القرويين بالشارقة عبر الواقع الافتراضي.. منارة علمية للعصر الذهبي للإسلام

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
القرويين بالشارقة عبر الواقع الافتراضي.. منارة علمية للعصر الذهبي للإسلام
وائل بورشاشن من الشارقةالأحد 10 نونبر 2024 - 07:00

بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي يستضيف المغرب ضيف شرف دورته الثالثة والأربعين، يحضر “جامع القرويين”، الجامعُ التاريخيّ بالمعنى الأصيل للكلمة، إذ يجمع بين كونه جامعةً لطلب العلم، ومسجداً، وداراً للنقاش المعرفي، ومكتبة… وتحضرُ مخطوطاته في مختلف صنوف العلوم، ومعمارهُ المغربيّ الأندلسيّ، وتاريخهُ التعليميّ والمعرفيّ الضارب في القدم.

من خلال تجربة تجوال افتراضية عبر تقنية “الواقع المعزّز”، وفرصة لـ”تصفّح” مخطوطاتٍ رقمية، فضلاً عن معلومات تاريخية، وفضاء يحاكي معمار “القرويين”، يقترح “بيت الحكمة” في الشارقة زيارة هذا الصرح العلمي على مرتادي معرض الكتاب بالإمارات العربية المتحدة.

ويشار في هذا الإطار إلى أن “خزانة القرويين” بالعاصمة المغربية التاريخية فاس تضمّ مخطوطاتٍ تضمّ ملاحظاتٍ بخطّ ابن رشد على ترجمة لأرسطو، وآخر حبّسه ابن خلدون شخصياً على المكتبة وخطَّ نصّ توقيفِه على “المقدمة”، والمخطوط الوحيد المعروف للمنظومة الشعرية في تعليم الطب التي نظمها الفيلسوف ابن طفيل، ومخطوطاً لـ”الفتوحات المكية” لابن عربي أُقرَّ بمطابقته للأصل المكتوب، ومخطوطاتٍ في مختلف الآداب والعلوم من رياضيات، وتاريخ، وشعر، وعلوم شرعية، وأديان، وعلم فلك، وفلسفة، ورحلات، وطبّ، وغير ذلك الكثيرُ الكثير.

ويعرّف هذا الرواق، المنظّم في إطار استضافة المغرب وثقافاته بالشارقة، بـ”خزانة القرويين”، قائلاً: “توجد خزانة القرويين، أو مكتبة القرويين، داخل الجامع، وتعد واحدة من أعرق وأهم المكتبات في العالم الإسلامي. تأسّست في منتصف القرن الثامن الهجري، وتطورت عبر القرون لتصبح مركزاً لنشر العلوم والمعرفة، يجمع بين جدرانه نفائس الكتب والمخطوطات في مختلف العلوم والفنون”.

ويتابع متحدّثاً عن هذه المكتبة العامّة المغربية: “تضم الخزانة مجموعة من أندر المخطوطات التي تعكس تاريخاً طويلاً من الإبداع العلمي والأدبي، من بينها نسخة نادرة من القرآن الكريم تعود إلى القرن الثالث الهجري، ونسخة قديمة من الإنجيل باللغة العربية تعود إلى القرن الخامس الهجري”.

في هذا الرواق، توجد لوحات رقمية تتيح للزوّار التنقّل عبر عناوين “فهرس مخطوطات خزانة القرويين”، والمرور عبر الصفحات المنقوشةِ للمصحف والإنجيل العريقَين المذكورَين، ونسخة عريقة مخطوطة لـ”كتاب السِّيَر” لابن إسحاق، ونسخة مترجمة من كتاب أرسطو “الأخلاق إلى نيقوماخوس” بالخطّ المغربيّ العربي، ونسخة تتضمن خطّ ابن خلدون على تاريخهِ الذي تتقدّمه “المقدمة”، وهو مخطوط تصنّفه منظمة اليونسكو ضمن “التراث الإنساني العالمي”.

“جامع القرويين” المغربيّ لا يحضر بالشارقة من خلال خزانته فحسب، بل يحضر مختزناً “تحفة هندسية خالدة”، وخصائص مثل “الساعة المائية التي تنظم مواعيد الصلاة بفاس بدقة متناهية”، كما يقدّم شاهداً على العصر الذهبي للمسلمين: “وُضعت اللبنات الأولى لجامع القرويين في مدينة فاس بالمغرب، ولم يلبث أن تحوّلَ في القرن التاسع الميلادي إلى جامعة ومنارة علمية وثقافية، هوت إليها أفئدة العلماء والمفكرين ممن ساهموا في العصر الذهبي للعلوم العربية والإسلامية، فأصبحت مركزاً حيوياً شاملاً لتدريس علوم الشريعة جنباً إلى جنب مع العلوم الإنسانية والمعرفية والتطبيقية كالهندسة والفلك والطب والرياضيات وغيرها”.

النشرة الإخبارية

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا

اشترك

يرجى التحقق من البريد الإلكتروني

لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.

لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.>

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق