الاستعداد للبرد القارس يرفع الإقبال على المدفئات في "موسم الخطوبة" بإملشيل

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

في قلب الجبال، حيث تبدأ درجات الحرارة الانخفاض بشكل ملحوظ مع اقتراب فصل الشتاء، تشهد منطقة إملشيل الكبرى إقبالا كثيفا على اقتناء المدفئات التقليدية خلال موسم الخطوبة المقام ما بين 19 و21 شتنبر الجاري بمركز بوزمو.

هذا الحدث الثقافي السنوي، الذي يجمع بين عقد القران بين شركاء الحياة والتجارة المحلية، يتحول في هذه الفترة إلى سوق رئيسي للتدفئة، حيث يسعى السكان إلى تجهيز منازلهم لمواجهة البرد القارس، من خلال اقتناء المدفئات التقليدية والحطب.

والمدفئات التقليدية، التي تعتمد بشكل أساسي على الحطب، ليست مجرد أداة للتدفئة، بل هي جزء من الثقافة الراسخة لسكان هذه المناطق، إذ يتجه كثيرون منهم إلى شرائها، معتمدين على الحطب، ليس فقط لتوفير الدفء، بل أيضا للحفاظ على تقاليدهم وعاداتهم التي تربطهم بالأرض والتاريخ.

في هذا السياق لوحظ تحول في أولويات السكان خلال هذا “الموسم”، إذ أصبح كثيرون يفضلون شراء المدفئات والحطب على المواد الغذائية، معتبرين أن الدفء هو الأساس في حماية أسرهم من البرد القارس، وهو تحول يعكس الوعي المتنامي بأهمية التدفئة في مناطق تعاني من درجات حرارة تنخفض إلى ما دون الصفر، ما يجعل من الدفء مسألة حياة أو موت.

المدفئات التقليدية، بتصاميمها الفريدة وكفاءتها في الاحتفاظ بالحرارة، تلعب دورا حيويا في هذه المناطق؛ وتشير الملاحظات الميدانية إلى أنها ليست مجرد وسيلة للتدفئة، بل جزء من الهوية الثقافية، إذ تجتمع العائلات حولها لتبادل الحكايات والأحاديث، ما يعزز من روابط الأسرة والمجتمع.

أحمد ابرام، أحد سكان إملشيل، قال في تصريح لهسبريس: “المدفأة التقليدية أكثر من مجرد أداة تدفئة، فهي رمز للتجمع العائلي والدفء الاجتماعي”، مضيفا: “في الليالي الباردة نجتمع حولها لنشعر بالأمان والدفء معا”، وزاد: “شراء المدفأة هو استثمار في صحة العائلة واستمرارية لتقاليدنا العريقة”.

من جهته قال عبد الرحمان، تاجر محلي للمدفئات في موسم الخطوبة: “لقد لاحظنا زيادة كبيرة في الطلب على المدفئات هذا العام. الناس يدركون أن الاستعداد لفصل الشتاء أمر حيوي، وهم يفضلون شراء مدفأة تقليدية لأنها توفر دفئا مستداما وتحافظ على الطقوس العائلية”.

وفي هذا السياق تورد عائشة، ربة منزل من إملشيل: “المدفأة هي قلب المنزل في الشتاء، نحن نحتفظ بها كتراث يتوارثه الأبناء، ليس فقط للتدفئة، بل للحفاظ على ذكرياتنا وتقاليدنا التي تركها الآباء والأجداد”، مضيفة: “لا يمكن زيارة منزل بدائرة إملشيل دون أن ترى مدفأة حطب”.

ومن الناحية الاقتصادية يرى عبد الصمد أيت علي أن “هذا الإقبال على شراء المدفئات يعكس تحسنا في الوضع الاقتصادي للعديد من العائلات، إذ أصبحت قادرة على تخصيص ميزانية خاصة للتدفئة، كما أن هذا النشاط يحفز الاقتصاد المحلي من خلال دعم صناعة الحطب والمدفئات”.

وأضاف المتحدث ذاته: “يمكن القول إن موسم الخطوبة في إملشيل ليس مجرد مناسبة لعقد القران، بل هو أيضا فرصة لتجديد الروابط الثقافية والاجتماعية من خلال تقليد التدفئة التقليدية، فهذه المدفئات، بتصاميمها البسيطة وفعاليتها، تظل شاهدة على تاريخ وحياة سكان هذه المناطق الجبلية، محافظة على دفء الأجساد والقلوب على حد سواء”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق