الدخول المدرسي يجدّد مطالب الزي الموحد في المؤسسات التعليمية بالمغرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

مع انطلاق الموسم الدراسي الجديد، تجددت مطالب اعتماد الزي المدرسي الموحد في المؤسسات التعليمية بالمغرب من لدن مهتمين ومتابعين للشأن التربوي لما ينطوي عليه ذلك من إيجابيات تكمن أساسا في الحفاظ على الهوية المدرسية للتلميذ وتشجيع التحصيل العلمي من خلال تذويب الفوارق الاجتماعية والطبقية، إضافة إلى تعزيز الإحساس بالانتماء إلى الفضاء المشترك بما يتماشى والقيم والأهداف التربوية الكبرى التي تسعى المدرسة المغربية إلى نشرها وتحقيقها.

في هذا الصدد، قال أحمد الغوال، مستشار تربوي، إن “اعتماد الزي الموحد في المؤسسات التعليمية المغربية ينطوي على الكثير من الإيجابيات، ونحن نتحدث هنا عن زي موحد كامل وليس الوزرة”، مضيفا أن “اعتماده سيقطع مع مجموعة من المشاكل التي قد نصادفها على المستوى، حيث إن كل مؤسسة تعليمية لها قانون داخلي يتضمن ضمن بنوده ما يتعلق باللباس الذي يجب أن يكون مثلا محتشما؛ غير أن نسبية مفهوم الاحتشام قد تؤدي إلى نشوء نزاعات واختلافات ما بين آباء وأولياء التلاميذ وما بين إدارات المؤسسات التعليمية”.

وأوضح الغوال، ضمن تصريح لهسبريس، أن “إقرار الزي الموحد من شأنه أن يقطع مع مثل هذه الخلافات”، مشددا على أن “هذا الزي يعطي أولا للتلميذ صفة في محيطه الاجتماعي ويساهم في إزالة الفوارق الاجتماعية ويساعد أبناء الطبقات الهشة على التحصيل، إذ يؤثر على نفسيتهم؛ فيحسون بأن لا فرق بينهم وبين أبناء الأغنياء والميسورين”.

وأكد المستشار التربوي أن “اللباس المدرسي الموحد ينطوي على الكثير من الإيجابيات، سواء بالنسبة للتلميذ أو المؤسسة التعليمية، على الرغم من بعض الإكراهات المرتبطة به ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي والتي تتعلق بمدى قدرة الطبقات الفقيرة على اقتنائه. وهنا، يجب تدخل الدولة وشركاء المؤسسات التعليمية منهم جمعيات آباء وأولويات التلاميذ من أجل توزيع هذا اللباس على التلاميذ من أسرة فقيرة”.

من جهته، أورد محسن بنزاكور، دكتور متخصص في علم النفس الاجتماعي، أن “عدم اعتماد الزي الموحد في المدارس يفتح باب التنمر والإقصاء والإحساس بالدونية في أوساط التلاميذ؛ وهو ما يضطر بعض الأسر إلى تحمل أكثر من طاقتها بما يفوق إمكانياتها من أجل شراء ثياب معينة لأبنائها للظهور في أحسن حلة بين زملائه في المدرسة”.

وسجل المصرح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن “توحيد الزي في المدارس يساهم في الاندماج الاجتماعي ويقتل الفوارق الاجتماعية والطبقية، كما يساعد على الانضباط وتعزيز قيم التربية التي فقدناها في مؤسساتنا التعليمية من حيث اكتساب قوة الشخصية واحترام الآخر والإحساس به وتقدير الذات وليس الانتماء الطبقي أو الاجتماعي”.

وحول الإشكاليات المرتبطة بتطبيق الزي الموحد في المدارس، أشار المتحدث ذاته إلى “دفاع بعض التيارات الحداثية عن حرية اللباس والحرية الفردية؛ غير أن الأمر هنا يتعلق بمؤسسة لها أخلاقياتها كباقي المؤسسات وبأمور تفرض نفسها.. وبالتالي، فإن الإشكال هنا ليس إشكال حرية بل يتعلق بانتماء إلى مؤسسة ما، وهذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أن لا نعلم الحريات الفردية للتلاميذ”.

ودعا المتخصص في علم النفس الاجتماعي إلى “ضرورة توحيد اللباس المدرسي في المدارس الخصوصية كذلك على غرار العمومية منها، مع العمل على تهيئة التلاميذ وتحسيسهم بأهمية ذلك من خلال مقاربات توعوية على أساس القيم المشتركة والإحساس بالانتماء إلى فضاء معين، وليس بمنطق الإلزام أو الحصار الذي لا يمكن أن يولد إلا العصيان”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق