تراجع إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح في ألمانيا بصورة كبيرة خلال الأشهر القليلة الماضية؛ وهو ما يرفع حصة الفحم والغاز الطبيعي في مزيج الكهرباء.
وخلال الربع الأول من 2025، تكبّدت إحدى شركات إنتاج كهرباء الرياح خسائر بملايين اليوروهات؛ جراء انخفاض سرعة الرياح إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من 50 عامًا.
وكانت الرياح المصدر الرئيس بمزيج الكهرباء في ألمانيا خلال العام الماضي (2024)، لتشكّل 31.9%، ومصادر الطاقة المتجددة 59%، بحسب تحديثات قطاع الطاقة المتجددة لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
يأتي ذلك في وقت تخلّت فيه برلين عن كهرباء الطاقة النووية بعد ستة عقود من التشغيل، كما تسعى ألمانيا إلى تحقيق الحياد الكربوني قبل نظرائها في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2045.
إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح في ألمانيا
كشفت بيانات هيئة الأرصاد الجوية المحلية النقاب عن تراجع كبير لسرعة الرياح في ألمانيا خلال أول 3 أشهر من العام الجاري (2025)؛ إذ هبط متوسط سرعة الرياح إلى دون 5.5 مترًا في الثانية الواحدة خلال الربع الأول لأول مرة منذ عام 1972.
يُقارَن ذلك بسرعة الرياح في شهري أبريل/نيسان 2024 و2022، اللّذين سجّلا مستويات إنتاج أعلى من السنوات السابقة لهما؛ ولذلك فإن مقارنة 2025 بـ2024 تجعل انخفاض سرعة الرياح هذا العام أكثر تطرفًا.
ونتيجة لذلك انخفض إنتاج شركة تطوير مزارع الرياح من الكهرباء بنسبة 31%، بالمقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي (2024).

وتراجعت إيرادات شركة "بي إن إي" (PNE) إلى 27.9 مليون يورو (31.4 مليون دولار)، نزولًا من 31.4 مليون على أساس سنوي، كما انخفضت أرباحها التشغيلية إلى 1.1 مليون يورو، مقابل خسائر بقيمة 7.1 مليون يورو.
(اليورو = 1.13 دولارًا أميركيًا).
وعلى مستوى ألمانيا كلّها، تراجع الإنتاج الإجمالي لكهرباء طاقة الرياح بسبب انخفاض السرعة خلال أول 4 أشهر بنسبة 31% على أساس سنوي، إلى إجمالي 39 تيراواط/ساعة.
وذلك هو أدنى مستوى لإنتاج الرياح في ألمانيا منذ عام 2017، رغم ارتفاع التركيبات الجديدة بنسبة 30%، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة في وكالة رويترز للأنباء.
وخلال الربع الأول من 2025، صدرت تراخيص لبناء مزارع رياح بقدرة إجمالية 4.1 غيغاواط، كما رُكِّبَت توربينات بقدرة 1 غيغاواط.
إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في ألمانيا
يقول العلماء، إنه لا علاقة بين انخفاض سرعة الرياح في ألمانيا وظاهرة تغير المناخ؛ إذ إن العقود الماضية شهدت -أيضًا- ذلك النوع من الحوادث، لكن تلك الفرضية ما زالت مثار جدل.
وخلال فصل الشتاء -أيضًا- تنخفض سرعة الرياح، وضوء الشمس أيضًا؛ ما يؤدي لتراجع إنتاج الكهرباء وارتفاع كبير في الأسعار.
وتستورد ألمانيا الكهرباء من الدول المجاورة، كما تلجأ إلى تشغيل محطات الكهرباء العاملة بالوقود الأحفوري الملوث مثل الفحم والغاز.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- وجود ألمانيا بقائمة أكثر الدول امتلاكًا لقدرات الرياح:
وبحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، شكّل الفحم البنّي نسبة 16.4% من مزيج الكهرباء في العام الماضي، والغاز الطبيعي 16.4%.
وخلال أول 4 أشهر من هذا العام، انخفض إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في ألمانيا إلى أدنى مستوى في 10 سنوات، لتلجأ برلين إلى توليد الكهرباء بحرق الغاز والفحم بزيادة بنسبة 10% على أساس سنوي.
وبحسب التقرير الذي أصدره مركز أبحاث الطاقة "إمبر" (Ember)، ارتفعت حصة الهيدروكربونات في مزيج الطاقة الألماني إلى أعلى مستوى في 7 سنوات.
ومن المتوقع أن يستمر هبوط إنتاج الرياح في الأشهر المقبلة، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ليزداد الاعتماد على الغاز الطبيعي الذي سيرتفع سعره مع بدء موسم إعادة ملء المخزونات استعدادًا للشتاء المقبل.
ولمعالجة تقلبات مصادر الطاقة المتجددة، اقترح وزير الاقتصاد السابق روبرت هابيك بناء 40 محطة لتوليد الكهرباء بحرق الغاز بحلول عام 2030، على أن تعمل مستقبلًا بحرق الهيدروجين.
ورغم القول، إن الاقتراح سيغيّر قواعد اللعبة، فقد انتقده محللون؛ كونه يؤخّر أهداف الكهربة المباشرة، ويُتيح إمكان الغسل الأخضر، ويدعم استعمال الغاز الأحفوري الذي يُسهم في ارتفاع درجة حرارة الأرض، في الوقت الذي ترتفع فيه تكلفة الهيدروجين والمشكلات المرتبطة بنقله بطريقة آمنة ورخيصة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
0 تعليق