مقترح أمريكا إحداث مقعدين دائمين لإفريقيا يعزز حظوظ المغرب بمجلس الأمن‎

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

وجه إعلان الولايات المتحدة الأمريكية، الخميس، دعمها إحداث مقعدين دائمين للدول الإفريقية في مجلس الأمن الدولي، لكن من دون حق النقض، في إطار إصلاح محتمل للهيئة الرئيسية التابعة للأمم المتحدة، أنظار الباحثين في حقل العلاقات الدولية إلى المغرب الذي لم يخف قطّ رغبته بالانضمام إلى هذا المجلس ورفع “الحيف عن القارة” بعد الضرورة الملحة التي يكتسيها هذا الإصلاح في ظل المتغيرات الدولية الحالية.

عمر هلال، الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، أفاد هسبريس على هامش “الحوارات الأطلسية” التي انعقدت بمراكش في دجنبر الماضي، بأن “للمغرب كامل المقوّمات لكي يكون الطّرف الممثل للدول الإفريقيّة والعربية بمجلس الأمن، ليواصل الدّفاع عن الأمن والسلم الدوليين وعن مصالح هذه الدول والشعوب، نظرا لتاريخه الفاعل في مجال السلام”، وهو ما يزكّيه الباحثون بالنظر إلى المصداقية والثقة اللتين تحظى بهما الرباط.

وبما أن الإصلاح، وفق متتبعين، صار يعدّ ضروريا في ظل فشل مجلس الأمن في تحقيق الأمن والسلم الدوليين، كشف عمر هلال حينها أن “المشكلة كانت: منْ سيمثل إفريقيا؟ وفي تقديري نحن نحتاج اليوم إلى بلدان ذات مصداقيّة؛ بلدان تتمتع باستقرار سياسي، ولها شرعية، ولها تاريخ، ولها حضارة، ولها قوة اقتصادية وعسكرية، وتتمتع باستراتيجيّة تعاون طموحة وواعدة مع بلدان الجنوب، وخاصة مع القارة الإفريقية، والمغرب لديه كل هذه المقومات”.

“حظوظ قوية”

الأكاديمي عبد الواحد أولاد مولود، باحث في القانون العام متتبع للسياسات الإفريقية وقضية الصحراء، قال إن “تمثيلية القارة الإفريقية تعدّ في الوقت الحالي حتمية وضرورية، ولكن السؤال المطروح هو: من له القدرة من دول القارة لشغل المقعدين المقترحين داخل مجلس الأمن؟ نحن نعرف أن المغرب بدوره يراهن على هذه التمثيلية، غير أنه ليس وحيدا في هذا المسار، فجنوب إفريقيا لديها الطموح نفسه، مبرزا أن للمغرب حظوظا أقوى، بحكم حضوره القوي داخل أروقة الأمم المتحدة، فهو الذي يرأس مجلس حقوق الإنسان”.

وأورد أولاد مولود، ضمن تصريح لهسبريس، أن “المغرب لديه مصداقية لتمثيل هذه القارة، وخصوصا من حيث دوره السباق في الأزمة المالية”، مبرزا أن “الدبلوماسية المغربية قطعت أشواطا مهمة في السنوات الأخيرة، سواء على المستوى القاري أو على المستوى الأممي، وبالتالي إذا قمنا بقراءة استشرافية للمبادرات المغربية نلاحظ أن المغرب يستضيف منتديات عدة، خاصة على مستوى الأمن؛ الأمم المتحدة تضع ثقتها في المغرب قاريا”.

وبالنسبة للمتحدث، فإن “المغرب الآن من الدول الرائدة دبلوماسيّا على مستوى الأمم المتحدة”، مسجلا أن الأمر يمكن الدفع به بناء على سياسة الأمر الواقع لأن العلاقات الدولية لا تحكمها إلاّ المصالح، وبالتالي فالدبلوماسية المغربية وصلت إلى مرحلة حاسمة لكي تحظى بتمثيلية الدول الإفريقية على مستوى مجلس الأمن، والرباط لن تدخر جهداً على المستوى القاري والدولي لتحقيق تلك المرحلة الانتقالية المرتبطة بإفريقيا”.

وقال أولاد مولود إن الدول الإفريقية تثق في المغرب لكونه يدافع بقوة وبشراسة ديبلوماسيّا عن المصالح الإفريقية”، مشددا على أن المنافسة لن تكون سهلة، خصوصا أمام جنوب إفريقيا ومصر، غير أن أحد المقعدين سيكون من نصيب المغرب، لكونه يتوفر على إرث دبلوماسي ايجابي على المستوى القاري، وأيضا على المستوى الدولي بحكم علاقاته التاريخية القوية والوطيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والاتحاد الأوروبي بمختلف دوله”.

“شرعية واقعية”

عباس الوردي، باحث في العلاقات الدولية، قال إن “إعلان الولاية المتحدة الأمريكية يمثل بداية محمودة، باعتبار أن أمريكا صارت تراهن على إفريقيا في مواجهة مجموعة من الدول التي كذلك تصارع الزمن من أجل كسب صوت وموطئ قدم على مستوى السوق الإفريقية وعلى مستوى البنية الإفريقية، وكذلك مجابهة الصعاب التي تعاني منها هذه القارة بوصفها سوقا واعدة على مستوى الأمن والسلم، وأيضا الجوانب المرتبطة بالنهضة وبالاقتصاد ومواجهة الزحف الصيني وكذلك الروسي”.

وأضاف الوردي أن “المغرب لديه علاقات جد متينة مع الدول الخمس التي تتوفر على حق الفيتو داخل مجلس الأمن ولها عضوية دائمة في هذه الهيئة الأممية. وبالتالي، فهذا الأمر سيعبد الطريق أمام المملكة المغربية سواء تعلق الأمر على مستوى الاتحاد الإفريقي اعتبارا للدور المحوري الذي تقوم به الرباط ضمن المفوضية الإفريقيةـ أو على مستوى مجلس السلم والأمن الإفريقي وغيره من اللجان التي تساهم فيها الرباط لدحض مجموعة من المزاعم المرتبطة بدعم الانفصال والإرهاب والجريمة المنظمة والعابرة للحدود”.

واستدعى الأكاديمي المغرب في هذا السياق “اللحمة الإفريقية التي تجمع على حكمة الملك محمد السادس الذي ما فتئ يذكّر بالدور المحوري الذي يجب أن تضطلع به إفريقيا على المستوى الدولي وبضرورة إنصاف هذه القارة”، موردا أن “هذا الإنصاف جاء له جواب واعد عنوانه أن الدعم الأمريكي سيكون لا مشروطاً للمملكة المغربية، باعتبار أن المغرب كان أول دولة اعترفت باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب اعتراف كذلك بلاد العم سام بمغربية الصحراء”.

وتوقع المتحدث أن “يمثل المغرب هذه القارة في مجلس الأمن كدولة إفريقية لها وزنها وقيمتها وملكها يحظى بإجماع جميع الفرقاء سواء كانوا أوروبيين أو أمريكيين أو روسيين أو صينيين، وغيرهم من الدول الممثلة في مجلس الأمن، الذي يعتبر بطبيعة الحال منصة من المنصات التي ستساهم من خلالها المملكة المغربية في تقويض الإرهاب ومطاردة الانفصال وخلق بنية متزنة على المستوى الإفريقي”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق