في عمليتين أمنيتين منفصلتين، تمكنت عناصر الشرطة بكل من مراكش وبني ملال، مساء يوم الاثنين 17 مارس الجاري، من توقيف ثلاثة أشخاص يشتبه في تورطهم في ترويج مواد صيدلانية مهربة قد تشكل خطرًا على الصحة العامة للمواطنين.
ففي مدينة مراكش، نجحت العناصر الأمنية في توقيف سيدة تبلغ من العمر 42 سنة، وذلك على خلفية الاشتباه في تورطها في بيع أدوية عبر الإنترنت، بدعوى استخدامها في تسهيل عمليات الإجهاض. وقد أسفرت عملية التفتيش المنجزة في هذه القضية عن ضبط 158 قرصًا طبيًا مهربًا بحوزتها، بالإضافة إلى مبلغ مالي يشتبه في كونه من عائدات هذا النشاط الإجرامي.
أما في مدينة بني ملال، فقد أوقفت الشرطة شخصين يُعتقد أنهما كانا يستغلان شبكات التواصل الاجتماعي لترويج أدوية تُستخدم كمهيجات جنسية. وأسفرت عملية التفتيش عن حجز 2903 وحدة من المواد الصيدلانية المهربة، التي كانت معدّة للبيع بطرق غير مشروعة.
وقد تم وضع المشتبه فيهم رهن إشارة البحث القضائي، الذي يجري تحت إشراف النيابات العامة المختصة، وذلك بهدف تحديد جميع الملابسات المرتبطة بهذه القضايا، فضلاً عن الكشف عن مختلف الأفعال الإجرامية المنسوبة للمعنيين بالأمر
حدد الطاقم الطبي للجيش الملكي لكرة القدم مدة غياب الطيب بوخريص في أسبوع واحد، بعد إصابته على مستوى الرأس في المباراة ضد المغرب الفاسي يوم الجمعة الماضي لحساب منافسات الدورة 25 من البطولة الاحترافية.
واضطر الجيش الملكي لنقل بوخريص إلى المستشفى، حيث أثبتت الفحوصات التي خضع لها إصابته بارتجاج بسيط في الرأس، لذلك ارتأى الطاقم منحه قسطا من الراحة، لتفادي تفاقم إصابته.
وقضى بوخريص ليلة الجمعة بالمستشفى كإجراء إحترازي، تفاديا لأي مضاعفات قد يتعرض لها.
وكان بوخريص قد تعرض للإصابة في الأنفاس الأخيرة من المباراة التي انتهت لصالح العساكر بثلاثة أهداف لواحد.
نظم مختبر السرد والأشكال الثقافية، بشراكة مع جمعية انطلاقة بأزيلال، والمديرية الجهوية للثقافة ببني ملال، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية فيكتور سيغالين (VICTOR SEGALEN)، وجمعية (DV Photographie) بمارسيليا، النسخةَ الثانية للمهرجان الدولي "الجسد والثقافة في حركة"، وذلك يومي الخميس والجمعة 27 و28 فبراير 2025.
وحاول هذا الحدث العلمي، من خلال برنامج ثقافي شمل الندوات الفكرية والعروض الفنية للرقص والمسرح والغناء والتصوير الفوتوغرافي والورشات والفعاليات الرياضية، مقاربة الجسد في أبعاده المختلفة، وذلك بمشاركة شخصيات أكاديمية وثقافية بارزة، تضم أساتذة وباحثين مغاربة ووافدين من العالم، وأساسا من فرنسا وكولومبيا، كما عرف حضور عدد من الأساتذة الجامعيين والطلبة وجمهور واسع من المثقفين المهتمين.

في اليوم الأول، عرفت الجلسة الافتتاحية التي ترأسها الشرقي قرقابة، مؤسس ومنسق/ مدير المهرجان، بدار الثقافة، ببني ملال، كلمات كل من دانيال فاريلا (DANIEL Varela)، ممثل السفارة الكولومبية بالمغرب، ومحمد بالأشهب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، ومنال دغوغي، ممثلة المديرية الجهوية للثقافة ببني ملال، وعبد الرحمان غانمي، مدير مختبر السرد والأشكال الثقافية: الأدب واللغة والمجتمع، وقد تناولت هذه الكلمات السياق العلمي والحاجة الثقافية لهذا المهرجان ولفكرته التي تتأسس على قدرة الثقافة على احتواء الاختلاف، وعلى الانفتاح والتقاسم والمشاركة، باعتبار أن محورية الفعل الثقافي تنطوي على الحوار الحضاري وأنساق الحياة المتعددة، ومن ثمة فإن هذا الحدث العلمي يمد جسور التواصل والحوار، وهو ما يتجلى في انتساب المشاركين إلى جغرافيات مختلفة، وحقول معرفية وفنية متعددة، مما يتيح طرح قضاياه من مواقع وزوايا متباينة، تتيحها تحولات وحركية الثقافة والجسد معا.

ثم توالت مداخلات المشاركين بمقاربات مختلفة لمحور المهرجان، تناول فيها رودريك فان بيتيغم (RODRIGUE Van Peteghem)، ممثل جمعية (DV Photographie)، موضوع "الثقافة والتصوير في حركة" تطرق فيه لتحولات الفوتوغرافيا في علاقتها بالثقافة وقضاياها، وانخراطها في نقل وطرح التعددية الثقافية، مقدما مجموعة من النماذج، فيما قدمت كارين غالمي، مصممة رقصات، مداخلتها حول "الجسد وتصميم الرقصات والكاليغرافيا" مثيرة سؤال علاقة الجسد باللغة، من خلال الحركة داخل الفضاء، والعلاقة مع الآخر، كما تناولت سيلين بولي (CELINE Poulet)، مصورة ومصممة رقصات، "ماتير: من المرأة إلى الأم" متحدثة عن تحولات الأنثى وما يقتضيه ذلك من التفكير في الذات، وفهم الانفعالات من أجل تواصل ناجع مع الجسد، وهو ما تشتغل عليه عبر مداخل مغايرة تشمل الفوتوغرافيا والرقص والكاليغرافيا.

أما ناهيا روبير (NAHIA Robert)، فعرضت مشروعها مع مجموعة من النساء من أجل أغانٍ تقليدية متعددة الأصوات، تعكس الهوية المشتركة، وتنفتح على المختلف. وتناولت دورلي ميراندا (DURLEY Miranda)، استشارية في الجغرافيا السياسية والتنمية المستدامة، موضوعَ "الأجداد والتنوع البيولوجي: طرق مختلفة للتكيف مع الأرض"، عرضت فيه التعدد والطبيعة في الوجود التاريخي للإنسان، وكيفية فهم الوعي الإنساني بالذوات من خلال ثلاثة مداخل هي: الجسد والكلام والعقل، كما قدمت أشكال نقل التنوع البيولوجي والاختلاف والتعدد إلى الأجيال اللاحقة.
وفي الجلسة الثانية، التي ترأسها حميد رياض، بأفورار، وبعد تقديم عرض حول جمعية انطلاقة وأهدافها وأنشطتها، تم تنظيم ورشة فنية من تأطير المصورة ومصممة الرقصات: سيلين بولي، وورشة حول الغناء التقليدي متعدد الأصوات، كما نظم لقاء في كرة القدم النسوية، وعرض شريط سينمائي حول كولومبيا.
وفي اليوم الثاني، بفضاء الأشجار العالية، ببني ملال، فعرفت الجلسة الثالثة التي ترأسها الشرقي قرقابة، مشاركة حميد مسفور بمداخلة باللغة الإنجليزية حول "الجسد: موطن السرديات"، تناول فيها قدرات الجسد على إنتاج السرد من خلال الفعل، وهو أصغر مكون سردي، ثم من مجموع العلاقات مع المحيط ومع الكون، وهي تمثلات سردية للتفاعل مع الذوات الإنسانية وغير الإنسانية. وشارك فريديريك دوماس (FREDERIC Dumas)، من جامعة كرونوبل، بفرنسا، بمداخلة عن بعد، حول رواية مارك توين "حجاج في الشرق الأوسط"، تناول فيها قضايا الصراع الثقافي حول سؤال الجسد الأنثوي الأصلي.

كما نظمت مجموعة من الورشات الفنية لفائدة الطلبة، حول الرقص المستوحى من فن الخط، والجسد على المسرح، والغناء التقليدي متعدد الأصوات، أطرتها كل من كارين غالمي، وناهيا روبير.
أما الجلسة الرابعة، فتمحورت حول الجسد والكتابة، نسقها وقرر أشغالها كل من إلهام سقلان ويوسف أوبيهي وأنس مايو، وتدخلت فيها إيمان الفارسي، بورقة حول "الجسد المتكلم: السرد غير اللفظي في الفيلم المقتبس عن رواية: اثنا عشر عاما من العبودية، لجون ريدلي"، كما تناولت أسماء موجان تمثلات الجسد الأنثوي في أفلام: "امرأة لا لزم لها" لربيع علم الدين، و"أنا الإله" و"مئذنة" لليلى أبو ليلى، أما محمد أمسناو، فتتبع حضور ودلالات الجسد وفلسفة اللباس في كتاب "سارتور ريزارتوس" لتوماس كارليل.
وقد أثارت الجلسات تفاعل الحاضرين بأسئلة ومداخلات أتاحت توسيع وتعميق النقاش حول قضايا محور المهرجان، الذي اختتمت فعالياته بحفل فني سيرته الباحثة بشرى مذكوري، وضم وصلات من الأغاني الباسكية التقليدية، والرقص الكوريكرافي، والأغاني الأمازيغية النسائية، وأحيدوس، وشاركت فيه فرقة صول للثقافة والموسيقى، وفرقة روح للسماع والمديح، مع حضور النفار، إيذانا بشهر رمضان المبارك، واستحضارا لرمزيته باعتباره موروثا ثقافيا مغربيا أصيلا.
0 تعليق