شارك ضباط سامون مغاربة في المؤتمر الثامن عشر لقادة كليات القيادة والأركان الإفريقية (Acoc)، الذي احتضنته ليبيا بصفتها الرئيس الحالي لهذا المؤتمر، بحضور قادة كليات القيادة والأركان من عدد من الدول الإفريقية، مثل الجزائر وتونس وكينيا وجنوب إفريقيا والكاميرون، إضافة إلى عدد من الملحقين العسكريين في ليبيا، حسب ما أفاد به بيان لرئاسة الأركان العامة للجيش الليبي.

وافتتح الفريق أول ركن محمد الحداد، رئيس الأركان العامة للجيش الليبي، أشغال المؤتمر الذي جرى تنظيمه في الفترة ما بين 3 و5 من شهر نونبر الجاري، حيث نوه بـ”دور القيادة والأركان في البناء والتطوير الاستراتيجي، والذي يمثل حجر الزاوية في بناء قدرات القوات المسلحة، ومركزاً لتطوير الفكر الاستراتيجي، وتبادل الخبرات بين كليات القيادة والأركان والعمل على تعزيز التعاون المشترك”.

وحسب البيان ذاته، فقد تخلل هذا المؤتمر “عرض مرئي يعبر عن حضارة ليبيا وتاريخها العريق ومعالمها التاريخية”، كما جرى إلقاء محاضرتين على هامشه؛ الأولى تحت عنوان “التحديات والتهديدات الأمنية التي تواجه شعوب القارة الأفريقية”، والثانية تناولت موضوع “تأثير الهجرة غير النظامية على القرار في العمليات العسكرية”، وتخللتهما مداخلات من قبل الوفود المشاركة.

وتتضمن أهداف هذا المؤتمر العسكري تبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين كليات القيادة والأركان في مختلف المجالات، بما يسهم في “تطوير برامج التدريب والتأهيل، وتوحيد المناهج التعليمية، ودعم القدرات الاستراتيجية للبلدان الإفريقية”.

واختتمت فعاليات هذا الحدث بحضور عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية ووزير الدفاع، الذي أكد في كلمته أن “إفريقيا هي البيت الكبير، وأن أمنها هو أمن الجميع”، داعيًا إلى توثيق العلاقات في مجالات التدريب العسكري والأمني لتحقيق مزيد من التعاون بين الدول الأفريقية. وقد تسلمت رواندا من ليبيا رئاسة الدورة الـ19 للمؤتمر، التي ستستضيفها العام المقبل.

وفي إطار الرئاسة الليبية للمؤتمر، شاركت القوات المسلحة الملكية المغربية في ورشة عمل “كبار معلمي كليات القيادة والأركان في إفريقيا”، التي احتضنتها مدينة طرابلس في يوليوز الماضي، إلى جانب مسؤولين عسكريين يمثلون عدداً من الدول الأفريقية.

وتشارك المملكة المغربية بانتظام في عدد من المؤتمرات والتدريبات التي تضم عددا من الدول المغاربية والإفريقية والأوروبية، على غرار اجتماعات وتمارين مبادرة “5+5 دفاع”؛ وهو ما يعكس، حسب عدد من المهتمين بالشؤون العسكرية والاستراتيجية تحدثوا لهسبريس في وقت سابق، التزام الرباط بتعزيز الأمن والاستقرار في محيطها الإقليمي والقاري وانخراطها بكل مسؤولية في مواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها المنطقة.