أدوية أوزمبيك ونظيراتها للتخسيس.. فعالية ملحوظة وخطر لا يُرى بالعين المجردة

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في الوقت الذي حازت فيه أدوية مثل أوزمبيك وويغوفي على شهرة واسعة بفضل فعاليتها في تقليل الوزن وتحسين المؤشرات الصحية، بدأ باحثون حول العالم بدق ناقوس الخطر بشأن جانب مهم لم يُدرس بعمق بعد، تأثير هذه الأدوية على الكتلة العضلية، وفي تعليق علمي نُشر مؤخرًا في مجلة “ذا لانسيت”، عبر فريق بحثي دولي عن قلقه من نقص الدراسات التي تبحث في أثر ناهضات مستقبلات GLP-1 على العضلات، وهي الأدوية التي طورت في الأساس لعلاج مرضى السكري من النوع الثاني، لكنها أثبتت قدرة ملحوظة على المساعدة في فقدان الوزن.

هل فوائد حقن التخسيس حقيقية؟

اللافت أن فوائد هذه العلاجات لا تقتصر على خسارة الوزن فقط، بل تشمل أيضًا تحسين صحة القلب والكلى وحتى تقليل مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية والجلطات، حتى لدى الأشخاص الذين لم يفقدوا وزنًا كبيرًا، لكن مع هذه الإيجابيات، تظهر بيانات أولية تشير إلى أن بعض المستخدمين يفقدون كميات من الأنسجة غير الدهنية تفوق ما يُلاحظ عند الاعتماد على الحمية والرياضة فقط، وهو ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان هذا الفقدان يشمل العضلات تحديدًا.

رغم أن فقدان الأنسجة الخالية من الدهون لا يعني بالضرورة تراجعًا في الكتلة العضلية، فإن الباحثين يشددون على أننا لا نملك بعد معلومات كافية للحسم في هذا الأمر. 

ولا توجد حتى الآن بيانات علمية تسمح بتحديد ما إذا كانت هذه الأدوية ترتبط فعليًا بضعف جسدي أو بانخفاض حقيقي في الكتلة العضلية.

هل أجريت أبحاث كاملة على هذه الحقن؟

كما أشار الخبراء إلى أن الدراسات المتاحة حاليًا لم تُصمم لتقييم هذا النوع من التأثيرات، وهناك حاجة ماسة إلى أبحاث طويلة المدى قادرة على تقديم إجابات دقيقة.

وعلى الرغم من أن بعض البيانات المبدئية تُظهر أن القوة العضلية قد لا تتأثر بفقدان الوزن الناتج عن استخدام ناهضات GLP-1، إلا أن المختصين يلفتون إلى أن العضلات تلعب أدوارًا أكبر من مجرد دعم الحركة.

 فهي عنصر رئيسي في عمليات الأيض، وتعزز مناعة الجسم، وتساعد في التعامل مع الضغوط النفسية والجسدية، إلى جانب دورها في تنظيم مستويات السكر من خلال تحسين استجابة الجسم للإنسولين.

ونبه الباحثون إلى أن تراجع الكتلة العضلية قد يؤدي إلى تفاقم بعض المشكلات الصحية، خاصة لدى المرضى الذين يعانون أصلًا من اضطرابات استقلابية، أو ضعف تغذية، أو قلة النشاط البدني.

بناءً على ذلك، شدد الفريق العلمي على أهمية استخدام هذه الأدوية ضمن خطة شاملة تشمل تعديلات غذائية وممارسة الرياضة، لتفادي فقدان غير مرغوب فيه للكتلة العضلية.

وتشير الأدلة العلمية إلى أن الالتزام بتمارين المقاومة أو زيادة استهلاك البروتين قد يساعد في تقليل خسارة الكتلة العضلية المصاحبة لفقدان الوزن، بل إن بعض التقديرات تبيّن أن تمارين القوة يمكن أن تحد من هذا الفقد بنسبة تتراوح بين 50 إلى 95%.

وتدعم هذه النتائج فكرة دمج برامج رياضية وخطط غذائية عند وصف أدوية ناهضات GLP-1، وذلك للحصول على نتائج متوازنة وصحية على المدى الطويل.

ومن الجدير بالذكر أن الكثير ممن يتوقفون عن استخدام هذه الأدوية يستعيدون جزءًا كبيرًا من الوزن الذي فقدوه خلال عام واحد، غير أن تجربة سريرية حديثة أظهرت أن الجمع بين استخدام الأدوية والمشاركة في برامج رياضية بإشراف مختصين يرفع من فرص الحفاظ على الوزن المفقود.

ويجري حاليًا العمل على تطوير أدوية تكميلية قد تساعد في تقليل أو منع خسارة الكتلة العضلية أثناء فقدان الوزن، ما قد يشكل حلًا إضافيًا لمن يتبعون هذه العلاجات.

ورغم أن فقدان بعض الكتلة العضلية لا يعني بالضرورة ضرورة التوقف عن استخدام هذه الأدوية، فإن أهمية العضلات في الحفاظ على الصحة العامة تجعل من الضروري التوسع في الأبحاث لفهم التأثيرات الكاملة لهذه الأدوية على الجسم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق