حقل مخيزنة العماني.. حكاية 2.4 مليار برميل نفط تسيطر عليها 4 شركات أجنبية

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يُعد حقل مخيزنة، الواقع بمحافظة الوسطى، من أبرز الحقول النفطية في سلطنة عمان؛ إذ يُشكّل ركيزة أساسية في إنتاج الخام الثقيل، ويمثّل نموذجًا متقدّمًا لاستعمال تقنيات الاستخلاص الحراري في بيئة الإنتاج الصحراوية.

ومنذ اكتشاف الحقل عام 1975، ووصوله إلى مرحلة الإنتاج التجاري في عام 2000، أصبح رمزًا للابتكار في استخلاص النفط الثقيل؛ إذ يُنتج نفطًا بدرجة API تتراوح بين 14 و18، وهي من درجات الكثافة التي تتطلب تقنيات معقّدة للاستخلاص.

ويُعد استعمال تقنية حقن البخار في هذا الحقل من أكبر عمليات الاستخلاص الحراري بمنطقة الشرق الأوسط.

وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العربية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)؛ إذ يتضمن معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.

معلومات عن حقل مخيزنة

يقع حقل مخيزنة ضمن الامتياز رقم 53، وتتوزع حصص الشركاء كما يلي:

  • أوكسيدنتال مخيزنة (أميركية): 47%
  • أوكيو للاستكشاف والإنتاج (عمانية): 20%
  • مؤسسة النفط الهندية (IOCL ): 17%
  • شركة ليوا إنرجي (إماراتية): 15%.
  • بارتكس عُمان (تايلندية): 1%

أُبرمت الاتفاقية الأصلية لتشغيل الحقل عام 2005 لمدة 30 عامًا، في واحدة من أبرز الشراكات الإستراتيجية بقطاع الطاقة العُماني، بعدما أسندت الحكومة العمانية العمل فيه إلى مشروع مشترك بين شركة (أوكسيدنتال) الأميركية وليوا إنرجي الإماراتية، بعد أن سحبته من شركة شل -رويال داتش حينها- بسبب خلاف حول سُبُل تعزيز الإنتاج.

وفي مايو/أيار 2025، جرت الموافقة على تمديد الاتفاقية حتى عام 2050، في خطوة تؤكد أهمية الحقل الإستراتيجية، واستدامة استغلال موارده.

وتخدم البنية التحتية المتكاملة للحقل، وعلى رأسها مطار مخيزنة (UKH)، عمليات نقل العاملين والمعدات، إلى جانب تحسينات في الطرق والاتصالات والخدمات اللوجستية في المناطق المجاورة.

حقل مخيزنة و أكبر صفقة نفطية في تاريخ سلطنة عمان
توقيع اتفاقية امتياز حقل مخيزنة - الصورة من وزارة الطاقة العمانية (18 مايو 2025)

احتياطيات حقل مخيزنة

شهد حقل مخيزنة ذروة إنتاجه في عام 2016، بعد تطبيق خطط تطوير موسعة اعتمدت على الابتكار التكنولوجي، ويُسهم حاليًا بنحو 4% من إجمالي إنتاج سلطنة عمان اليومي من النفط، وهو ما يعكس دوره الحيوي في رفد الاقتصاد الوطني.

وتجاوز إنتاج الحقل، حتى نهاية عام 2023، حاجز 600 مليون برميل من النفط، بمعدل إنتاج يومي يبلغ نحو 120 ألف برميل.

وتُقدَّر احتياطيات حقل مخيزنة بنحو 2.4 مليار برميل، واستعاد نحو 75% من إجمالي احتياطياته القابلة للاستخراج، وفق ما أوردت منصة "أوفشور تكنولوجي".

ويمثّل الحقل أحد أبرز نماذج الاستغلال الكفء للنفط الثقيل، مع استمرار الجهود لرفع نسبة الاسترداد من خلال الاختبارات التقنية لتقنيات جديدة مثل حقن النفثا، وأنظمة إدارة المكامن الذكية التي تعتمد على النمذجة ثلاثية الأبعاد وتحليل بيانات الزلازل الدقيقة.

ونتيجة لذلك، تحوّل حقل مخيزنة في السنوات الأخيرة إلى محورٍ للاستثمار الأجنبي المباشر، والتقنيات الذكية في إدارة المكامن؛ ما جعله في مقدّمة الحقول النشطة على مستوى المنطقة.

تطوير حقل مخيزنة

يمثل تطوير حقل مخيزنة محورًا لاتفاقيات إستراتيجية، أبرزها التي وُقّعت في 18 مايو/أيار 2025، عندما أعلنت سلطنة عمان توقيع أكبر صفقة نفطية في تاريخها، بتمديد الامتياز حتى 2050، مع ضخ استثمارات تصل إلى 11.5 مليار ريال (30 مليار دولار أميركي).

تشمل هذه الاستثمارات نفقات رأسمالية وتشغيلية، وتهدف إلى رفع كفاءة الإنتاج، وتطوير مكمن ثليلات في المنطقة؛ إذ تُعَد هذه الصفقة انعكاسًا مباشرًا للثقة بقدرات المشغّل والشركاء على تحقيق أفضل النتائج الإنتاجية والاقتصادية.

وفي هذا السياق، أشار وزير الطاقة والمعادن المهندس سالم بن ناصر العوفي، إلى أن هذه الاتفاقية تمثّل خطوة محورية لضمان استمرار مساهمة حقل مخيزنة في الاقتصاد الوطني"، مؤكدًا أهمية تعزيز القيمة المضافة من الموارد الطبيعية العُمانية.

كلمة وزير الطاقة العماني سالم بن ناصر العوفي
كلمة وزير الطاقة العماني سالم بن ناصر العوفي - الصورة من "العمانية"

أكبر صفقة نفطية في سلطنة عمان

وقّعت وزارة الطاقة والمعادن العمانية وشركة أوكسيدنتال مخيزنة، إلى جانب شركائها، اتفاقية التمديد التاريخية للامتياز رقم 53، في إطار ما بات يُعرف بأكبر صفقة نفطية في تاريخ سلطنة عمان، إذ تُعدّ هذه الخطوة الأكبر من نوعها من ناحية حجم الاستثمار ومدته.

وتُعد الاتفاقية جزءًا من خطة وطنية لضمان استدامة إنتاج النفط، ودعم سلسلة التوريد المحلية، وفتح فرص توظيف جديدة، ولا سيما في المناطق الريفية القريبة من الحقل.

كما تُسهم في توطين التقنيات الحديثة وتوفير التدريب والتأهيل المهني للكوادر العمانية في مجالات الجيولوجيا والهندسة والبيئة.

وبموجب هذه الاتفاقية، تستمر شركة أوكسيدنتال في تشغيل الحقل، مستفيدة من خبراتها الممتدة في تقنيات الاستخلاص، ومن الشراكات التي أُعيد تنظيمها بعد تنازل شركة توتال عن حصتها، وفق المرسوم السلطاني رقم 74/2020.

حقل مخيزنة و أكبر صفقة نفطية في تاريخ سلطنة عمان
توقيع اتفاقية امتياز حقل مخيزنة - الصورة من وزارة الطاقة العمانية (18 مايو 2025)

موضوعات متعلقة..

نرشح لكم..

المصادر:

  1. بيانات حقل مخيزنة من منصة "غلوبال إنرجي مونيتور"
  2. المرسوم السلطاني بإعادة تقسيم الحصص في حقل مخيزنة من جريدة "الرؤية العمانية"
  3. توقيع أكبر صفقة نفطية في تاريخ سلطنة عمان من منصة الطاقة المتخصصة.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق