تحتفى الدورة الـ٤٥ من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بروح السينما وتنوعها، حيث افتتح المهرجان، الذى يُعدّ أحد أعرق المهرجانات السينمائية فى المنطقة، أبوابه لاستقبال صناع السينما ومحبيها من مختلف أنحاء العالم. الأربعاء ١٣ نوفمبر ويستمر حتى ٢٢ من نفس الشهر، تتحول القاهرة إلى مركز للإبداع السينمائى، حيث تعرض الأفلام العالمية والعربية وتجتمع المواهب المخضرمة مع الطاقات الشابة لمشاركة تجاربهم.
تحديات كثيرة واجهت الدورة الـ٤٥ لمهرجان القاهرة السينمائى يتحدث عنها الفنان حسين فهمى رئيس المهرجان فى الحوار التالى:
■ كيف تجاوزتم التحديات والصعوبات التى واجهتكم كفريق عمل للمهرجان خلال الدورة الحالية، بعد تأجيلها من العام الماضى؟
- الظروف التى مرت بها المنطقة العربية خاصة المعاناة التى يعيشها الشعب الفلسطينى الذى تعرض للتدمير والقتل كانت سببا فى تأجيل الدورة الماضية، فلم يكن بالإمكان إقامة المهرجان فى ظل الحرب، والتأجيل تسبب فى تعقيدات لوجستية كبيرة بسبب الخطوات التى كانت قد تمت بالفعل لدعوة ضيوف المهرجان، مثل حجز تذاكر الطيران والفنادق. تحتم علينا إعادة ترتيب كل هذه الأمور فى فترة زمنية وجيزة، والاعتذار للجان التحكيم والتواصل مع الاتحاد الدولى لجمعيات منتجى الأفلام لشرح الموقف ولم يكن من الممكن إعادة جدولة موعد المهرجان لأن المهرجانات الدولية لا بد أن تقام فى مواعيد محددة. مع انعقاد الدورة هذا العام كان علينا أن نبدأ من جديد، ونشكل لجان تحكيم جديدة، ونختار أفلامًا جديدة، نظرًا لأن بعض الأفلام التى اخترناها قد عُرضت فى مهرجانات أخرى، كما تغيرت ظروف الكثير من أعضاء لجان التحكيم. عملنا بجد لاستعادة ثقة الجميع فى المهرجان ونجحنا فى إقناع المهرجانات الدولية الأخرى بتفهم الموقف، ونسعى لإقامة دورة جيدة جدًا هذا العام.
■ حدثنا عن دعم المهرجان للشعب الفلسطينى والشعب اللبنانى، من خلال الفعاليات والبرامج المختلفة؟
- هناك الكثير من الفعاليات لدعم الشعب الفلسطينى واللبنانى فى دورة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى هذا العام. قرار تأجيل الدورة الماضية من المهرجان كان دعمًا للقضية الفلسطينية، وكذلك قرار استئناف المهرجان الذى قررنا أن نبرز من خلاله صوت القضية الفلسطينية. يحق لنا فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى أن نتحدث عن قضايانا، وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطينى والشعب اللبنانى. لم أكن لأقرر إقامة المهرجان هذا العام لولا أننى وجدت أنه من حقنا أن نطرح قضيتنا أيضًا من خلال منصتنا الوطنية وأن نعلن من خلالها عن تضامننا وأن نجعلها فرصة لتسليط الضوء على معاناة الشعبين الفلسطينى واللبنانى، وتعبير عن تضامننا معهما.
■ ما الذى تعتبره أبرز الملامح للدورة الحالية؟
- بالتأكيد لدينا برنامج أفلام قوى ومهم جدًا. لكن ما أود التركيز عليه هو أن الدورة الحالية ستشهد تركيزًا كبيرًا على القضية الفلسطينية من خلال تسليط الضوء على السينما الفلسطينية. نحن نؤمن بأهمية إبراز هذه القضايا من خلال الفن والسينما، حيث يعكس كل فيلم قصة ومعاناة شعب. كما سيكون هناك أيضًا اهتمام خاص بقضية الشعب اللبنانى والسينما اللبنانية. نحن نسعى إلى تقديم منصة للفنانين وصناع الأفلام من فلسطين ولبنان لعرض أعمالهما، وذلك ليس فقط للاحتفاء بالفن ولكن أيضًا لإيصال رسائل قوية للعالم عن معاناة هذه الشعوب وتطلعاتها.
هذا العام، نشهد أيضًا دعمًا أكبر لصناع الأفلام من خلال زيادة عدد مشاريع الأفلام المشاركة فى برنامج ملتقى القاهرة للصناعة مقارنةً بالسنوات السابقة. كما نعيد إحياء سوق مهرجان القاهرة السينمائى الذى توقف منذ سنوات طويلة.
على جانب آخر، أعتبر أن الاهتمام الكبير بترميم تراثنا السينمائى فى هذه الدورة يشكل خطوة بالغة الأهمية فى دعم صناعة السينما وتعزيز الروابط بين الأجيال. إننى متحمس للغاية لمشروع ترميم كلاسيكيات السينما المصرية العظيمة، بالتعاون مع الشركة القابضة ومدينة الإنتاج الإعلامى. تمكنا هذا العام من ترميم عشرة أفلام.
■ هل شكلت الميزانية والظروف المالية والاقتصادية تحديًا؟
- الظروف المالية الصعبة تحد يواجه جميع المهرجانات فى العالم، مع ذلك نجحنا هذا العام فى استعادة ثقة الرعاة ومن الجهة الأخرى فإن الدولة تدعم مبادراتنا وتوفر لنا التسهيلات والإمكانيات اللازمة. يمكننى القول إن وضعنا المالى جيد جدًا هذا العام، فالميزانية مستقرة وتتيح لنا العمل بفاعلية. لدينا عدد كبير من الرعاة وغالبية الشركات المتعاونة معنا هذا العام هى شركات مصرية، مما يعكس دعم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى للصناعة المحلية. وتجدر الإشارة إلى أننا أصررنا على مقاطعة أى شركة أو جهة موجودة على قائمة المقاطعة لأننا مؤمنون بقضية الشعب الفلسطينى وهو موقفنا الثابت الذى يتجاوز أى تحديات.
0 تعليق