يُشكّل تطوير حقل عين تسيلا مشروعًا واعدًا لقطاع الغاز في الجزائر؛ إذ يتنوع إنتاجه بين: (الغاز الطبيعي، والمكثفات)؛ ما يعزز الإنتاج المحلي ويدعم الاتجاه لزيادة الصادرات.
وجذب المشروع اهتمام المدير العام السابق لشركة سوناطراك (Sonatrach) الحكومية، إذ خاض جولة تفقدية -في أبريل/نيسان 2023- للوقوف على مستجدات عملية تطوير الحقل والمرافق المحيطة به.
ووفق معلومات قطاع النفط والغاز الجزائري لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، يُشكِّل الحقل منظومة مشروع متكامل بإنتاج الغاز ومركز للمعالجة بالإضافة إلى مرافق لتوليد الكهرباء.
وحصلت خطة تطوير مشروع الحقل على الموافقات اللازمة عام 2012، وكان يسير باتجاه بدء التشغيل عام 2017 لكنه واجه تأخيرات متتالية يعود بعضها لتعطل سلاسل التوريد خلال انتشار جائحة كورونا.
معلومات عن حقل عين تسيلا
يعد حقل عين تسيلا من حقول الغاز الواعدة في حوض إليزي الجزائري، وتشغله شركة سوناطراك الحكومية في مربع إيسارين.
وبدأ الحقل إنتاجه التجاري في يناير/كانون الثاني مطلع العام الجاري (2024)، بعد سنوات من التعطل والتأخير، وفق ما نشرته شركة الأبحاث وود ماكنزي (Wood Mackenzie).
واتضحت معالم المشروع مع زيارة المدير العام السابق لسوناطراك "توفيق حكار" للموقع قبل ما يزيد على عام، إذ ضم نطاق الحقل عددًا من المشروعات قيد التطوير، حسب بيان للشركة نُشر حينها على صفحتها الرسمية في "فيس بوك".
ومن بين هذه المشروعات: شبكة لربط إنتاج 30 بئر غاز منتجة بمركز للمعالجة، بالإضافة إلى محطة لإنتاج الكهرباء بقدرة 125 ميغاواط، وشبكة خطوط للنقل والتوزيع يصل طولها إلى 356 كيلومترًا.
ورُصد حينها تسجيل مطوري المشروع نسبة تقدم تقارب 94%، مع توقعات بتسليمه خلال النصف الثاني من العام الماضي (2023).
وعلى صعيد الإنتاج، توقعت سوناطراك أن ينتج مشروع حقل عين تسيلا ومرافقه ما يصل إلى: 10 ملايين متر مكعب من الغاز، و1800 طن من غاز النفط المسال، و1600 طن مكثفات، بمعدل يومي.
حقل عين تسيلا في الجزائر
يكتسب مشروع حقل عين تسيلا الغازي في الجزائر أهمية خاصة، لموقعه قرب منطقة الجنوب الشرقي المعززة لإنتاج الغاز في البلاد والداعمة لأهداف تلبية طلب السوق المحلية والدولية.
ويُلحق بمرافق الحقل وحدة تتسع لنحو 220 عاملًا في المشروع، الذي يعد ضمن مشروعات مكثفات الغاز الرئيسة في البلاد، باستثمار أولي قدره 1.6 مليار دولار.
وسبق أن حصلت خطة تطوير حقل عين تسيلا على الموافقات في ديسمبر/كانون الأول نهاية 2012، وخُطط في بداية الأمر لبدء أعمال التطوير عام 2014 تمهيدًا للإنتاج الأول عام 2022، لكن هذه الخطط تغيرت في مرحلة لاحقة.
احتياطيات حقل عين تسيلا
رغم عدم الإفصاح رسميًا عن احتياطيات حقل عين تسيلا؛ فإن معلومات، اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، أشارت إلى أنها تصل إلى 10.1 تريليون قدم مكعبة، بإنتاج قد يرتفع إلى 350 مليون قدم مكعبة يوميًا.
ورجحت تقديرات أخرى توزيع هذه الاحتياطيات بين: 2.1 تريليون قدم من الغاز المخصص للمبيعات، و108 ملايين برميل من غاز النفط المسال، و67 مليون برميل مكثفات، وفق ما نشرته إن إس إنرجي (NS Energy).
واكتُشف حقل المكثفات عام 2009، بعدما صُنفت بئر تسيلا 1 (Tsila-1) بأنها تاسع أكبر الاكتشافات العالمية، إذ امتد على مساحة تتجاوز 1000 كيلومتر، طبقًا لبيانات أفشور تكنولوجي (Offshore Technology).
خلافات التطوير
اعتمدت خريطة تشغيل حقل عين تسيلا الأولية على عمر إنتاجي يصل إلى 30 عامًا، عبر حفر 124 بئرًا إجمالية تبدأ بحفر 18 بئرًا باتجاه عمودي.
ويبدو أن هذه الخطط لم تكن واقعية إلى حد كبير، إذ واجه حقل عين تسيلا الغازي في الجزائر معضلة دفعت إلى تعطله وتأخره، إثر خلاف احتدم بين شركاء التطوير.
وكانت حصص التطوير مقسمة في بداية الأمر بين شركة صاني هيل إنرجي (Sunny Hill Energy) عبر شركة بتروسلتيك (Petroseltic) الأيرلندية، وإينل (Enel) الإيطالية، وسوناطراك الجزائرية.
وفي أبريل/نيسان 2021، أعلنت "صاني هيل" فسخ "سوناطراك" التعاقد معها وإلغاء حصة شركتها الفرعية "بتروسلتيك" في حقل عين تسيلا (38.25%) بعدما أنفقت ملايين الدولارات على التطوير، متعهدة بمقاضاة الشركة الجزائرية للمطالبة بتعويض مالي يتجاوز مليار دولار، وفق بيان نُشر على موقعها الإلكتروني.
ونشرت تقارير جزائرية محلية ما يفيد بإخلال "صاني هيل" بشروط التعاقد، في حين تجدر الإشارة إلى أن سوناطراك وقعت عقدًا للهندسة والتوريد والإنشاءات مع شركة بتروفاك (Petrofac) البريطانية، بقيمة مليار دولار في مارس/آذار 2019، وفق الشركة.
وفيما يلي، أبرز حقول النفط والغاز في الجزائر:
موضوعات متعلقة..
0 تعليق