
تحدَّث مدير المؤسسة العامة لتوليد الكهرباء المهندس عمر البريجاوي عن إعادة تأهيل قطاع الكهرباء في سوريا، موضحًا أن المؤسسة تعمل منذ شهرين، وبأيدي كوادرها المحلية، في إعادة تأهيل المجموعة البخارية الرابعة في بانياس.
ومن المقرر، وفق المسؤول، أن تنتهي جهود إعادة التأهيل في المجموعة خلال شهرين ونصف الشهر، وهو ما يضمن إمداد الشبكة بنحو 150 ميغاواط، بإضافة إلى العمل في المجموعة البخارية الأولى في محطة محردة، التي من المتوقع اكتمال العمل بها بعد 8 أشهر، لإمداد الشبكة بنحو 150 ميغاواط.

وأوضح المهندس عمر البريجاوي أنه تُنَفَّذ حاليًا 3 أعمال صيانة، وهي صيانة المجموعة البخارية الثالثة في محطة توليد الزارة، وصيانة المجموعة البخارية الخامسة في محطة توليد حلب، وصيانة المجموعة الغازية الثانية بمحطة توليد الناصرية.
أضاف: "يمكننا توليد 5 آلاف ميغاواط عند توفُّر المشتقات النفطية، ولكن القدرة الحقيقية المولّدة بحدود 1700 ميغاواط، وذلك بسبب النقص الكبير في الغاز الطبيعي والفيول الثقيل"، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ولفت مدير المؤسسة العامة المسؤولة عن قطاع الكهرباء في سوريا إلى حاجة البلاد إلى 23 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، يتوافر منها 6 ملايين متر مكعب فقط، بجانب الحاجة إلى 7 آلاف طن من الفيول الثقيل، يتوافر منه 3 آلاف طن حاليًا.
3 خطط لعمل المؤسسة
قال مدير المؤسسة العامة لتوليد الكهرباء في سوريا، إن هناك 3 خطط لعمل المؤسسة خلال المدة المقبلة، تضمن تطوير العمل وزيادة القدرة الإنتاجية لمحطات التوليد، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتتضمن هذه الخطط:
- أولًا: تأمين المشتقات النفطية اللازمة لتشغيل مجموعات التوليد الجاهزة.
- ثانيًا: استكمال مشروع محطة توليد اللاذقية بقدرة 526 ميغاواط، والمربع الثاني في محطة توليد دير علي بقدرة 750 ميغاواط، وإعادة تأهيل محطة توليد حلب بقدرة 600 ميغاواط.
- ثالثًا: التوسع في بناء محطات توليد جديدة لتطوير القدرة الإنتاجية لمحطات التوليد، ومواكبة الطلب على الطاقة الكهربائية.
وتأتي جهود دعم قطاع الكهرباء في سوريا بمزيد من القدرات، في وقت تتزايد فيه مساعي إعادة تأهيل محطات التوليد وخطوط النقل المتضررة من المعارك التي شهدتها البلاد، لرفع الطاقة الإنتاجية للمحطات إلى 4 آلاف ميغاواط بأقرب وقت.
وكان المدیر العام لمؤسسة النقل والتوزیع في وزارة الكهرباء السورية المهندس خالد أبودي قد صرّح في في حوار خاص أجرته معه منصة الطاقة المتخصصة، بأن مصادر توليد الکهرباء في البلاد تعتمد بصورة رئيسة على الوقود الأحفوري بجانب الطاقة الکهرومائية، واستثمارات محدودة بقطاع الطاقة المتجددة.

وفيما يخصّ الوقود الأحفوري، أوضح أن الغاز الطبیعي والوقود السائل (المازوت والفیول) مصدران رئيسان لتشغيل المحطات الحرارية والغازية، إذ توفر الوزارة نحو 6.5 ملیون متر مکعب من الغاز يومیًا، بينما الحجم المطلوب هو 23 مليون متر مکعب.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
0 تعليق