دخلت مواقع إنتاج النفط والغاز في إيران إلى بؤرة الاهتمام العالمي، بعدما استهدفت إسرائيل مواقع إستراتيجية مختلفة في الدولة الواقعة وسط آسيا.
ولم ترد حتى الآن أنباء عن استهداف مواقع النفط والغاز الإيرانية رغم قصف مواقع نووية؛ أبرزها منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، بحسب آخر تحديثات الأزمة لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
لكن القناة 12 الإسرائيلية نقلت عن الجيش تهديده باستهداف قادة النظام الإيراني ومرافق البنية الأساسية؛ وعلى رأسها مصافي تكرير النفط، إذا أطلقت طهران صواريخ باليستية على تجمعات سكنية في إسرائيل.
واندلع فتيل الحرب بين طهران وتل أبيب، فجر الجمعة (13 يونيو/حزيران)، عندما بدأ قصف مواقع عسكرية ونووية إيرانية مع قتل قادة عسكريين وعلماء نوويين، لترد إيران بقصف مواقع إسرائيلية أودت حتى الآن بحياة 3 قتلى بالإضافة إلى سقوط 172 جريحًا.
مواقع النفط والغاز في إيران
نقل مراقبون ووسائل إعلام رسمية أن إسرائيل لم تستهدف مواقع النفط والغاز في إيران بأي ضربات جوية أو صاروخية منذ الساعات الأولى من فجر أمس 13 يونيو/حزيران حتى الآن.
وإيران عضوة في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، وتمتلك احتياطيات نفط خام كبيرة لتحل في المرتبة الثالثة عالميًا خلال عام 2023 بـ208.6 مليار برميل، بعد فنزويلا والمملكة العربية والسعودية.

ورغم الضربات الإسرائيلية المكثفة؛ فما زالت مواقع النفط والغاز في إيران تعمل دون انقطاع وبصورة مستقرة، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة نقلًا عن وكالة أنباء إيرنا الرسمية.
وتفصيليًا، قالت شركة تكرير النفط وتوزيعه المملوكة للدولة (NIORDC) إن "عبادان" أكبر مصفاة نفط في إيران تعمل بكامل طاقتها التشغيلية البالغة 700 ألف برميل يوميًا.
وكانت مصفاة تبريز بقدر 110 آلاف برميل يوميًا بالقرب من أحد مواقع الضربات الإسرائيلية، إلا أنها استأنفت عملياتها بصورة طبيعية.
كانت منصة الطاقة المتخصصة قد رصدت، قبل أيام، ارتفاع قدرات التكرير الإيرانية بأكثر من 7% بقيادة مصفاة عبادان، تليها "غلف ستار" و"أصفهان"؛ بما يعزز إمكانات توليد الكهرباء وإنتاج الوقود من بين أخرى.
ونوويًا، أبلغت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن الهجمات الإسرائيلية لم تطل محطة بوشهر النووية، كما لم تسجل زيادة في مستويات الإشعاع من منشأة نطنز النووية.
آثار الحرب بين إيران وإسرائيل
أثار تبادل القصف بين إيران وإسرائيل المخاوف من شح إمدادات الطاقة العالمية؛ بما يرفع أسعار النفط والغاز والوقود المكرر.
وارتفعت أسعار النفط، أمس الجمعة، بنسبة 7% ليستقر سعر برميل الخام عند أكثر من 74 دولارًا بِفعل المخاوف من امتداد رقعة الصراع في الشرق الأوسط أكثر مناطق العالم إنتاجًا للنفط.
ونتيجة لذلك، ثمة توقعات بارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة بمقدار 20 سنتًا للغالون وذلك في ذروة موسم الطلب الأميركي.
وحتى الآن، كانت أسعار الوقود منخفضة ومستقرة؛ حيث ساعد تراجع الأسعار في خفض التضخم وتهدئة مخاوف الأميركيين بشأن الرسوم الجمركية.
وخارج حدود إيران، ثمة مخاوف من دخول مضيق هرمز إلى دائرة الصراع بما يعرقل حركة شحن النفط والمكثفات والغاز الطبيعي عالميًا.
ويقع المضيق بين سلطنة عمان وإيران ويربط الخليج العربي وخليج عمان وبحر العرب، وعادة ما يقع في دائرة الضوء مع كل اضطراب أمني وسياسي في منطقة الشرق الأوسط تكون إيران طرفًا فيه بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وتوضح الخريطة التالية -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- مواقع المضائق والممرات المائية في منطقة الشرق الأوسط:
وخوفًا من استهدافه بطائراتها، أعلنت إسرائيل إغلاق أكبر حقل غاز ليفياثان في شرق المتوسط، وهو مسؤول عن 40% من إنتاج الغاز في إسرائيل.
كما قررت شركة إنرجيان اليونانية تعليق إنتاج الغاز من حقل كاريش؛ انصياعًا لأوامر وزارة الطاقة الإسرائيلية.
وتسبب القرار في اضطراب داخل مصر التي تستورد الغاز الطبيعي عبر الأنابيب من الحقلين، لتعلن خطة لمواجهة نقص الإمدادات باستعمال المازوت في توليد الكهرباء ووقف إمدادات الغاز إلى مصانع الأسمدة.
إمدادات الطاقة العالمية
كان تأثير الحرب الإيرانية الإسرائيلية في إمدادات النفط والغاز العالمية موضوع تغريدة لوزير الطاقة الأميركي كرايس وايت، على منصة إكس، أمس الجمعة.
وكشف الوزير عن أن الولايات المتحدة ممثلة في وزارة الطاقة ومجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض يراقبان الوضع بالمنطقة الملتهبة وما قد ينتج عنه من أي تأثيرات في إمدادات الطاقة العالمية.
وإذ أشاد الوزير بسياسة الطاقة الأميركية تحت حكم الرئيس الحالي دونالد ترمب، قال إن الخطة التي تستهدف زيادة إنتاج النفط والغاز مع تقييد لوائح الانبعاثات نجحت في تعزيز أمن الطاقة المحلي.
وفي مذكرة للعملاء، قالت شركة تحليلات الطاقة "كلير فيو" إن ارتفاع أسعار البنزين في أميركا بمقدار 20 سنتًا سيضيف ضغوطًا سياسية واقتصادية على الرئيس الأميركي الذي وعد قبل عودته في يناير/كانون الثاني الماضي بخفض أسعار الطاقة.
وتوقعت الشركة أن يؤدي ارتفاع الأسعار إلى إجبار ترمب إلى استغلال احتياطيات النفط الإستراتيجي والسعي لزيادة المعروض من تحالف أوبك+ وهو ما قد يعقّد جهود تكبيل يد روسيا (أحد أكبر منتجي النفط والغاز في العالم) عن تمويل الحرب على أوكرانيا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
0 تعليق