موسوعة تفكيك خطاب التطرف تكشف جزأين جديدين لصيانة الدين ودفع "المؤامرات"

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

جزآن جديدان من “موسوعة تفكيك خطاب التطرف” أعلنت صدورَهما الرابطة المحمدية للعلماء ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، الجمعة، بمقرّ الأخيرة بالعاصمة الرباط؛ بعدما صدر الجزء الأول سنة 2021، قاصدا تمنيع الجمهور بمختلف فئاته بدول المنطقة ذات الأغلبية المسلمة، بكشف الوجه الحقيقي لمفاهيم شائعة يستغلها البعض بشكل منحرف لنشر العنف والكراهية والفرقة والفوضى.

الجزآن الجديدان من الموسوعة الدليلِ، التي من المرتقب أن يتوالى صدور أجزائها في المقبلِ من السنوات، قال في جلسة تقديمهما أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، إن “تغيير هندسة المُرَكّبات الكيميائية يحوّل المحلولَ (المفيد) سُمّا؛ لذلك كان لا بد من الاشتغال لتوضيح السردية الأصيلة للدين، والمقاصد التي اشتغلت عليها أجيال من علماء الأمة لقرون، حتى صارت واضحة”.

وأضاف عبادي: “أغلب الأضرار التي وقعت على البشرية إنما هي ناجمة عن قفُوّ المرء ما ليس له علم به؛ وهو ما ورد بشأنه تحريم في القرآن الكريم (…) ولم يتصل بالنهي ما يصرفه إلى حيز الكراهة، أي إنه لا يجوز للإنسان أن يقفو ما ليس له به علم في مختلف المجالات؛ مثل مجال الطب، حيث كان من السائد تطاول أناس ليست لهم علوم الطب ويزعمون وراثتها فيُسيئون أكثر مما يصلحون، وكذلك الصيدلة بإعطاء عقاقير تضر أكثر مما تنفع”.

وتابع المتحدث شارحا: “العلم وحده هو الذي يمكن من إزالة الدعاوى من دوائر التأثير، وعرض الأمور على ما هي عليه. وبشرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأن العلم يرثه عدول ينزعون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين؛ وهذا ما يمكن من وضع الأمور في مواضعها. ومن أكبر الفتن تحريف الكلم عن مواضعه”.

كما تحدث الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء عن المقصد الأكبر الذي هو الإسعاد، “الذي يُذهَل عنه لتحريف الكلم عن مواضعه، وتناول النصوص من غير هدى وصورة كلية؛ فتكون النتيجة أضربا من الإبادات باسم الدين، واختطاف كلمات الله عزّ وجلّ في مسارات تزج بالناس في المحارق، وتزج بشعوبهم والعالم أجمع في المحارق؛ لأن الكلمة لم تكن للعلم، كما أورثه الله للإنسان”.

ووضّح عبادي أن الشراكة بين رابطة العلماء بالمغرب ومؤسسة “الإيسيسكو” تأتي تأدية للمؤسّستين مهامّهما بامتياز؛ بـ”إظهار الصورة الكلية للدين وتقاسمها مع دول العالم الإسلامي، لنتملك حقيبة عُدة تمكننا لا فقط من الوقاية من خطاب التطرف والإرهاب، بل من التمنيع الذي يكون عبر بناء القدرات الداخلية؛ علما أن المجتمعات التي نتكلم عنها ليس فيها تجلي الأوحدية، ولها كيانات متعددة، تأخذها بعين الاعتبار الموسوعة، وتستحضر وسائل التواصل معها، مثل التعليب لتمنيع الأطفال”.

وختم المتحدث ذاته: “هذه موسوعة ترنو إلى أن تفوق الخمسة عشر جزءا؛ في عمل متّئد، يريد أن تدخل هذه الجهود إلى مجال العلم، ببناء مستدام، يشبه الحلقات المتماسكة لسلسلة واحدة. ونتمنى من المواقع المؤسساتية والدبلوماسية تضافر الجهود (…) ليكون الاستقرار محميا، محافظا عليها، محتفظا به، بل ومنمى”.

سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، استشهد من جهته بالحديث النبوي: “من أصبح آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها”، ليردف: “لا باعث على نماء الشعوب مثل الاستقرار”.

وزاد المالك: “الاستقرار أمل الناس ومطمحهم (…) والشرط الحتم اللازم لكل مجتمع ينشد الحياة المكتملة، ليخصص الوقت للبناء والاستشكاف والاختراع، والتفنن في الرياضات والإبداع، والاحتفاء بمكارم الأخلاق وحب التحدي والتطلع للآتي في غد الكون”.

وواصل المتحدث: “الاستقرار يستوجب حمد الله، لأن ما تمر به البشرية صادم؛ مجتمع عالمي بفعل التقدم، لكن القلق أن السَّمت المكتنف يشبه عصور الجاهلية في الظلام، مع انحدار في الخلاف، والعنف…”؛ كما نبه إلى “تعاظم التحدي، لمجابهة لجوائح الإرهاب المتخفي، باستهداف منابعه استهدافا علميا”، وهو ما كانت نتيجته “موسوعة تفكيك خطاب التطرف”.

ووصف المدير العام للإيسيسكو هذه الوسيلة بكونها “خير معين على إنقاذ ناشئتنا وشبابنا وبلادنا”، من التطرف الذي صار “ظاهرة عالمية تنفق فيها الأموال، وتحاك بها المؤامرات التي تستهدف بلادنا (…) وفلسطين شاهدة على عالمية التآمر”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق