يصل الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الأربعاء، إلى فرنسا، في أول زيارة إلى دولة أوروبية منذ توليه منصبه في يناير الماضي، حيث من المقرر أن يلتقي بنظيره الفرنسي إيمانويل لمناقشة العديد من الملفات والقضايا الهامة ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
الشرع في ضيافة قصر الإليزيه
قصر الإليزيه أكد أن الرئيس ماكرون سيجدد التأكيد على دعم بلاده لإعادة إعمار سوريا وذلك بعد نحو 13 عاماً من الحرب الأهلية التي خلقت سلسلة من الأزمات سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي والإنساني.

وكان الرئيس ماكرون وجه دعو إلى نظيره السوري في فبراير الماضي لزيارة فرنسا، لكن اشترط في ذات الوقت إلى تشكيل حكومة سورية تضم "كل مكونات المجتمع المدني" وضمان الأمن لعودة اللاجئين السوريين.
صحيفة "بوليتيكو" أشارت في تقرير لها، أن من (المرجح) أن يضغط الشرع على ماكرون لدعم رفع العقوبات الدولية عن سوريا.
الجدير بالذكر أنه في فبراير الماضي، علق الاتحاد الأوروبي بعض العقوبات في قطاعات الطاقة والنقل والخدمات المصرفية، لكن دولًا عديدة تخشى رفع هذه العقوبات بسرعة دون تحقيق تقدم ملموس في الإصلاحات الديمقراطية وحماية حقوق المرأة والأقليات.
وفي الثامن من ديسمبر، أطاحت هيئة تحرير الشام نظام بشار الأسد وانهت حكم النظام الذي استمر لمدة 5 عقود، وعقب ذلك تولي أحمد الشرع الذي كان زعيم الهيئة، الإدارة السورية وأصبح الحاكم الفعلي للبلاد، وتسعى سوريا منذ هذه اللحظة إلى كسب ثقة المجتمع الدولي وفك العزلة والحصار الاقتصادي الذي كان مفروض عليها في عهد النظام السابق والعمل على وضع سوريا على خريطة التفاعل الدولي من جديد وذلك من خلال إرسال العديد من الرسائل الدبلوماسية حول الانفتاح على الحوار مع القوى الدولية بما يساهم في خروج سوريا من هذه العزلة التي فرضت عليها خلال الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد.
محلل سوري لـ «تحيا مصر»: فرنسا تتمتع بعلاقات جيدة مع إسرائيل ربما تتدخل كوسيط بين إسرائيل وسوريا لتخفيف العدوان على سوريا
وحول توقيت الزيارة وأبرز الملفات التي سيتم مناقشتها بين الشرع وماكرون، قال المحلل السياسي السوري حسام طالب في تصريحات خاصة لـ «تحيا مصر»:" توقيت الزيارة توقيت مهم بما تشهده سوريا توتر سواء في الجنوب بعد أن أقيم المؤتمر الكردي والذى اعتبرته الإدارة السورية هذا المؤتمر يعارض لاتفاق الذي وقع بين الشرع ومظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد).. وفرنسا هي جزء من التحالف الدولي للقضاء على داعش في سوريا ولها قواعد في شمال شرق سوريا في مناطق تواجد قسد وهذا الأمر يساعد فرنسا في تقريب وجهات النظر بين قسد وإدارة الرئيس أحمد الشرع".

وأضاف:" من جهة أخرى أيضا لفرنسا علاقات جيدة مع إسرائيل ربما هذا الأمر.. تدخل فرنسا كوسيط بين إسرائيل وسوريا لتخفيف العدوان وانهاءه وهذا الأمر مفيد لسوريا فهي تسعي لتحقيق الاستقرار والأمن وتستطيع اللعب على هذا المنحي من خلال الحديث مع إسرائيل أو قسد وتساعد في الوصول إلى الاتفاق بين الدروز وبين الحكومة السورية".
محلل سوري لـ«تحيا مصر»: فرنسا لديها الكثير من المصالح في سوريا سواء اقتصادية أو استثمارية أو في النفط
وأوضح المحلل السوري في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر:" هذه زيارة تهدف لفك العزلة عن سوريا.. وكان لفرنسا وزير خارجيتها عدة زيارات وكانت هذه الزيارة منتجة للاتحاد الأوروبي بتخفيف العقوبات عن سوريا".
كما أكد أن المختص في الشأن السورى أن:" زيارة تهدف إلى تقوية العلاقات بين فرنسا وسوريا.. فرنسا لديها الكثير من المصالح في سوريا مصالح سواء اقتصادية أو علي مستوي الاستثمارات النفط وشبكات الطرق.. فرنسا كانت لعدة عقود موقعة مع النظام فرنسا تسعى لتطوير هذه الاتفاقيات وتوقيع اتفاقيات جديدة فيما يساهم إعادة تطوير سوريا".
وأكد أن:" هناك علاقات أمنية مفيدة لفرنسا موضوع اللاجئين ومكافحة الإرهاب.. فرنسا تسعى إلى تطويرها مع سوريا بما يخدم مصلحة البلدين سواء على صعيد الاستخباراتي أو الاقتصادي أو السياسي".
0 تعليق