شهد قطاع الطاقة في بغداد تطورًا مهمًا مع توقيع أكبر اتفاقيتَي كهرباء في تاريخ العراق؛ إذ أعلنت وزارة الكهرباء شراكات إستراتيجية مع شركتي جنرال إلكتريك الأميركية وسيمنس الألمانية، تهدف إلى تعزيز قدرات الشبكة الكهربائية في البلاد.
وتأتي هذه الاتفاقيات في إطار خطة شاملة لتحسين البنية التحتية الكهربائية، وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، لا سيما مع اقتراب فصل الصيف الذي يشهد ذروة الاستهلاك.
ووفقًا لتصريحات تلفزيونية رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) أكد وزير الكهرباء العراقي، زياد علي فاضل، أن الاتفاقية مع جنرال إلكتريك تتضمّن مشروعات بقدرة 24 ألف ميغاواط، في حين تشمل الاتفاقية مع سيمنس مشروعات بقدرة 10 آلاف ميغاواط، مما يجعل هذه الشراكات الأضخم في تاريخ البلاد من ناحية حجم الإنتاج المستهدف.
وأضاف الوزير أن هذه الاتفاقيات تأتي ضمن إستراتيجية الحكومة لتحسين إمدادات الكهرباء وتقليل الاعتماد على واردات الكهرباء والغاز من الخارج، لا سيما في ظل التحديات التي تواجه العراق على هذا الصعيد.
تفاصيل الاتفاقيات
تشمل اتفاقية جنرال إلكتريك تطوير محطات الكهرباء الحالية وصيانتها، بالإضافة إلى إنشاء محطات جديدة لزيادة القدرة التوليدية.
ووفقًا لمصادر رسمية، فإن الشركة الأميركية ستنفّذ مشروعات على 3 مراحل تمتد على مدار السنوات الـ4 المقبلة، بما يشمل تحسين كفاءة الوحدات التوليدية الحالية، وإدخال تقنيات حديثة لزيادة الإنتاج دون الحاجة إلى كميات إضافية من الوقود.
أما اتفاقية سيمنس فتتضمن تنفيذ مشروعات تطويرية تركز على توليد الكهرباء من خلال التوربينات الغازية، إلى جانب إنشاء محطات فرعية جديدة وتحسين شبكة النقل والتوزيع.

وأكدت الشركة أنها بدأت بالفعل العمل على تنفيذ خريطة طريق بالتنسيق مع الحكومة العراقية، تتضمّن تحديث المحطات الحالية وإنشاء وحدات جديدة لتعزيز استقرار الشبكة الكهربائية.
الكهرباء في العراق
يواجه قطاع الكهرباء في العراق تحديات متعددة، من بينها نقص التمويل، والاعتماد الكبير على واردات الغاز من إيران، بالإضافة إلى الاختناقات في الشبكة الكهربائية التي تؤثر في استقرار الإمدادات.
وبحسب وزير الكهرباء، فإن الحكومة تعمل على تعويض نقص الغاز المستورد من خلال تطوير مصادر أخرى مثل محطات الطاقة الشمسية، ومشروعات الربط الكهربائي مع دول الجوار، إلى جانب إنشاء منصة غاز عائمة لاستيراد الغاز المسال من الأسواق العالمية.
وأضاف أن العراق حقّق تقدمًا كبيرًا في مشروعات الطاقة المتجددة، إذ يُجري حاليًا تنفيذ مشروعات لتوليد 1000 ميغاواط من الطاقة الشمسية في البصرة، بالإضافة إلى مشروعات أخرى تنفذها شركات عالمية في عدة محافظات، ضمن خطة أوسع لزيادة حصة الطاقات البديلة في مزيج الكهرباء العراقي.

آفاق أكبر اتفاقيتي كهرباء في تاريخ العراق
من المتوقع أن تُسهم أكبر اتفاقيتي كهرباء في تاريخ العراق في تحسين موثوقية شبكة الكهرباء وتقليل الانقطاعات المستمرة، لا سيما مع بدء تنفيذ مشروعات الصيانة والتطوير التي تشمل نحو 3.7 غيغاواط من الطاقة الكهربائية التوليدية، حسبما ذكرت شركة جنرال إلكتريك.
وأكدت الشركة أنها تعمل على تحديث المحطات الحرارية والغازية لتعزيز كفاءة التشغيل وتحقيق الاستدامة في إنتاج الكهرباء، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
كما تأتي هذه الاتفاقيات ضمن جهود العراق لتطوير البنية التحتية الكهربائية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال توليد الكهرباء على المدى البعيد.
وتراهن وزارة الكهرباء العراقية على هذه المشروعات لتقليل الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، وضمان إمدادات كهربائية مستقرة للمواطنين في مختلف المحافظات.

الخلاصة..
في ظل هذه التطورات، يأمل العراق أن تشكّل هذه الشراكات نقطة تحول في قطاع الكهرباء؛ إذ يقل الاعتماد على الواردات، وتتعزّز قدرة الشبكة الكهربائية على تلبية الطلب المحلي المتزايد.
وبينما تستعد البلاد لدخول فصل الصيف، تتجه الأنظار نحو تنفيذ أكبر اتفاقيتي كهرباء في تاريخ العراق، بصفتهما حجر الأساس في إستراتيجية الحكومة لمواجهة أزمة الكهرباء وتحقيق الاستقرار الطاقوي في المستقبل.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- تصريحات الوزير زياد علي فاضل من صفحة المكتب الإعلامي لوزير الكهرباء في "فيسبوك".
0 تعليق