أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، يوم الاثنين، عن تحقيق زيادة ملحوظة في إنتاج النفط الخام، حيث بلغ إجمالي الإنتاج اليومي 1,364,438 برميلًا، ما يمثل ارتفاعًا بمقدار 32 ألف برميل مقارنة بالأسبوع الماضي. وتشير التوقعات إلى أن ليبيا قد تصل قريباً إلى عتبة 1.5 مليون برميل يوميًا، بفضل إعادة تشغيل العديد من الحقول النفطية ومحطات التصدير التي توقفت في الفترات السابقة بسبب الأزمات السياسية والخلافات بين الأطراف الليبية.

ارتفاع إنتاج الغاز والنفط الخام في ليبيا

وبحسب المؤسسة الوطنية للنفط، فإن إنتاج الغاز المصاحب بلغ 208,000 برميل مكافئ يوميًا. ويأتي هذا التقدم بعد جهود مكثفة لإعادة تشغيل منشآت الإنتاج التي تأثرت بشكل كبير خلال الشهور الماضية. وقد أكد خبراء الطاقة أن استمرار نمو الإنتاج الليبي من النفط والغاز يعزز من استقرار السوق المحلية، كما يسهم في زيادة العرض العالمي للنفط.

وأشار مسؤولو المؤسسة الوطنية للنفط إلى أن العودة إلى مستويات الإنتاج السابقة هو هدف استراتيجي تسعى ليبيا لتحقيقه لتعزيز اقتصادها المحلي، والاستفادة من ارتفاع الأسعار الحالية. ويأتي هذا التقدم في الإنتاج بعد التوصل إلى اتفاقات ساعدت في استئناف العمل في حقول النفط المتوقفة بسبب الأزمات المتكررة بين الحكومة المكلفة من مجلس النواب وحكومة الوحدة.

زيادة إنتاج "أوبك" بدعم من النفط الليبي

شهد إنتاج منظمة "أوبك" من النفط ارتفاعًا الشهر الماضي، حيث سجل زيادة قدرها 370 ألف برميل يوميًا، ليصل إجمالي إنتاجها إلى 29.9 مليون برميل يوميًا. ويأتي هذا الارتفاع نتيجة لاستعادة ليبيا إنتاجها المتعطل، مما أعطى دفعة كبيرة لإمدادات النفط العالمية في وقت تتسم فيه الأسواق العالمية بالتقلبات.
 

وتعتمد منظمة أوبك على عودة الإنتاج الليبي لدعم الإمدادات العالمية في مواجهة انخفاض الطلب وارتفاع المخزونات. ويُعد النفط الليبي مكونًا رئيسيًا في إنتاج "أوبك"، خاصة مع توالي الأخبار عن الاستقرار النسبي في المنشآت النفطية الليبية، مما يجعل السوق العالمية أقل تأثرًا باضطرابات إمدادات النفط الليبي.

تحسن أسعار النفط العالمية

على الصعيد العالمي، سجلت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا يوم الاثنين، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت إلى 74.24 دولارًا للبرميل، فيما صعد خام غرب تكساس إلى 70.63 دولارًا للبرميل. ويرجع هذا الارتفاع إلى ضعف الطلب وزيادة المعروض من خارج منظمة "أوبك"، مما أثر إيجابياً على أسعار النفط في الأسواق العالمية.

ويقول محللون في أسواق الطاقة إن التحسن في أسعار برنت مرتبط أيضاً بعودة إنتاج ليبيا وإمداداتها المستقرة إلى جانب زيادة الإنتاج في بعض الدول غير الأعضاء في أوبك، مما يخفف الضغط على السوق ويدعم استقرار الأسعار.

خلفية الأزمة النفطية الليبية

شهدت ليبيا على مدار السنوات الماضية العديد من التحديات التي أثرت على إنتاج النفط، بما في ذلك النزاعات السياسية والانقسامات بين حكومة الوحدة الوطنية والحكومة المكلفة من مجلس النواب. وتسببت هذه الخلافات في إغلاق العديد من الحقول النفطية ومحطات التصدير، ما أدى إلى تراجع كبير في الإنتاج وتضرر الاقتصاد الليبي.

لكن الحكومة المكلفة من مجلس النواب اتخذت مؤخرًا خطوات عملية لإعادة تشغيل الحقول والموانئ النفطية المغلقة، مما ساهم في عودة الإنتاج التدريجي إلى مستويات قريبة من المعتاد. ويأتي ذلك ضمن جهود مشتركة لضمان الاستقرار في قطاع النفط، الذي يُعد الركيزة الأساسية للاقتصاد الليبي.