«مخاوف أمريكية» من حرب برية وشيكة بين إسرائيل وحزب الله

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام
3

شهدت الأيام القليلة الماضية تصاعدًا ملحوظًا في التوترات بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان، مما أثار مخاوف واسعة النطاق من احتمال اندلاع حرب برية شاملة.

وتشير التقارير إلى أن سلسلة الانفجارات القاتلة التي وقعت نتيجة تفجير أجهزة إلكترونية، مثل البيجرات وأجهزة الاتصالات المحمولة التي يستخدمها عناصر حزب الله، قد زادت من قلق وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) من احتمالية تحول هذه الهجمات إلى مواجهة برية شاملة.

تصاعد القلق الأمريكي

شهدت وزارة الدفاع الأمريكية خلال الأسبوع الحالي تزايد القلق من احتمال اندلاع حرب برية بين إسرائيل وحزب الله، حسب ما نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، الخميس 19 سبتمبر 2024.

لذلك حذر وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، من أن التصعيد الأخير قد يؤدي إلى حرب شاملة في جنوب لبنان، خاصة بعد تفجير مئات الأجهزة الإلكترونية التي استخدمها عناصر حزب الله.

التحركات الإسرائيلية

حركت إسرائيل مؤخرًا فرقة من القوات الخاصة والمظليين نحو الحدود الشمالية بعد انتهاء عملياتهم في قطاع غزة، هذه الفرقة تضم آلاف الجنود، مما يعزز التكهنات بشأن نية إسرائيل تنفيذ هجوم بري في لبنان، كما صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، بأن بلاده في مرحلة جديدة من المواجهة مع حزب الله.

في ظل هذه التحركات، أعلن جالانت أن إسرائيل دخلت مرحلة جديدة في المواجهة مع حزب الله، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه المرحلة هو ضمان عودة سكان المناطق الشمالية في إسرائيل إلى منازلهم بأمان، مضيفًا أن “الوضع الأمني يجب أن يتغير لتحقيق هذا الهدف”، في إشارة واضحة إلى احتمالية تصعيد عسكري قادم.

الاستعدادات الأمريكية

رغم القلق المتزايد، لم تلحظ الولايات المتحدة بعد أي مؤشرات على استعداد فوري للهجوم، مثل استدعاء الاحتياط، ومع ذلك، فإن المسؤولين الأمريكيين حذروا من أن إسرائيل قد تقرر تنفيذ عملية عسكرية أصغر في وقت أقرب، دون الحاجة إلى القيام بتحركات عسكرية كبيرة أخرى.

ونتيجة التحركات العسكرية الإسرائيلية، تسعى الولايات المتحدة إلى تفادي التصعيد عبر الجهود الدبلوماسية، وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، ضرورة استغلال الدبلوماسية لحل الأزمة، وفي هذا السياق، أجرى المبعوث الأمريكي الخاص، آموس هوشستين، لقاءات مع القيادة الإسرائيلية لإقناعهم بعدم اللجوء إلى العمل العسكري.

تحذيرات من تفاقم الأزمة

رغم الجهود الدبلوماسية، أبدت مصادر أمنية في الشرق الأوسط تخوفها من أن المنطقة تتجه نحو الفوضى، ويتزامن ذلك مع تعزيز الولايات المتحدة لقواتها في المنطقة، بما في ذلك نشر حاملات طائرات وسفن هجومية وطائرات مقاتلة لحماية قواتها على الأرض.

ورغم هذه التصريحات، تشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة قد استعدت لاحتمالات تصعيد القتال، بما في ذلك احتمالية الحاجة إلى إجلاء المواطنين الأمريكيين من لبنان، وتشير تقديرات وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن هناك حوالي 86 ألف أمريكي يعيشون في لبنان، معظمهم في جنوب البلاد الذي يشهد حاليًا تصعيدًا في الأعمال العدائية.

وتضمنت الخطط الأمريكية لإجلاء المواطنين استخدام السفن المدنية لنقلهم عبر البحر الأبيض المتوسط إلى قبرص، وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية القبرصية أن التنسيق لا يزال جاريًا تحسبًا لكافة الاحتمالات.

خطر تصاعد الصراع

تشير العديد من التقارير إلى أن التصعيد العسكري الحالي بين إسرائيل وحزب الله قد بدأ منذ أغسطس الماضي، عندما قتلت إسرائيل قائد رفيع في حزب الله في بيروت وقائد في حركة حماس في طهران، ورد حزب الله بإطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، وهو ما استدعى ردًا إسرائيليًا بقصف أهداف في لبنان، ورغم محدودية الأضرار التي نجمت عن تلك المواجهات، فإن الخوف من تصعيد أكبر لا يزال قائمًا.

يمتلك حزب الله ترسانة ضخمة تشمل أكثر من 150 ألف صاروخ قادر على الوصول إلى أي مدينة في إسرائيل، بالإضافة إلى 30 ألف مقاتل يتمتعون بخبرة قتالية واسعة، ويعتقد العديد من المراقبين أن أي مواجهة مباشرة بين حزب الله وإسرائيل قد تكون لها عواقب وخيمة على كلا الجانبين.

تداعيات خطيرة

كانت قد أسفرت الانفجارات في لبنان يوم 17 سبتمبر 2024 عن مقتل ما لا يقل عن 32 شخصًا وإصابة الآلاف، بينهم مقاتلون من حزب الله ومدنيون، وبعد هذه الهجمات، تعهد حزب الله بالرد على إسرائيل، مما يضع المنطقة أمام احتمال التصعيد العسكري الخطير.

ووفق الصحيفة الأمريكية، فإن التصعيد الأخير في التوترات بين إسرائيل وحزب الله يثير مخاوف جدية من اندلاع حرب شاملة في جنوب لبنان، وهو ما قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة ليس فقط على المنطقة، ولكن على المجتمع الدولي بأسره.

اقرأ أيضًا

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق