أكد اللواء دكتور سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، مدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق، أن دوائر الأمن القومي في أي دولة مفتاح وجهتها و بوصلتها عند إتخاذ القرارات الإستراتيجية، وتحديد السياسات المستقبلية المتعلقة بالأمن القومي لتلك الدولة.
وأشار إلى أنه مع توتر الأحداث في المنطقة يصبح لزاماً علينا دراسة ورصد ومتابعة الأحداث في المنطقة، وما لها من تأثير في الأمن القومي المصري، لافتاً إلى أن دوائر الأمن القومي المصري القريبة تتكون من خمس دوائر رئيسية تشمل " الدائرة العربية، الدائرة الأفريقية، دائرة حوض نهر النيل، دائرة البحر الأحمر،
جاي ذلك خلال الندوة التي نظمتها أسرة طلاب من أجل مصر بجامعة دمنهور "تحديات الأمن القومي المصري وحروب الجيل الرابع والخامس
وعن حروب الجيل الرابع والخامس، أكد فرج أن طبيعة الحروب حالياً تختلف عن الماضي، حيث لم تعد تقتصر على المجال العسكري وإستخدام الدبابة أو السلاح، بل أصبح يوجد ما يعرف بحروب الجيل الرابع والخامس، التي تعتمد على بث الشائعات و نشر المعلومات الكاذبة و إفقاد المواطن الثقة في قيادته ودولته؛ وتستهدف في المقام الأول الشباب، مؤكداً ضرورة التصدي لها.
وأوضح أن خطورتها و أثرها على مكتسبات ومقدرات الدول، وكذا أثرها على مفاهيم الشباب بصفتهم أهم ركائز النهوض بالدول، مؤكداً ضرورة التصدي لهؤلاء المتربصين من خلال تكاتف الجميع سواء وسائل الإعلام المختلفة، أو رجال الدين الإسلامي والمسيحي، بالإضافة إلى القوة الناعمة المتمثلة في الثقافة والدراما من مسلسلات وأفلام كأحد أدوات مواجهة حروب الجيل الرابع والخامس مع اختلاف مسمياتها أنواعها وأساليبها.
وأوضح اللواء دكتور سمير فرج، ضرورة توعية الشباب من مختلف الأعمار والمراحل التعليمية حتى لا يكونوا فريسة سهلة لأدوات حروب الجيل الرابع والخامس، مشيراً إلى أن عماد أي دولة هو العنصر البشري (الشباب) لأنهم هم قاطرة النهوض بالدول لذا لابد من زيادة وعي الشباب وثقل الملكات الشخصية لهم؛ حتي يكونوا قادرين على مواجهة كافة التحديات التي تواجه وطننا الغالي ومساندة القيادة السياسية في التصدي لكافة أنواع تلك الحروب باختلاف مسمياتها.
وإستهل الدكتور إلهامي ترابيس - رئيس جامعة دمنهور، كلمته بالترحيب باللواء دكتور سمير فرج و الحضور الكريم، معرباً عن بالغ سعادته بإستضافة قيمة فكرية وإستراتيجية كبيرة مثل اللواء دكتور سمير فرج، نظراً لما يمتلكه من أفكار ورؤى هامة و ثرية ترشد الشباب و توجههم للتحديات التي تواجه الدولة المصرية، لافتاً إلى أن التحولات المتسارعة التي تشهدها المنطقة تحتم علينا جميعاً أن نكون على دراية بأحدث التهديدات التي تواجه أمننا الوطني، وتتطلب إستراتيجيات فعالة للتعامل معها داخليا وخارجيا.
وأكد أن تلك الندوة تأتي في إطار سعي جامعتنا الحثيث لتشكيل وعي وطني عميق لمنتسبيها، لافتاً إلى أن ندوة اليوم يشارك بها الكادر الأكاديمي والإداري والطلاب؛ لأننا جميعاً نحتاج إلى توعية لمواجهة التحديات التي تواجه وطننا.
وفى ختام الندوة أهدى رئيس جامعة دمنهور ،درعاً تذكارياً للواء دكتور سمير فرج؛ تكريماً و تقديراً لمجهوداته ودوره في تقديم الدعم لجامعة دمنهور وطلابها.
شهدت الندوة حضور نواب رئيس الجامعة، وعمداء ووكلاء الكليات، و مدير إدارة التربية العسكرية بجامعة دمنهور، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة وعدد كبير من الطلاب وطلاب أسرة من أجل مصر، الذين أعربوا عن سعادتهم بالندوة و فخرهم و اعتزازهم بوطنهم، موجهين جزيل الشكر لرئيس الجامعة على إتاحة الفرصة لهم للاستماع والمشاركة في هذه الندوة القيمة من شخصية عسكرية بارزة لها تاريخ طويل ومشرف عسكريا و مدنيا، و إستفادتهم من المعلومات القيمة التي تلقوها أثناء الندوة.
جدير بالذكر أن تلك الندوة التثقيفية تأتي في إطار حرص جامعة دمنهور على المشاركة بالمشروع القومي للتنمية البشرية"بداية جديدة لبناء الإنسان"، لتحقيق التنمية المستدامة ورؤية مصر2030 انطلاقا من دور جامعة دمنهور كصرحاً للعلم والمعرفة، تحمل على عاتقها مسئولية توعية الشباب بأهمية الأمن القومي، ودور كل فرد في حماية وطنه.
وإيمانها الشديد بضرورة الاستعانة بالنماذج القومية المشرفة والتي لها الأثر الإيجابي في رفع الوعي الثقافي والحفاظ على الهوية الوطنية.
0 تعليق