الناقد عصام زكريا: عمرو أديب يقيم الدراما بمنطق الإثارة وفق أجندته السياسية

الرئيس نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد الناقد الفني عصام زكريا أن الجدل الدائر حول الدراما الرمضانية هذا العام يتفرع إلى جانبين: “التقييم الفني والاعتراضات الرقابية”، مشيرًا إلى أن الأزمة المثارة ليست بسبب مستوى الأعمال الفنية، بل بسبب اعتراضات على بعض الألفاظ والمشاهد.

وقال زكريا في تصريح خاص لـ"الرئيس نيوز" إن الموسم الدرامي الحالي يقدم أعمالًا متفاوتة المستوى، فهناك مسلسلات جيدة وأخرى متوسطة أو ضعيفة، لكنه يرى أن الضجة المثارة لا تتعلق بجودة الإنتاج بقدر ما تتعلق بـ "موجات الاعتراض المعتادة على الدراما".

وأشار إلى أن هذا الجدل متكرر منذ نشأة السينما والتلفزيون، خاصة مع تنوع الإنتاج وزيادة المنصات الرقمية، مضيفًا: "لدينا 35 مسلسلًا هذا العام، وإذا كان هناك 4 أو 5 مسلسلات بها ألفاظ أو مشاهد غير مقبولة للبعض، فمن لا تعجبه هذه الأعمال يمكنه ببساطة عدم متابعتها، بدلًا من تصدير أزمة كل عام."

وحذر زكريا من أن الاستجابة الدائمة لهذه الاعتراضات قد تؤدي إلى فرض قيود رقابية تهدد الإبداع الفني، مؤكدًا أن الرقابة ليست الحل، بل إن التصنيف العمري هو الوسيلة المناسبة لتوجيه المشاهدين دون المساس بحرية الإبداع.

كما انتقد تشكيل اللجان الرقابية، معتبرًا أنها تفتقر في كثير من الأحيان إلى أصحاب الخبرة الحقيقية في المجال الدرامي، ما يؤدي إلى قرارات غير مهنية قد تضر بالصناعة أكثر مما تنفعها.

وفيما يخص تأثير هذا الجدل على نسب المشاهدة، أشار زكريا إلى أن الهجوم على بعض المسلسلات يزيد من شعبيتها، موضحًا أن المنتجين يدركون ذلك جيدًا، قائلًا: "كلما زاد الجدل حول عمل معين، ارتفعت نسب مشاهدته، مما يدفع بعض المنتجين إلى استغلال هذه الحالة لتحقيق نجاح جماهيري."

وأكد زكريا خلاب حديثه أن الأهم في تقييم الدراما هو مستواها الفني، وليس الجدل المثار حولها، داعيًا الجمهور إلى الاختيار بحرية دون فرض قيود على الصناع.

كما وجه الناقد عصام زكريا انتقادًا لطريقة تناول عمرو أديب للأعمال الدرامية، قائلًا: "المشكلة ليست في عمرو أديب وحده، ولكن في نمط الإعلام الذي يتعامل مع الدراما وكأنها مجرد سلعة يجب أن تحقق نسبة مشاهدة، دون الاهتمام بالقيمة الفنية".

وأضاف: "عندما يُطلق عمرو أديب أحكامه على الأعمال الدرامية، فهو يفعل ذلك بنفس طريقة تقييمه للأحداث السياسية أو الاقتصادية، أي بمنطق الإثارة والتشويق، وليس من منطلق التحليل الفني العميق"، مشيرا إن عمرو أديب يسعى لخدمة الجهة التي يعمل بها ويحاول أن يدافع عنها باستماته، مع أن الحديث يخص الدراما ولا علاقة له بالسياسة، ومن غير المنطق ولا من المهنية أن يشير إلى ربط بين أعمال درامية وعلاقة سياسية بين بلدين.

كما أكد أن الإعلام الفني يحتاج إلى نقاد حقيقيين أكثر من حاجته إلى مذيعين يبحثون عن "التفاعل الجماهيري"، معتبرًا أن النقد الفني يجب أن يكون أكثر استقلالية عن الأجندات الإعلامية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق