بعد ضربات «البيجر» و«اللاسلكي».. كيف يتواصل عناصر حزب الله؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام
4

تعرّضت أجهزة “البيجر” و”اللاسلكي” التي يستخدمها “حزب الله” لضربة قوية يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين بعد أن طالتها سلسلة من التفجيرات.

التفجيرات أسفرت عن مقتل بعض العناصر، وإصابة آلاف بينهم 200 بحالة حرجة، هذا الهجوم ألقى الضوء على طرق الاتصال التي يعتمد عليها الحزب، فكيف يتواصل قادة وعناصر الحزب بعد هذه التفجيرات؟ وكيف ستعالج التنظيم اللبناني المسلح هذا القصور؟

متى تأسست الشبكة؟

تأسست شبكة الاتصالات الخاصة بـ”حزب الله” في أوائل التسعينيات كرد فعل على التحديات الأمنية التي يواجهها التنظيم، سواء من إسرائيل أو خصومه الداخليين.

لم تكن الشبكة مجرد أداة تواصل، بل جزءًا لا يتجزأ من منظومته الدفاعية والأمنية. واعتمد الحزب على شبكة اتصالات منفصلة تمامًا عن الشبكة اللبنانية الرسمية، ما مكنه من الحفاظ على سرية اتصالاته وحمايتها من الرقابة الحكومية أو أي اختراقات خارجية، وفق وسائل إعلام لبنانية.

تواصل آمن

الشبكة التي بدأ العمل عليها في أوائل التسعينيات تعتمد على بنية تحتية سلكية تتركز تحت الأرض في المناطق الرئيسية التي ينتشر بها الحزب، مثل الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت لكنها لا تقتصر عليها.

وفي هذه المناطق، تم مد كابلات سلكية تحت الأرض لتوفير تواصل آمن ومشفّر بين القيادات العسكرية، ولا تقتصر الشبكة على مناطق تمركز الحزب، بل لدى الحزب شبكة اتصال أيضًا في الشمال وجبل لبنان.

أهمية حيوية

على مدار السنوات، وخاصة بعد حرب 2006، تعرضت شبكة الاتصالات لأضرار كبيرة جراء القصف الإسرائيلي، إلا أن “حزب الله” بادر بسرعة إلى إعادة ترميمها وتطويرها بمساعدة تقنية إيرانية.

هذه الشبكة تعتبر من العوامل الحاسمة في نجاح العمليات العسكرية للحزب، وفق تصريحات الأمين العام حسن نصر الله، الذي أكد في أكثر من مناسبة أن الشبكة السلكية كانت سببًا مباشرًا في قدرة الحزب على التواصل المستمر خلال الحرب.

حزب الله متمسك بالشبكة

في تقرير صادر عن الحكومة اللبنانية في مايو 2008، تم الكشف عن أن شبكة الاتصالات الخاصة بـ”حزب الله” قادرة على استيعاب ما يصل إلى 100 ألف خط، مع إمكانية ربطها بشبكة الهاتف العمومية في لبنان.

رغم محاولات الحكومة اللبنانية في 2008 للحد من نفوذ هذه الشبكة، واعتبارها انتهاكًا للسيادة، إلا أن الحزب دافع عنها باعتبارها “سلاحًا أساسيًا” في منظومته الأمنية.

الشبكة لا تقتصر فقط على تأمين تواصل داخلي، بل تعمل أيضًا على التشويش على الأجهزة الإسرائيلية، مما يزيد من تعقيد أي محاولات لتعقب نشاطات الحزب.

كيف سيتعاطى الحزب مع الاختراقات؟

بعد ضربات “البيجر” و “اللاسلكي” من المتوقع أن يعمل “حزب الله” على تعزيز تقنيات التشفير الخاصة به وزيادة تعقيدها، بهدف حماية نظام اتصالاته من التجسس والاختراقات. وقد يشمل هذا التحسين تطوير الخوارزميات المستخدمة في التشفير ورفع مستوى حماية الأجهزة، إلى جانب التخلي التدريجي عن الوسائل القديمة مثل أجهزة “البيجر” التي ثبت سهولة استهدافها، والانتقال إلى أجهزة أكثر أمانًا.

وقد يزيد الحزب من اعتماده على وسائل الاتصال غير الإلكترونية، مثل استخدام المراسلين الشخصيين لنقل الرسائل بين القادة والمراكز يدويًا، وهو ما يضمن أعلى درجات السرية بعيدًا عن الأنظمة القابلة للاختراق. ومن المرجح أن يكثف الحزب تدريب عناصره على كيفية التعامل مع الاختراقات الأمنية، ورفع مستوى الوعي حول أمن المعلومات للحد من الأضرار في حال وقوع أي اختراق مستقبلي.

اقرأ أيضًا

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق