شدّد خبيران في الشأن الصحي على “الأولية التي يجب أن تعطى للحملة الوطنية للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، المنطلقة بدءا من هذا الأسبوع”، إذ يعتبر التلقيح حسبهما “أكثر نجاعة وفعالية من الاستعمال الدوائي، سواء بشكل مؤطر أو غير مؤطر، خلال فترة الإصابة بعدوى فيروس الأنفلونزا الموسمية الذي يمسّ أساسا الفئات المُسنة وذوي الأمراض المزمنة وضِعاف المناعة”.
وأكد الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية، أن “الأنفلونزا الموسمية تبقى مرضا يجب الحيطة منه، ويمكن أن يكون قاتلا لما يتراوح بين 300 و650 ألفا في العالم كل سنة، ويتسبب في أكثر من خمسة ملايين حالة حرجة سنويا؛ وهو الأمر الذي يشكل ضغطا على المستشفيات بطبيعة الحال”.
وأضاف حمضي، في تصريح لهسبريس، أن “فيروس الأنفلونزا الموسمية ينتقل بشكل كبير بين الأفراد، ويصاب به بشكل واضح المسنون ما فوق 65 سنة”، وزاد: “أما بالنسبة للفئات التي من الأولى أن تلجأ إلى اللقاح فهي فئة المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة والنساء الحوامل وضعاف المناعة؛ فإصابةُ هذه الفئات بفيروس الأنفلونزا، وهي غير ملقحة، يمكن أن تؤدي بها إلى حالات خطيرة”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أنه “في بعض الأحيان يصاب الملقّحون بهذا الفيروس، لكن نجاعة اللقاح في هذا الإطار تتجلى في تفادي الحالات الخطيرة ودخول المستشفيات بنسب تصل إلى 80 في المائة”، وتابع: “أما خيار تفضيل الدواء على اللقاح فإنه غير مفيد بشكل كامل، إذ إن المضادات الحيوية على سبيل المثال لا تأثير لها على فيروس الأنفلونزا الذي ليس ببكتيريا في نهاية المطاف”، معيدا التأكيد أن “التداوي الذاتي في هذا الصدد غير مفيد، مقارنة باللقاح، سواء كان باستشارة الأطباء أو بدون استشارتهم؛ فالتلقيح يحد من انتشار الفيروس بين الأفراد”.
من جهته قال محمد اعريوة، أخصائي في النظم الصحية، إن “هذه الحملة السنوية تستهدف ذوي الأمراض المزمنة وكبار السن وضِعاف الرئتين والمناعة بلقاحات تساعدهم على مواجهة تأثيرات الأنفلونزا الموسمية، التي تصيبهم سنويا خلال فترات من الموسم”.
المتحدث لهسبريس أوضح أن “تأثير اللقاح في هذا الصدد يكون إيجابيا من أجل مواجهة كل ما ينتج عن برودة الطقس وهذه الأنفلونزا”، مشيرا إلى انخراط العاملين في القطاع الصحي في هذه الحملة بدورهم، وزاد: “فلسفة الحملة ترتبط أساسا بأولوية الوقاية أكثر من العلاج، على اعتبار أن هذه الوسيلة تكون وقائية وأفضل من الإقبال المبالغ فيه على استهلاك الأدوية وقت الإصابة بهذه الأنفلونزا التي تكون كل سنة”.
كما ذكر اعريوة أن “استعمال الدواء خلال هذه الفترة السنوية لا يجب أن يكون بشكل غير مؤطر، بل يجب أن يكون هناك تواصل مع الأخصائيين في هذا الصدد؛ فاستهلاك الدواء يجب أن يكون عقلانيا، وهو الذي يفوقه اللقاح في هذا الصدد فعالية ونجاعة”.
النشرة الإخبارية
اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا
اشترك
يرجى التحقق من البريد الإلكتروني
لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.
لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.>
0 تعليق