أكد الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية منذ اللحظة الأولى في أحداث 7 أكتوبر ثابت ولا يتغير وقوي ويقوم على محاور أساسية وعلى رأسها الدعوة الدائمة لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات للشعب الفلسطيني بالقدر الكافي خاصة ونحن مقدمون على فصل الشتاء وهناك ظروف مناخية تقتضي بأن يسارع المجتمع العربي والإسلامي والدولي بتقديم المعونات الغذائية للشعب الفلسطيني، جاء ذلك خلال لقائه مع قناة "أكسترا نيوز" على هامش مشاركته في القمة العربية الإسلامية المنعقدة في العاصمة السعودية "الرياض".
وأضاف: الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية أصيل على مدار التاريخ، ومعبر رفح ظل مفتوحًا ليلًا نهارًا لتقديم المساعدات، والدور المصري يركز على العودة للقضية الأصلية وهي إقامة الدولة الفلسطينية.
وقال جبر: "لا سلام ولا استقرار في منطقة الشرق الأوسط طالما ظلت القضية الفلسطينية بلا حل"، والتوصل لحل دائم لإقامة الدولة الفلسطينية وفتح باب الأمل للشعب الفلسطيني هو هدف استراتيجي للسياسة المصرية.
وأشار جبر إلى أن رسالة مصر كانت واضحة منذ البداية، وهي عدم السماح بتهجير الشعب الفلسطيني، وذلك منذ اللقاء الأول للرئيس عبدالفتاح السيسي في 17 أكتوبر مع المستشار الألماني، حيث كان الرأي المصري قاطعًا من أن "سيناء خط أحمر" ولن نسمح بالتهجير ولن نسمح بتصفية القضية الفلسطينية.
وأوضح رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أنه منذ ذلك التوقيت بدأ الرأي العام العالمي وزعماء الدول الكبرى في تغيير وجهة نظرهم وآرائهم المغلوطة التي كانت تحمل وجهة النظر الإسرائيلية بضرورة تهجير الفلسطينيين، وأصبح الجميع مقتنعون بأن تهجير الفلسطينيين سيؤدي إلى مزيد من المشاكل والتعقيدات،مصر تدعو دائمًا إلى عدم توسيع الصراع في المنطقة.
وأضاف أن إسرائيل تقوم حاليًا بتوسيع الصراع في جنوب لبنان وتحاول أن تخلق منطقة في شمال غزة تسمى "خطة الجنرالات " وأن تكون تحت إدارة الجيش الإسرائيلي، كذلك تحاول إسرائيل أن تقوم بنفس الأمر في جنوب لبنان، وتنفذ ضربات ضد إيران وضربات ضد الحوثيين، وإسرائيل لن تستطيع أن تستمر في هذه الحرب بلا نهاية.
وأشار إلى أن ما تقوم به إسرائيل يؤدي إلى تصاعد مشاعر الكراهية لكل ما هو إسرائيلي في جميع أنحاء العالم، ولقد شاهدنا ما حدث في هولندا وهو ما يجب أن يكون انذار مبكر لنتنياهو لأن من قام بهذا الأمر يريد أن يعبر أن استيائه مما تقوم به سلطات الاحتلال من اعتداءات متكررة.
وأوضح أننا جميعًا نشاهد الطفل الفلسطيني الصغير وهو يقف أمام الجندي الإسرائيلي المدجج بالسلاح بمنتهى التحدي والإصرار وكأنه يقول أن هذا وطني ولن أستغني عنه، وعلى مدار 75 عامًا من المذابح المستمرة فالشعب الفلسطيني لم يستسلم.
وقال إن مصر الآن تقوم بعمل مهم جدًا وهو تقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية، وهي نقطة البداية لحل المشكلة، لأن يجب على الفصائل أن يكونوا على قلب رجل واحد وأن ينبذوا الخلافات والصراعات من أجل الشعب الفلسطيني الذي تمارس ضده الانتهاكات.
وأشار إلى أنه آن الأوان أن تتفق القيادات الفلسطينية على كلمة واحدة وأن يكونوا يدًا واحدة لمساعدة مصر والمجتمع العربي والإسلامي على تبني القضية الفلسطينية، موضحًا أن هذا دورًا مصريًا استراتيجيًا ثابتًا ولا يتغير وهو موقف شريف، ومصر والرئيس عبدالفتاح السيسي يتعاملون بمنتهى الهدوء والحكمة والقوة والصبر لأن هناك الكثير يحدث خلف الكواليس يحتاج أقصى درجات التحمل والتحلي بالمسئولية القومية.
وأكد رئيس الأعلى للإعلام، أن الإعلام المصري لم يغب لحظة واحدة منذ بداية الأحداث بل لاحقها منذ البداية بوجهة نظر وطنية خالصة تعبر عن التوجهات القومية.
وأشار إلى أن أهم المتغيرات خلال القمة العربية الإسلامية الحالية هي وجود رئيس جديد في الولايات المتحدة الأمريكية لديه منطلقات وسياسات مختلفة عن الإدارات الأمريكية السابقة ويجب أن ننتبه لها، مضيفًا أنه يجب أن تخرج عن القمة رسالة موحدة وقاطعة من زعماء حتى وإن كانت لا تصل بالطموح إلى أقصاه ولكن للحد الأدنى من الاتفاق على قضايا يمكن التعامل معها.
وأوضح أن مسارات السلام طوال السنوات السابقة كانت عبارة عن حلول ومبادرات إلا أنها لم يكتب لها النجاح، ولذلك آن الأوان بأن نصل إلى مسار جديد ينطلق من أرض الواقع وأن يكون مقبولًا لدى المجتمع الدولي وأن تكون هناك آلية لتنفيذه.
وأضاف جبر أن الحد الأدنى الذي يجب الأتفاق عليه هو المناداة بوقف إطلاق النار فورًا، وهذه رغبة أمريكية وأوروبية وعربية وإسلامية ودولية، وعلينا الدفع في هذا الاتجاه، موضحًا أنه بعد أن تسكت المدافع يمكن لكل الأطراف أن تجلس وتفكر في هدوء لأنه لا يمكن التفكير والدماء الفلسطينية تنزف والأطفال والنساء والشهداء يسقطون يوميًا.
وأشار إلى أن وقف إطلاق النار أصبح ضرورة ملحة كبداية لطرق الأبواب نحو حلحلة الملفات الأخرى، مضيفًا أن نتنياهو يتعامل بجنون مع القضايا الإقليمية ويحاول إشعال المنطقة من خلال ضرب إيران والحوثيين ولبنان.
0 تعليق