بطاريات الليثيوم أيون تشعل حرائق الطائرات.. كوارث دراماتيكية (مقطع فيديو)

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اقرأ في هذا المقال

  • ارتفعت حرائق بطاريات الليثيوم أيون بنسبة 388% منذ 2015
  • تُستعمَل حرائق بطاريات الليثيوم أيون في تطبيقات عديدة
  • تُحمَّل مئات الملايين من بطاريات الليثيوم على متن الطائرات سنويًا
  • لا تستطيع أنظمة إخماد الحرائق في الطائرات التعامل مع حرائق البطاريات

تزايدت حرائق بطاريات الليثيوم أيون التي تندلع في الطائرات بين الحين والآخر؛ ما جعلها تشكّل تهديدات وجودية لكل عناصر منظومة الطيران، بما في ذلك الطيارون والركّاب والطائرات، بل حتى أطقم الخدمات الأرضية.

ولا تندلع حرائق تلك البطاريات شديدة القابلية للاشتعال بسبب عددها على متن الطائرات فحسب، بل لصعوبة الوصول إليها في حالات الطوارئ، وعدم قدرة أنظمة إخماد الحرائق على التعامل معها.

وتُحمَّل مئات الملايين من بطاريات الليثيوم أو المعدات المستعمَلة بها على متن الطائرات سنويًا؛ إذ إنه في رحلة نموذجية، قد تحمل طائرة تقلّ 100 راكب ما يزيد على 500 بطارية ليثيوم.

وتشمل تلك المعدّات أجهزة الحواسيب المحمولة، والأجهزة اللوحية، والهواتف المحمولة، وبنوك الطاقة، وآلات التصوير، والساعات الإلكترونية، وأجهزة القراءة الإلكترونية، وأجهزة تنظيم ضربات القلب المحمولة، وغيرها.

ووفق تقديرات صادرة عنها إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية إف إيه إيه (FAA)، رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، بلغت أعداد حوادث حرائق الطائرات الناجمة عن اشتعال بطاريات الليثيوم أيون (المحمّلة بصفة أمتعة أو بضائع) 171 خلال المدة بين عامي 1991 و2016.

حرائق بطاريات الليثيوم أيون

سجلت حرائق بطاريات الليثيوم أيون داخل الطائرات زيادةً دراماتيكيةً خلال السنوات القليلة الماضية؛ ما يعكس الحاجة الماسّة إلى البحث عن بدائل أكثر أمانًا واستدامة لأنظمة تخزين الكهرباء تلك المستعملَة على نطاق واسع في تطبيقات عديدة، بما في ذلك السيارات الكهربائية وغيرها.

ومنذ عام 2015، ارتفعت حرائق بطاريات الليثيوم أيون في الطائرات بنسبة 388%، بل أصبحت تحدث مرتين كل أسبوعين تقريبًا في المتوسط، وفق أرقام صادرة عن إدارة "إف إي إيه"، وهي وكالة تابعة لوزارة النقل الأميركية.

فقد تسبَّب اشتعال النيران في بطارية حاسوب محمول "لابتوب" الصيف الماضي -على سبيل المثال- بحصول حريق في مطار سان فرانسيسكو الدولي؛ ما اضطر السلطات حينها إلى تنفيذ عمليات إجلاء من الموقع.

وفي شهر يناير/كانون الثاني 2025، التهمت النيرات سقف طائرة في كوريا الجنوبية بعد إقلاعها بمدة لم تتجاوز 10 دقائق، وعزت التحقيقات التي فتحتها السلطات المحلية الحادث إلى اشتعال النيران في مجموعة بطاريات مخزّنة في مخزن علوي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وقال مدير التقنية والأنظمة في شركة يو إل ستانداردز أند إنغيجمنت (UL Standards & Engagement) ديفيد روث -الذي درس حوادث اشتعال بطاريات الليثيوم أيون لمدّة-: "إذا كان هذا الحريق قد حدث بعد ذلك التوقيت بـ15 دقيقة، لكان قد أدى إلى تحطم تلك الطائرة".

وأضاف روث أن السبب في حرائق بطاريات الليثيوم أيون هو تلف البطارية أو سوء استعمالها، موضحًا أنه في بعض الحالات، يمكن أن تنجم تلك الحرائق عن بطاريات رديئة الجودة أو مقلّدة؛ ما يشكّل مخاطر ذات طبيعة خاصة.

