• الذهب يقفز والأموال تهرب من المنطقة.. والنفط قد بقفز لـ 150 دولار للبرميل حال تفجر الأوضاع
"قريبًا الجيش سيظهر شجاعة لا نهاية لها، وحذرنا إيران من امتلاك سلاح نووي وسنرى ما سيحدث".. هكذا قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحسب أحدث تصريحاته.. وحسب المعطيات تزداد احتمالات توجيه ضربة عسكرية لإيران، لكنها ما تزال رهينة تطورات الساعات والأيام القادمة.. ما يفتح الباب لأسئلة متعددة حول هل بتنا على أعتاب مواجهة عسكرية؟ وهل تقتصر علي المنشآت النووية ؟ أم تفتح أبواب صراع عسكري واسع؟.
وتشهد منطقة الشرق الأوسط توترا متصاعدا يعيد إلى الأذهان مقدمات حروب سابقة، فمع استمرار برنامج ايران النووي، وارتفاع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى حدود تقترب من إنتاج سلاح نووي، تتزايد التكهنات بأن العالم يقف أمام لحظة حاسمة، قد تكون هي "ساعة الصفر" لتوجيه ضربة عسكرية لطهران.
وخلال الأيام الأخيرة، بدا واضحا تزايد احتمالات توجيه ضربة عسكرية لايران، فقد قامت أمريكا بسحب موظفيها "طوعا" من عدة سفارات في الشرق الأوسط، وهو تحرك ربما يشير لتصعيد عسكري، فيما كشفت تقارير استخباراتية عن أن إسرائيل أنهت تحضيراتها لضرب منشآت نووية إيرانية، بما في ذلك منشآت تحت الأرض مثل "نطنز" و"فوردو"، مدعومة بتنسيق مباشر مع واشنطن، يضاف الي ذلك عدم نجاح الجهود الدبلوماسية في إعادة طهران إلى طاولة الاتفاق النووي بشروط مقبولة دوليا مع إعلان إدارة ترامب أن “الخيار العسكري على الطاولة”.
ويتلقف الإقتصاد العالمي، هذه التطورات سريعا، خوفا من تضرر سلاسل الإمداد، والنقل البحري وزيادة أسعار السلع، وارتفاع معدل القلق الجيوسياسي لدى المستثمرين، ولجوءهم من جديد إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب والدولار، ما يخلق حالة من عدم الاستقرار في الاقتصاد العالمي، وقد ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 5% نتيجة المخاوف من تعطيل مضيق هرمز، الذي تمر منه 20% من إمدادات النفط العالمية، فيما تترقب أسواق المال للأحداث وصعد الذهب بنسبة 0.5% ليصل إلى 3342 دولارا للأونصة.. وقد تتجاوز اسعار النفط حال تطور الأحداث للأسوأ أكثر من 150 دولارا للبرميل، وهو ما سيؤثر على تكلفة الطاقة في جميع أنحاء العالم..، فهل نحن على أعتاب الحرب؟ أم أن الاقتصاد يبالغ في التشاؤم ؟.
إسرائيل أعدت نفسها جيدا علي مدي سنوات كما تؤكد تقارير دولية لضربة استباقية كبيرة لايران، بدعم من واشنطن، لضرب منشآت نووية ايرانية تحت الأرض، مثل فوردو ونطنز، مستغة تراجع قوة ايران علي مستوي التحالفات وخسارة سوريا كحليف، فإسرائيل تنتظر هذه الفرصة منذ عام 2009، ولديها ثقة أنها قادرة على ضرب المشروع النووي الإيراني وإلحاق الضرر به.
لكن نقول إن استهداف إيران ليس مجرد عملية عسكرية محلية،تحددها اسرائيل، بل هو قرار يحمل تبعات استراتيجية واقتصادية ضخمة على العالم، وتدرك القوى الكبرى ذلك لذا فهي التي تحاول تفادي الصدام من خلال الوسائل الدبلوماسية لما فيه من آثار كارثية على الاقتصاد العالمي، فالمنطقة تمثل مصدرا للطاقة العالمية، وممرا للبتروكيماويات والمعادن والشحن التجاري.
من جانبها هددت إيران، باستهداف القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط في حال اندلاع نزاع وبذلك أصبح الملف النووي الإيراني ساحة مواجهة مفتوحة بين أمرين "دبلوماسي" لمحاولة إنقاذ ما تبقى من الاتفاق النووي القديم، وقنابل تنتظر لحظة الصفر إذا فشلت المفاوضات، ومن المتوقع أن تعقد واشنطن وطهران جولة محادثات جديدة هذا الأسبوع كان الرئيس دونالد ترمب قال إنها ستعقد، اليوم الخميس، فيما قال مسؤول إيراني كبير إنه ليس من المرجح عقدها اليوم، وان الموعد هو يوم الأحد، وهو الأمر الأكثر واقعية.
وأجرت إيران وأمريكا 5 جولات من المحادثات، منذ أبريل الماضي، إلا أن الخلاف لا يزال قويا بينهما في ما يتعلق بمسألة تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية، ففي حين تعتبره طهران حقا سياديا لها، ترفضه إدارة ترامب وتؤكد أنه "خط أحمر"، وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران هي الدولة الوحيدة غير الحائزة على أسلحة نووية التي تخصب اليورانيوم إلى مستوى 60%، ما يتجاوز بكثير حد 3،67% الذي حدده اتفاق 2015.
وتشهد الأسواق العالمية منذ أسابيع تحركات غير معتادة وسط إشارات إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية، وحدثت عمليات هروب تدريجي لرؤوس الأموال من الأسواق الناشئة، وتجميد مشاريع استثمارية كبرى، وارتفعت أسعار النفط، رغم وفرة المعروض العالمي، وبدأت مؤشرات أسواق الأسهم في المنطقة بالتراجع، وهذا الحراك الاقتصادي لا يحدث بمعزل عن مؤشرات سياسية وعسكرية، مثل انسحاب الدبلوماسيين الأمريكيين من عدد من دول المنطقة وتصريحات أمريكية تلمح إلى "خيارات مفتوحة" إذا فشلت المفاوضات.. كل المؤشرات المالية تؤكد أن العالم يقف أمام أجداث خطيرة.
0 تعليق