توقفت رحلة مجموعة من المدربين الأجانب بشكل مبكر هذا الموسم، قبل وصول قطار الدوري الاحترافي محطة الثلث الأول، وذلك بسبب نتائجهم السلبية، في حين نجح آخرون في إنهاء المباريات العشر الأولى بنجاح، على رأسهم التونسي معين الشعباني، مدرب فريق نهضة بركان، المتربع على عرش صدارة “البطولة برو”.
كان البوسني روسمير سفيكو، المدرب السابق للرجاء الرياضي، أول المدربين الأجانب الذين ترجلوا عن صهوة البطولة الوطنية هذا الموسم، بعدما قرر المكتب المسير للفريق “الأخضر” إقالته عقب الهزيمة في الجولتين الأولى والثانية من الدوري، ليتم تعويضه بالبرتغالي ريكاردو سابينتو، الذي لم يجد البوصلة بعد نحو أول فوز مع “النسور”.
على المنوال نفسه آل مصير البولندي تشيسلاف ميشنيفيتش مع الجيش الملكي، لتتم إقالته من منصبه بعد 4 أشهر فقط من التعاقد معه، حيث قاد “الزعيم” إلى دور مجموعات دوري أبطال إفريقيا، وتركه في المركز الرابع بالدوري المغربي للمحترفين بثماني نقاط، من فوزين وتعادلين وهزيمة، ليتم تعويضه بالفرنسي هوبرت فيلود.
كما اختار الدفاع الحسني الجديدي إقالة مدربه البرتغالي جورج بيتشاو، الذي أسهم في عودة “أبناء دكالة” إلى قسم الأضواء، ليقع الاختيار على الإطار الوطني زكرياء عبوب لخلافته. وكان لممثلي الشمال نصيب من الإقالات المبكرة، إذ قرر المغرب التطواني، إنهاء مشوار مدربه الكرواتي داليبور ستارسفتش، والتعاقد مع “العارف بخبايا الدار”، الإطار الوطني عزيز العامري، صانع أمجاد “الحمامة البيضاء” في زمن ليس بالبعيد.
في المقابل، سلِم التونسي عبد الحي بنسلطان من مقصلة الإقالة كمدرب للنادي المكناسي، بعد النتائج الإيجابية الأخيرة التي حققها مع ممثل العاصمة الإسماعيلية العائد لتوه إلى القسم الأول.
وعلى النقيض من ذلك، قدم مدربون أجانب أنفسهم بقوة في بطولة هذا الموسم، بداية بالتونسي معين الشعباني، الذي بدأ يهرب في صدارة البطولة على الأندية المرشحة للتتويج، ومعه الإيطالي غوغليلمو أرينا، مدرب المغرب الفاسي، الذي جمع 18 نقطة في أول 10 مباريات، ليحتل بها وصافة الدوري خلف “البرتقالي”.
في حين يبحث الجنوب إفريقي رولاني موكوينا، مدرب الوداد الرياضي، عن إثبات الذات مع “القلعة الحمراء”، بعد التغييرات الجذرية التي عرفها الفريق هذا الموسم.
وحول حصيلة المدربين الأجانب في الدوري الاحترافي خلال الثلث الأول من البطولة، قال الإطار الوطني حسن مومن، في تصريح خص به “هسبورت”: “قبل أن نتحدث عن حصيلة أي مدرب سواء وطني أو أجنبي، يجب أن نلقي نظرة على الاستقرار في فريقه”.
وأضاف: “بالنسبة لي، على سبيل الذكر لا الحصر، موكوينا مع الوداد يحتاج وقتا أكثر، لأن الظرفية التي جاء خلالها للفريق ليست بالسهلة، التغيير الشامل الذي شهده الفريق يفرض على مسؤولي النادي منح المدرب بعض الوقت قبل تقييم مستواه بشكل عام”.
وواصل: “الاستقرار التقني والإداري في أي ناد هو الفيصل، المدرب لا يمتلك عصا سحرية، يجب أن تتوفر له الظروف، وبعد ذلك تُحسابه على عمله. لذلك، أرى أن ما يحدث لمجموعة من الأندية هو دروس للمسؤولين لاستخلاص العبر”.
وأردف مومن: “فريق نهضة بركان منح الشعباني الوقت الكافي، والآن بدأت النتائج تتضح أكثر، لذلك الاستقرار أمر مهم وأساسي في عمل أي مدرب، ونحن نرى الأندية الأوروبية كيف تتعامل مع هذا الأمر”.
واختتم: “التعاقد مع أي مدرب بغض النظر عن جنسيته يجب أن يكون وفق أسس واضحة ومتينة، والعمل على مشروع واستراتيجية على المدى القريب والمتوسط والبعيد، بعد ذلك يمكننا محاسبة المدرب”.
يشار إلى أن 6 أندية وطنية تستعين خلال الفترة الحالية بمدربين أجانب، إضافة إلى 4 رحلوا عن أنديتهم هذا الموسم، كما فرض عدد من المدربين المغاربة أنفسهم مع أنديتهم من خلال النتائج المُحققة، وكان آخر لقب للدوري من نصيب مدرب أجنيي، هو الألماني جوزيف زينباور مع “النسور الخضر” الموسم الفارط.
0 تعليق