علمت هسبريس من مصادر مطلعة أن الدعاوى القضائية ضد شركة “البناؤون الشباب” Les Jeunes Maçons ما فتئت تتهاطل على المحكمة التجارية في الدار البيضاء، بعدما قررت شركات دائنة اللجوء إلى القضاء لغاية استخلاص قيمة ديونها بذمة الشركة المملوكة لشكيب لعلج، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، التي راكمت متأخرات مالية ضخمة، وتوقفت بشكل فعلي عن سداد قيمة كمبيالات لفائدة مزودين وموردين منذ أبريل الماضي.

وأفادت المصادر ذاتها بأن الدائنين دخلوا في مشاكل مالية ومحاسبية مع شركة “البناؤون الشباب” منذ بداية السنة الماضية، إذ رفضت البنوك بشكل متكرر تسوية قيمة كمبيالات صادرة عن الشركة المذكورة، قبل أن يتلقوا اتصالات من مسؤوليها الماليين تعرض عليهم سدادا جزئيا لمبالغ الدين، على أساس المعالجة التدريجية للمتأخرات المالية، قبل أن يتراجعوا عن التزاماتهم بشكل نهائي، مؤكدة أن الشركة جمدت نشاطها في جميع أوراشها، باستثناء مشروع وحيد، قرر صاحبه تسوية المعاملات المالية الخاصة بالموردين والمزودين بشكل مباشر.

وأكد صاحب شركة دائنة، طلب عدم كشف هويته، في تصريح لهسبريس، أن مجمل المتأخرات التي يطالب بها شركة “البناؤون الشباب” تجاوز 6 ملايين درهم، ويدرس بنهاية الشهر الجاري رفع دعوى قضائية ضدها، من أجل تحصيل مبالغ الديون التي بذمتها، موردا أنه يعكف حاليا على تجميع الكمبيالات والوثائق والمستندات التي تثبت ديونه، ومشددا على أن بعض الكمبيالات لا تحمل توقيع المسير السابق للشركة شكيب لعلج، الذي عين مديرا جديدا بها، كما أن الديون تفاقمت بسرعة من شهر إلى آخر طيلة السنة الماضية، قبل توقف الإدارة المالية تسوية مبالغ الفواتير بشكل نهائي.

من جهته أكد صاحب شركة أخرى للجريدة أن عددا من الكمبيالات جرى رفض صرفها من قبل البنوك بسبب عدم تطابق التوقيعات، موضحا أن هذه الممارسة تعتبر شائعة في مجال البناء والأشغال لغاية الالتفاف على سداد مبالغ الديون، والحصول على فترة زمنية إضافية من أجل تخفيف الضغط عن الخزينة المالية للشركة، مشددا على أنه أوكل محاميا لغاية رفع دعوى قضائية ضد “البناؤون الشباب” من أجل استخلاص قيمة ديونه، خصوصا بعد ورود أخبار حول محاولة إدارة هذه الشركة تقديم طلب فتح مسطرة التصفية أو التسوية القضائية بالمحكمة التجارية في الدار البيضاء.

وفي المقابل فضل صاحب شركة دائنة أخرى التريث قبل متابعة شركة “البناؤون الشباب” قضائيا، على أساس مبلغ الدين المنخفض، إذ لا يتجاوز 280 ألف درهم، مؤكدا أنه اعتاد التعامل مع الشركة منذ 2022، وتربطه علاقات وطيدة بالمسؤولين، الذين وعدوه حسب قوله بتسوية قيمة المتأخرات التي يدين بها، قبل أن يتلقى ردا من قبل مسؤول مالي اعترف فيه بصعوبة أداء الدين، وتردي الوضعية المالية للشركة وعجزها عن الوفاء بالتزاماتها.

يشار إلى أن شركة “البناؤون الشباب”، التي كانت تمتلك دفتر طلبيات carnet de commandeبقيمة تجاوزت مليار درهم، راكمت مديونية ثقيلة قدرت بـ230 مليون درهم تجاه موردين ومزودين، إضافة إلى حجوزات تحفظية بقيمة 5 ملايين درهم لفائدة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ومليون درهم لصالح “مصرف المغرب ليزينغ”، وكذا ديون متفرقة بقيمة 4 ملايين درهم لفائدة موردين آخرين، ناهيك عن أقساط غير مسددة ضمن قروض ممنوحة من قبل شركات “إكدوم” و”صوفاك” و”المغربية للإيجار” و”فيفاليس”، وكذا “وفا باي” ومؤسسات أخرى.

اشترك

يرجى التحقق من البريد الإلكتروني

لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.

لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.>