حريق طائرة تابعة لشركة
حريق طائرة تابعة لشركة "يو بي إس" بسبب بطارية ليثيوم أيون - الصورة من abcnews

أسباب حرائق الطائرات

تشتمل معظم حرائق الطائرات على البطارية أو حزم البطاريات نفسها، ثم السجائر الإلكترونية أو أجهزة التدخين الإلكتروني عمومًا، غير أن تلك الحرائق تحدث بسبب الهواتف الخلوية والحواسيب المحمولة من مختلف العلامات التجارية، التي يمكن أن تصبح عُرضةً لما يُطلَق عليه "التسخين الزائد" الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى ظاهرة الهروب الحراري (Thermal Runaway).

وشرح مدير التقنية والأنظمة في شركة "يو إل ستانداردز أند إنغيجمنت" ديفيد روث ظاهرة "الهروب الحراري"، قائلًا: إنها "حالة تبدأ عندها البطارية في إطلاق الطاقة بشكل لا يمكن السيطرة عليه".

وأضاف: "في الحالات الأكثر تطرّفًا، يمكن أن ينتُج عن تلك الظاهرة دخان كثيف وحرائق، بل انفجار في أغلب الأحيان"، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

فيديو مروع

أصدرت إدارة الطيران الفيدرالية مقطع فيديو اختباريًا يُظهِر محاكاةً لمدى كارثية حرائق بطاريات الليثيوم أيون، لا سيما حينما يتعلق الحادث بآلاف البطاريات المخزنة في مكان واحد.

وقال روث: "كان هناك حالات عديدة تسببت فيها حرائق بطاريات الليثيوم أيون بتحطُّم طائرات شحن ووفاة الطيارين".

وشملت قائمة تلك الحوادث طائرة تابعة لشركة يو بي إس (UPS) الأميركية تحطمت في دبي خلال عام 2010؛ ما أودى حينها بحياة أفراد الطاقم، نتيجة "حريق كارثي في الشحنة".

ودفع هذا الحادث إدارة الطيران الفيدرالية إلى إعلان عملية شحن بطاريات الليثيوم أيون "خطرًا شديدًا”.

وخلال الربيع الحالي استحدثت إدارة أمن النقل تي إس إيه (TSA) -وهي كالة تابعة لوزارة الأمن الداخلي الأميركية- لائحةً جديدةً تقضي بوجوب وضع بنوك الطاقة وحقائب شحن الهواتف الخلوية وبطاريات الحواسيب المحمولة الاحتياطية بالأمتعة المحمولة فقط، تجنبًا لمخاطر الحرائق في المقصورة.

ووفق تقديرات روث، يمكن أن يكون هناك ما يصل إلى 250 جهازًا على متن طائرة ركاب؛ ما يثير تساؤلات بشأن طريقة تعامل شركات الخطوط الجوية مع حالات الطوارئ التي تكون البطاريات طرفًا فيها.

وخلصت نتائج استطلاع حديث أجرته شركة "يو إل ستانداردز أند إنغيجمنت" إلى وجود "فجوات" في فهم أطقم الطيران للأحداث وكيفية التعامل مع معدّات السلامة، مثل أكياس الاحتواء المُستعمَلة لعزل الجهاز الذي يتعرض لارتفاع درجة الحرارة.

حريق بطارية ليثيوم أيون في طائرة
حريق بطارية ليثيوم أيون في طائرة - الصورة من Yonhap News Agency

حوادث أخرى

  • في 7 أغسطس/آب (2004)، اندلعت النيران في شحنة بطاريات ليثيوم أيون كانت مُحمّلة على متن طائرة تابعة لشركة فيديكس في ممفيس بولاية تينيسي الأميركية، واكتُشِف الحريق خلال تحميل الشحنة على متن رحلة متجهة إلى العاصمة الفرنسية باريس.
  • في عام 2006 اشتعل حريق في بطاريات ليثيوم أيون، ليدمّر حينها طائرةً تابعةً لشركة "يو بي إس" في فيلادلفيا؛ ما أودى بحياة شخصين من أفراد الطاقم، وتسرّب الدخان والعوادم السامّة إلى قمرة القيادة.
  • في 16 يناير/كانون الثاني (2013)، اندلع حريق في البطارية الرئيسة على متن طائرة "بوينغ 787" تابعة لشركة "أول نيبون" اليابانية في أثناء رحلة من ياماغوتشي إلى العاصمة طوكيو؛ وهبطت الطائرة اضطراريًا في مدينة تاكاماتسو عقب إقلاعها بمدة وجيزة.

ويوضح الفيديو التالي لحظة تحطُّم طائرة تابعة لشركة "يو بي إس" في دبي عام 2010:

" title="YouTube video player" frameborder="0">

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1.العلاقة بين حرائق الطائرات وبطاريات الليثيوم أيون من موقع "ناشونال نيوز ديسك"

2.مئات الملايين من بطاريات الليثيوم تُحمَّل سنويًا على متن الطائرات من موقع "ليثيوم سيف"

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق