بمشاركة الرئيس السيسي .. عيد النصر الروسي ذاكرة الحرب وإيقاع الصراع

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

وصل الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى أرض العاصمة الروسية موسكو، ضيفًا على الرئيس فلاديمير بوتين في احتفال عيد النصر الروسي.

في التاسع من مايو كل عام، تحتفل روسيا بذكرى انتصارها على النازية في الحرب العالمية الثانية، وهي مناسبة تحمل دلالات مهمة للشعب الروسي بمختلف أطيافه.

النصر الذي غيّر وجه التاريخ

كانت الحرب العالمية الثانية محرقةً بشريةً شهدت سقوط عشرات الملايين، ودفع الاتحاد السوفيتي ثمناً فادحًا فيها،  فبعد توقيع ألمانيا النازية استسلامها في مايو 1945، تحول التاسع من الشهر إلى عيدٍ وطني في روسيا، بينما احتفل العالم به في الثامن بسبب فارق التوقيت، حسب تقرير نشرته "بي بي سي" 

لكن ما بدأ ذكرىً لأبطال سقطوا، تحول بمرور الوقت إلى أداةٍ سياسية،  فمن أيام بريجنيف في الستينيات، حيث أُحيط النصر بهالةٍ من التقديس، إلى عهد بوتين الذي نسج منه سرديةً وطنيةً صلبة، أصبح هذا اليوم مرآةً تعكس هوية روسيا الحديثة.

الاحتفال.. بين الذكرى والسلاح

وحسب التقرير لم يعد "عيد النصر" مجرد موكبٍ للمحاربين القدامى وهم يحملون زهور القرنفل، بل تحول إلى عرضٍ مهيب للقوة العسكرية. 

في 2020، دُوّن الانتصار على النازية في الدستور الروسي، وحُظر التشكيك في روايته الرسمية، لكن الذكرى اليوم لم تعد تقتصر على الماضي؛ فشعارات "نستطيع تكرارها" التي تتردد في الساحات، تُقرأ بين السطور كتهديدٍ مبطن لأوروبا، خاصةً مع تصاعد الخطاب المعادي للنازية في ظل الحرب الأوكرانية.

أوكرانيا.. شبح النازية الجديد

منذ 2014، روّجت موسكو لسردية "مكافحة النازية" في أوكرانيا، وها هي اليوم تستحضر الذكرى لتبرير غزوه،  فبينما يحاول الكرملين ربط الصراع الحالي بـ"الحرب الوطنية العظمى"، تُظهر الوقائع أن "العملية الخاصة" – كما يسميها بوتين – لم تحقق النصر السريع الموعود. والآن، يُعتقد أن روسيا تسابق الزمن لتحقيق مكاسب إقليمية قبل التاسع من مايو، لتقدمه للعالم كـ"انتصار جديد" على الفاشية!

حتى المبادرات الشعبية لم تسلم من الاحتواء السياسي. فـ"الفوج الخالد"، الذي بدأه نشطاء لإحياء ذكرى الضحايا، تحول إلى مسيرةٍ رسمية تُحركها الدولة، حيث يحمل المواطنون صور أسلافهم تحت سقفٍ أيديولوجي واحد. وكأن السلطة تقول: "النصر ملكنا، والرواية ملكنا، والذاكرة أيضًا ملكنا". حسب تقرير "بي بي سي"

موسكو تتزين بالأعلام الحمراء على الدبابات في الساحة

اليوم، بينما تتزين موسكو بالأعلام الحمراء، وتُسمع أصوات الدبابات في الساحة الحمراء، يتساءل العالم هل هذا احتفالٌ بالماضي، أم استعراضٌ للحاضر؟ هل هو تكريمٌ للأموات، أم رسالةٌ للأحياء؟ في زمنٍ تختلط فيه الذكرى بالصراع، والتاريخ بالسياسة، يصبح "عيد النصر" ليس مجرد تاريخٍ في التقويم، بل محطةً أخرى في حرب الروايات التي لا تنتهي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق