اليوم تُحيي الكنيسة ذكرى استشهاد القديسة أنستاسيا الصغيرة (26 كيهك) في 4 يناير 2025، ففي مثل هذا اليوم من عام 304 ميلادي استُشهدت القديسة أنستاسيا الصغيرة، والتي يُطلق عليها الغرب لقب القديسة انستاسيا الصغيرة للتمييز بينها وبين الشهيدة أنستاسيا الأخرى التي يُحتفل بذكرى استشهادها في 28 أكتوبر. وُلدت القديسة أنستاسيا في مدينة روما حوالي العام 275 ميلادي، وكان والدها بريتاسطاتوس رجلاً نبيلًا ووثنيًا، بينما كانت والدتها فلافيا امرأة تقية ومسيحية اهتمّت بتربية ابنتها على المبادئ الإنجيلية.

معلومات عن القديسة انستاسيا الصغيرة

بعد وفاة والدتها، تكفل الكاهن الروماني خريسغونوس برعايتها روحيًا في السر دون علم والدها. أجبرها والدها لاحقًا على الزواج من شاب وثني يُدعى بوبليوس، كان شريف النسب ولكنه فاسد الأخلاق. شكّل هذا الزواج مصدر ألم كبير لأنستاسيا، فوجدت العزاء الوحيد في الصلاة المستمرة لتنال القوة والنعمة من الله لمجابهة هذه المحنة.

عندما اشتعلت نيران الاضطهاد الذي أشعله دقلديانوس، كرّست أنستاسيا اهتمامها لخدمة المعترفين الذين سُجنوا بسبب إيمانهم، وكان من ضمنهم مرشدها الروحي خريسغونوس. اكتشف زوجها ما كانت تقوم به، واعتبر الأمر مصدر خزي كبير يلحق بكرامة العائلتين، عائلته وعائلة والدها. حاول إقناعها بالعدول عن إيمانها والتوقف عن مساعدة المعترفين، لكنه لم ينجح في ذلك. نتيجة لذلك، منعها بوبليوس من مغادرة المنزل، إلا أنها تمكنت من إرسال رسالة إلى مرشدها الروحي في السجن، تطلب فيها صلاته من أجلها. رد عليها برسالة يعزز من صمودها، مشجعًا إياها على احتمال الضيق بصبر، وموضحًا أن الألم من أجل الرب يُعدّ علامة مميزة للمختارين.

استشهاد القديسة انستاسيا الصغيرة

عندما بلغ خبرها إلى الحاكم فلورس، استدعاها ليسألها عن دينها، فأعلنت بوضوح أنها مسيحية. تحدث معها مطولاً وحاول إقناعها بالعدول عن إيمانها، عارضاً عليها هدايا سخية ومكاسب كبيرة. لكنها بقيت ثابتة على موقفها، مما دفعه إلى معاقبتها بطرق عديدة وقاسية. وفي نهاية المطاف، أصدر أمره بإغراقها في البحر، لكنها خرجت منه بأعجوبة، سالمة بفضل عناية الله. وعندما علم الحاكم بما حدث، أمر بربطها بين أربعة أوتاد وضربها ضرباً مبرحاً، قبل أن تُلقى في حفرة مليئة بالنار. نفذوا الأوامر كما طلب، حتى فارقت الحياة وسلمت روحها الطاهرة، وفازت القديسة انستاسيا الصغيرة بإكليل الشهادة.