ورزازات تتنفس تحت الماء .. والتساقطات المطرية تفضح هشاشة البنية التحتية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

في مدينة ورزازات، التي تعرف بجمالها الطبيعي وتاريخها العريق، كشفت دقائق من الأمطار عن مشكلة كبيرة تتعلق بالبنية التحتية، حيث تحولت الشوارع إلى مسطحات مائية وغرقت المنازل في المياه، مما أثار استياء السكان وطرح تساؤلات حول جودة الأشغال العمومية وكفاءة المراقبة.

حسن أعراب، فاعل مدني بمدينة ورزازات، قال إن التساقطات المطرية الأخيرة عرت الواقع وفضحت هشاشة البنية التحتية بالمدينة، موضحا أنه “لولا تدخل السلطة الإقليمية واستنفارها لمصالح المكتب الوطني للماء من أجل تسريح المجاري، لكان جزء من أحياء المدينة في خبر كان”.

وأضاف أعراب، في تصريح لهسبريس، أن “نظام تصريف المياه في ورزازات لم يكن مجهزا بشكل كاف لاستيعاب كميات المياه الهائلة، مما أدى إلى تجمع المياه في الشوارع وتسبب في فيضانات وسيول”، موردا إلى أن هذا النقص في النظام يشير إلى ضرورة تحديث وتوسيع شبكة التصريف.

محمد بن عمر، أحد سكان المدينة، قال لهسبريس: “كلما هطلت الأمطار الغزيرة في ورزازات عاشت الساكنة الكوابيس، لأن المياه تغمر المنازل والشوارع، وهذا يشكل خطرا كبيرا علينا، نحن نطالب بحلول فورية لهذه المشكلة”، مضيفا: “لقد مرت سنوات على وعود المسؤولين بتحسين البنية التحتية، لكننا لم نر أي تحسن، نحن نعيش في خوف دائم من الفيضانات”.

عبد الرحمان نخلاوي، من ساكنة مدينة ورزازات، قال بدوره إن “البنية التحتية بورزازات تعاني من نقص في الاستثمارات والصيانة الدورية”، مبرزا أن هذا النقص “يؤدي إلى تآكل أنظمة الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار، مما يجعلها غير قادرة على استيعاب المياه في فترات الأمطار الغزيرة”.

وأضاف نخلاوي، في تصريح لهسبريس، أن هناك مطالب ملحة بتحديث البنية التحتية الطرقية ونظام تصريف المياه، مؤكدا: “يجب أن تكون هذه التحديثات مصحوبة بدراسات هندسية دقيقة تأخذ في الاعتبار طبيعة المنطقة والتغيرات المناخية”.

في سياق متصل، ذكر الباحث الاجتماعي الداودي لحسن أن “التحديات التي تواجه مدينة ورزازات ليست فقط مرتبطة بالأمطار، بل هي جزء من مشكلة أكبر تتعلق بنقص الاستثمار في البنية التحتية على مدى عقود”، موضحا أن هذا النقص “يعرقل تطور المدينة ويحول دون استفادتها الكاملة من إمكانياتها السياحية والاقتصادية”.

واعتبر الداودي، في تصريح لهسبريس، أن “الحلول المقترحة يجب أن تشمل ليس فقط تحديث نظام تصريف المياه، بل أيضا تعزيز البنية التحتية الطرقية، وتحسين شبكات الكهرباء والاتصالات، لضمان استدامة النمو وتحقيق الأمن المناخي للسكان”، مشيرا إلى أن “المشكلة الرئيسية في ورزازات تكمن في عدم توافق البنية التحتية مع التوسع العمراني السريع، وهناك حاجة ماسة لتطبيق معايير بناء حديثة ومرنة تتناسب مع التغيرات المناخية وتزايد التحديات البيئية”.

من جهتها، صرحت نعيمة بعلي، من ساكنة مدينة ورزازات، لهسبريس بأن “الحلول المستدامة تتطلب استراتيجيات تخطيط مدني تأخذ في الاعتبار النمو المستقبلي للمدينة، بما في ذلك توسيع شبكات الصرف الصحي وتصريف المياه بشكل يتناسب مع الكميات المتوقعة من الأمطار”.

وشددت بعلي على أن “التحديات البيئية التي تواجه المدينة تتطلب تضافر الجهود من كل القطاعات المعنية والمجتمع المدني”، داعية السلطات المحلية وكافة المتدخلين إلى “العمل معا لتنفيذ مشاريع تحسين البنية التحتية بشكل يحافظ على البيئة ويعزز سلامة السكان.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق