نتنياهو يجدد استفزازه ببتر خريطة المغرب .. وخبراء: تكرار الخطأ فعل مقصود

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

رغم اعتراف حكومته بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كل مرة على إظهار خريطة المملكة المغربية مبتورة من صحرائها، وهو ما اعتبره مهتمون استفزاز مباشرا للرباط التي ترفض استمرار الحرب في الشرق الأوسط. وقد سبق أن تكررت هذه الواقعة أكثر من مرة، وسط تبريرات إسرائيلية غير مقنعة وتثير تساؤلات حول جدية موقف تل أبيب بشأن قضية الوحدة الترابية للمملكة.

وظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي، خلال مؤتمر صحافي شرح من خلاله سياسات بلاده في إدارة الحرب مع فصائل المقاومة الفلسطينية، وفي الخلفية الخريطة التي سبق لمكتبه أن أعلن تغييرها تماشيا مع الموقف الإسرائيلي الداعم لمغربية الصحراء، وهو ما أعاد المكتب ذاته تأكيده في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، مشيرا إلى أن “موقف إسرائيلي من قضية الصحراء واضح”، معتبرا في الوقت ذاته أن “الخريطة موضوع الجدل معتمدة من طرف شركة غوغل التي يجب مطالبتها هي الأخرى بتغييرها”.

تفاعلا مع هذا الموضوع، قال إدريس قسيم، أستاذ العلاقات الدولية بالكلية متعددة التخصصات بتازة، إنه “من الواضح أن إدراج مصطلح [الصحراء الغربية] في الخريطة التي استغلها نتنياهو في ندوته الصحافية الأخيرة، أمر مقصود لا يحتمل [الخطأ التقني] كما ادعت إسرائيل في ماي المنصرم عندما قدمت اعتذارا رسميا على بتر خريطة المغرب بشكل واضح”.

وأضاف قسيم، في تصريح لهسبريس، أن “نتنياهو يوجه من خلال هذا التلميح وهذه الإشارة رسالة مبطنة إلى المغرب مفادها أن الاعتراف بمغربية الصحراء يخضع بالدرجة الأولى لتقديرات ورؤية [الإسرائيلي] الذي يمكن أن يبتر الخريطة متى شاء ويصف الصحراء بالغربية متى شاء ويعتذر متى شاء، وهو توجه ينطوي على نزعة ابتزاز واستفزاز ولا مسؤولية”، مشددا على أن “الثابت أن المغرب في قضية الصحراء بالذات لا يقبل بشكل مطلق مثل هذا السلوك المتردد والمتقلب”.

وأشار المصرح لهسبريس إلى أن “ما يثبت فرضية القصد كذلك أن نتنياهو أظهر المغرب وفي جنوبه مصطلح الصحراء الغربية، كجزء من العالم العربي والإسلامي الكبير والممتد الذي توجد في قلبه دولة إسرائيل الصغيرة، موظفا خطاب المظلومية المعهود، بمعنى أن رؤيته للمغرب وفق هذه العضوية وهذا الانتماء لا تحتمل تمايزات في المصالح أو في العلاقات، ولكنها تستحق أن تخضع لمنطق الابتزاز الإسرائيلي”.

من جهته، أكد جواد القسمي، باحث في العلاقات الدولية والقانون الدولي، أن “ظهور رئيس الوزراء الإسرائيلي للمرة الرابعة في مؤتمر صحافي وخلفه خريطة تظهر المملكة بدون إقليم الصحراء، يشكل استفزازا مباشرا للمغرب وشعبه، ويعكس رسائل سياسية مباشرة إلى المغرب، خاصة في ظل التطورات العسكرية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط، إذ يصعب التصديق أن الأمر مرة أخرى لا يعدو أن يكون خطأ غير مقصود”.

وبين المتحدث ذاته أن “واقعة رئيس الوزراء الإسرائيلي تظهر كيف يمكن أن تؤثر الرموز السياسية والخرائط في العلاقات السياسية، من خلال تمرير بعض المواقف في قضايا معينة، لأن التصرفات التي قد تبدو بسيطة يمكن أن تحمل معاني عميقة وتؤثر على الديناميات الإقليمية والدولية”، مضيفا: “قد يكشف هذا الأمر عن بعض الصعوبات والتعقيدات في العلاقات الإسرائيلية المغربية في المرحلة الراهنة، خاصة وأن الجانب الإسرائيلي ظن أن الموقف المغربي، خصوصا بعد تطبيع العلاقات، قد يكون منحازا بشكل كبير للطرح الإسرائيلي، وهو الأمر الذي لم يقم به المغرب، خصوصا في علاقته بالقضية الفلسطينية، إذ واصل المغرب دفاعه عن حقوق الشعب الفلسطيني، ودعمه للقضية الفلسطينية ورفض أي خطوة من شأنها الإجهاز عن حقوق هذا الشعب”.

وخلص القسمي، في تصريح لهسبريس، إلى أن “هذا الحدث قد تكون له تداعيات دبلوماسية، ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى توتر العلاقات بين البلدين، وردود فعل قوية من قبل الشعب المغربي الذي يعتبر الصحراء المغربية جزءا لا يتجزأ من أرضه، كما تعطي الواقعة ورقة لخصوم الوحدة الترابية لاستفزاز مشاعر الشعب المغربي”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق