الحريديم.. أزمة جديدة تعصف بإسرائيل وسط العدوان على غزة

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

السبت 14 سبتمبر 2024 | 06:15 مساءً

الحريديم ـ صورة أرشيفية

كتب : عامر عبدالرحمن

 تواجه إسرائيل أزمات داخلية متفاقمة في ظل استمرار عدوانها على قطاع غزة، ويأتي على رأس تلك الأزمات الجدل المتجدد حول تجنيد اليهود المتشددين المعروفين باسم "الحريديم"،البداية كانت في يونيو الماضي، حيث أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قرارًا بضرورة تجنيد الحريديم، وهو ما أثار خلافات واسعة داخل المجتمع الإسرائيلي، الذي بات يعاني من انقسامات عميقة حول هذه القضية.

ـ مضاعفة الجهود لضم الحريديم إلى الجيش

مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، تغيّرت أولويات جيش الاحتلال فيما يتعلق بتجنيد الحريديم، وهي فئة كانت تستفيد تاريخيًا من إعفاءات واسعة، توجيهات القيادة العليا للجيش في الآونة الأخيرة دعت إلى مضاعفة الجهود لجذب هذه الفئة إلى الخدمة العسكرية، حيث أظهر الجيش استعدادًا غير مسبوق لتخصيص موارد إضافية لتلبية احتياجاتهم الخاصة.

- مساعٍ لضم 3 آلاف من الحريديم

وفي خطوة تهدف إلى إنهاء الإعفاء التقليدي الممنوح لطلاب المدارس الدينية، يسعى جيش الاحتلال منذ عدة أشهر لضم نحو 3 آلاف شاب من الحريديم إلى صفوفه، وتأتي هذه المحاولة لتعويض الخسائر التي تكبدها الجيش الإسرائيلي على جبهات القتال، سواء في قطاع غزة أو على الجبهة الشمالية مع حزب الله.

- إجراءات صارمة ضد الرافضين للتجنيد

وفقًا للإجراءات المتبعة، يُرسل جيش الاحتلال ثلاثة إخطارات لشباب الحريديم لتحديد مواعيد تجنيدهم، وفي حال عدم الامتثال لهذه الإخطارات، يتعرض الشاب لعقوبات قانونية، قد تصل إلى منعه من السفر خارج البلاد أو حتى الاعتقال، وهو ما يشكل ضغطًا متزايدًا على هذه الفئة التي ترفض الخدمة العسكرية بشكل قاطع.

- الحريديم في إسرائيل.. نمو سكاني وتحديات مجتمعية

الحريديم يشكلون شريحة سكانية كبيرة ومتزايدة داخل إسرائيل، حيث يقدر عددهم بنحو 1.3 مليون شخص، بينهم حوالي 80 ألف رجل في سن التجنيد، ويثير هذا النمو السريع مخاوف داخل الحكومة الإسرائيلية، خاصة وأن الحريديم لا يشاركون بشكل كبير في القوى العاملة أو الجيش، ما يضع عبئًا إضافيًا على بقية فئات المجتمع الإسرائيلي.

- رفض الحريديم للثقافة الإسرائيلية العلمانية

معارضة قادة الحريديم للتجنيد العسكري لا تقتصر فقط على مخاوف تتعلق بالخدمة العسكرية نفسها، بل ترتبط أيضًا برفضهم للثقافة الإسرائيلية العلمانية التي يرون فيها تهديدًا لهويتهم التقليدية، يخشى هؤلاء القادة من أن الانخراط في الجيش سيؤدي إلى تعرض الشباب الحريدي لتأثيرات ثقافية خارجية قد تؤثر على نمط حياتهم المحافظ.

- أزمة الحريديم.. جبهة جديدة في الداخل الإسرائيلي

بينما تتفاقم الأزمات الداخلية والخارجية في إسرائيل، يبدو أن قضية الحريديم أصبحت مصدر توتر إضافي، فقد شهدت الشوارع الإسرائيلية مظاهرات حاشدة ضد التجنيد، بينما تتواصل الهزائم العسكرية في غزة، وفي الوقت نفسه، يتعرض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لانتقادات واسعة بسبب سياساته التي تزيد من انقسام المجتمع الإسرائيلي.

مع تزايد هذه الضغوط، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستؤدي أزمة الحريديم إلى تصعيد داخلي يهدد استقرار إسرائيل؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق