أنس الحجي: تغير المناخ يرتبط بالسياسة و"الديكتاتورية" (فيديو)

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

هل تغير المناخ حقيقة أم وهم؟ كثيرون يطرحون هذا السؤال دون إمكان الوصول إلى إجابة محددة، وتتباين الآراء بين قائل، إنه حقيقة تُستَعمَل سياسيًا، ومن يقول، إنه ظاهره حقيقية، ولكن الأسباب التي يقدّمها الساسة وهمية.

وفي هذا السياق، يوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن الخلاف هنا ليس على وجود التغيرات المناخية، ولكن حول أسبابه، هل هي طبيعية أم بسبب الإنسان.

وجاءت تصريحات الدكتور أنس الحجي، في حلقة سابقة من بودكاست "" target="_blank">فنجان"، الذي يقدّمه الإعلامي عبدالرحمن أبو مالح في راديو "ثمانية"، بحلقة جاءت تحت عنوان "كيف سيتخلّى العالم عن النفط.؟".

وقال الحجي، إن هناك فريقين، لكل منهما أدلّته، وكل هذه الأدلة يمكن نقضها على الطرفين، ولكن هناك إشكالات عدّة، منها أنه إذا أراد أحد الطرفين إيجاد دليل، فمن أين يبدأ التاريخ، هل من عام 2000 أم من عام 1920، والخلافات والانتقادات هنا أن البيانات تبدأ من موعد معين وتتجاهل التاريخ.

الخلافات بشأن تغير المناخ

أوضح الدكتور أنس الحجي، أن موقف منصة الطاقة، وسياستها في التعامل مع أزمة تغير المناخ، هو عدم دخولها في هذا الخلاف، لأنه من النادر أن تجد أشخاصًا يغيرون مواقفهم في هذا الصدد.

وأضاف: "لن تجد كثيرين قادرين على تغيير مواقفهم، وبعضهم بدّلوا مواقفهم، ومنهم اثنان أو 3 مشاهير عالميًا، وألّفوا مجموعة بينهم، وهؤلاء كانوا من دعاة المناخ، ولكنهم وجدوا كثيرًا من التلاعب".

تغير المناخ

وفسّر الدكتور أنس الحجي سبب تغيير هؤلاء مواقفهم، بأنهم وجدوا أن المال يدخل في الموضوع، وكلما اقتحم المال الأمر، حاول أشخاص لا علاقة لهم بتغير المناخ الاستفادة من الأمر، وبناءً على ذلك، أصبحت هناك جماعات ضغط "لوبيات" ضخمة.

وتابع: "نتيجة هذه اللوبيات أصبحت مشكلتنا مع تغير المناخ -التي ما زالت موجودة حتى الآن، رغم أنها أخفّ من ذي قبل- أن أساتذة جامعات قالوا، إنه ظاهرة طبيعية، طُرِدوا من عملهم، ولم تُنشر بحوثهم، كما حُرِموا من موقع (تويتر) قبل أن يشتريه إيلون ماسك".

وأردف: "بعضهم كان لديه 300 أو 400 ألف متابع في موقع تويتر، وطُرِدوا منه، والسبب أنهم يتحدثون عن تغير المناخ، كما لو كانوا معادين للسامية، فلم يحاول أحد أن يناقشهم ليوضح الخطأ لديهم أو يفضحهم، وإنما مُنِعوا بشكل مباشر".

شعار منصة
شعار منصة "إكس" (تويتر سابقًا)

ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن المشكلة هنا هي الديكتاتورية الشديدة التي تأتي من اليسار، الذي يدّعي الليبرالية وحرية الرأي، وهو نفسه يمارس الديكتاتورية بشكل كبير، مضيفًا: "إذا كنتم تعدّون أنفسكم ليبراليين، فدعوهم يتحدثون، وإذا كانوا على خطأ اكشفوهم، أمّا الطرد من العمل ومنع بحوثهم وحرمانهم من وسائل التواصل، فهذه ديكتاتورية".

وأشار إلى أن المشكلة الآن لا تكمن في كون تغير المناخ طبيعيًا أم من فعل البشر، ولكن المشكلة أن هناك كبتًا للحرّيات بشكل كبير بسبب هذه التغيرات المناخية، ومن هنا جاءت الأفكار أنه يُستعمل للسيطرة، وليس لأيّ أمر آخر.

التصنيف على أساس "مناخي"

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن هناك أدلة كثيرة على أن الدول الأوروبية بدأت تصنّف الدول على أسس مختلفة، فقديمًا كان التصنيف على أساس حقوق الإنسان وحقوق المرأة وختان المرأة في أفريقيا وأمور أخرى.

وأضاف: "لاحقًا، بدأ التصنيف على أساس موضوع الإرهاب، الذي كان يؤثّر في الاستثمارات الدولية وحركة التجارة العالمية، إذ إن الدول عند تصنيفها إرهابية تُمنَع الاستثمارات عنها، وتتغير اتجاهات التجارة العالمية، سواء التصدير أو الاستيراد، ومن ثم تتمّ السيطرة عليها".

وأوضح أنه مع الزمن تطوَّر الأمر، وبدلًا من التصنيف على أساس الإرهاب أو حقوق الإنسان، أصبح التصنيف على أساس الموقف من تغير المناخ ومحاربته، ومن ثم تُحَدَّد الاستثمارات واتجاهات التجارة الدولية على هذا الأساس.

ولفت إلى أن أحد أبرز الأمثلة على التصنيف على أساس مناخي، هو رفض استكمال مصانع شركة "جنرال موتورز" (GM) الأميركية في المكسيك، وذلك لأن الحكومة المكسيكية لم تتعاون في مجال المناخ.

أحد مقار شركة جنرال موتورز الأميركية
أحد مقارّ شركة جنرال موتورز الأميركية - الصورة من موقعها الإلكتروني

وبحسب الدكتور أنس الحجي، فإن التصنيفات كلها حاليًا قد بدأت في موضوع تغير المناخ، لأنه عالمي، ويمكن استعماله مع أيّ دولة في العالم بهدف السيطرة عليها، بينما موضوعات الإرهاب وختان المرأة وحقوق الإنسان محدودة.

وتابع: "كثير من مشتري سيارات تيسلا الكهربائية في أميركا، لم يشتروها بسبب تغير المناخ أو البيئة، ولكنهم اشتروها لأنها من "تيسلا"، والأدلة واضحة على ذلك، وكل الاستبانات التي أُجريت تشير إلى أن من اشتروها إمّا لأن زملاءهم يمتلكونها، أو لأنها جيدة وأعجبتهم، وليس لأسباب مناخية".

وهناك، وفق الحجي، جماعة ضغط عملاقة، واستثمارات وإعانات حكومية ضخمة، فيأتي المستثمرون ويستفيدون منها، -وهذا يحدث أيضًا في منصة "إكس" (تويتر سابقًا)- أن تجد شخصًا يردّ بشكل عنيف جدًا، ويكون رئيس شركة، وهو أمر لا يليق، ولكن يتضح أنه مستثمر في الطاقة الشمسية، والتغريدات والنقاش تهدد استثماراته.

وأردف: "خلاصة الموضوع، أن الخلاف بشأن تغير المناخ، يدور في الأصل حول أسبابه، وهل هو من صنع الإنسان أم لا، ولكن هناك تمويلات ضخمة غيّرت مسار النقاشات، وأصبح الموضوع مرتبطًا بالسياسة والمال والتمويل أكثر مما هو علمي، ومن ثم تحوّل الأمر إلى ديكتاتورية مطلقة".

تغير المناخ

وضرب الدكتور أنس الحجي مثالًا أخر بديكتاتورية الخلاف حول المناخ، قائلًا، إن صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية لديها سياسة منذ عام 2018 للتركيز على تغير المناخ وتجاهل الآخرين، فيأتي مدير وكالة الطاقة الدولية ويكتب مقالاته بحرّية هناك، وعندما يريد أمين عام أوبك نشر مقال للردّ، يرفضون، على أساس أنه قادم من دولة نفطية ويمثّلها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق