تشهد إسرائيل حالة من الجدل الداخلي والتحذيرات المتزايدة بشأن شكل المواجهة المستمرة مع إيران، مع تصاعد المخاوف من الانجرار إلى حرب استنزاف طويلة الأمد قد تكلّف البلاد عسكريًا واقتصاديًا بشكل باهظ.

كما حذر عدد من الخبراء والمحللين الإسرائيليين، من أن إيران من الممكن أن تقوم باستخدام تكتيك النفس الطويل، وتسعى لإبقاء إسرائيل في حالة استنفار دائم عن طريق هجمات متكررة ومحدودة، والهدف من هذا هو إنهاك الجبهة الداخلية وتآكل القدرة على الحسم السريع.

كما أن البعض في المؤسسة الأمنية يرون أن إسرائيل بدأت في الانزلاق إلى فخ الاستنزاف، لا سيما مع انفتاح جبهات متعددة بداية من التهديد الإيراني المباشر، إلى احتمالية التصعيد على حدود لبنان أو غزة، وهو ما يضع الجيش الإسرائيلي تحت ضغط مستمر.

كما تتابع إيران بدقة ردود الفعل الإسرائيلية، وتراهن على استغلال الغرور العسكري الإسرائيلي، كما أشار بعض المسؤولين الإيرانيين الذين شبهوا الموقف الحالي بما جرى في حروب سابقة، حينما سقطت دول كبرى في مستنقعات عسكرية استنزافية.

لم تعد التحذيرات الإسرائيلية مقتصرة على الجانب العسكري، بل امتدت إلى دوائر صنع القرار التي بدأت تراجع حساباتها خوفًا من أن تتحول المعركة مع إيران إلى حرب استنزاف مفتوحة، تستنزف الوقت والموارد وتضر بالاقتصاد والروح المعنوية للسكان.