يشهد قطاع الكهرباء في الجزائر استقرارًا واضحًا، في ظل تمكُّن الدولة الواقعة في شمال أفريقيا من توفير كميات كبيرة من الطاقة، مع ارتفاع القدرة المركبة هناك، وهو ما ينطبق على المغرب أيضًا.
وفي هذا السياق، يوضح مدير تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، عبدالرحمن صلاح، أن الجزائر تعتمد بشكل كبير على الغاز في إنتاج الكهرباء، وبالرغم من أن هذه الوضعية غير آمنة، فإنها لم تشهد انقطاعات مؤثّرة منذ سنوات.
وأضاف: "يصل حجم القدرة المركبة لإنتاج الكهرباء في الجزائر إلى نحو 25 ألف و500 ميغاواط، مقارنة بمعدل استهلاك يومي -تقريبًا- يبلغ نحو 17 ألف ميغاواط".
ولفت إلى أن تقديرات منصة الطاقة أن يصل استهلاك الكهرباء في الجزائر إلى ما بين 17.4 و17.7 ألف ميغاواط هذا الصيف، بينما تصدّر الدولة نحو 500 ميغاواط يوميًا إلى تونس، وفقًا لاتفاق بين البلدين.
جاء ذلك خلال حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، بعنوان "أزمات الكهرباء.. وأثر أجهزة التكييف في أسواق الطاقة العالمية" بمنصة "إكس" (تويتر سابقًا).
الغاز لتوليد الكهرباء في الجزائر
أشار عبدالرحمن صلاح إلى الاعتماد على الغاز لتوليد الكهرباء في الجزائر.
في الوقت نفسه، استبعد صلاح حدوث انقطاع في الكهرباء في الجزائر مستقبلًا، وذلك لأمرين:
- الأول: توفير الوقود، خاصة الغاز الطبيعي، إلى محطات الكهرباء.
- الثاني: القيام بأعمال صيانة مستمرة لمحطات الكهرباء في فصل الشتاء.
ولفت مدير تحرير منصة الطاقة إلى أن الجزائر تتشابه بشكل كبير مع مصر والأردن، فالدول الـ3 تعتمد على الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء.
الكهرباء في المغرب
قال عبدالرحمن صلاح، إن الكهرباء في المغرب، بدورها، تشهد استقرارًا واضحًا، إذ إن ما يميز القطاع هناك عن جميع الدول العربية هو التنوع الكبير في إمدادات الطاقة، وإمدادات الوقود لمحطات الكهرباء، وعدم الاعتماد على مصدر واحد.
وأوضح أن القدرة المركبة لإنتاج الكهرباء في المغرب تقترب من 12 ألف ميغاواط، في حين يتراوح الاستهلاك ما بين 7.5 و8 آلاف ميغاواط خلال ذروة الاستهلاك.
وأضاف: "قطاع الكهرباء في المغرب مستقر بنسبة كبيرة للغاية، فهو لا يعتمد على مصدر واحد، وبمقارنته بمصر أو بالجزائر، نجد أن البلدين يعتمدان على الغاز بدرجة أكبر".
ووفق مدير تحرير منصة الطاقة، يعتمد قطاع الكهرباء في المغرب على الفحم بنسبة 64%، وعلى طاقة الرياح بنسبة 15.5%، بينما يعتمد القطاع على الغاز الطبيعي بنسبة 10% فقط.
وتابع: "هنا نذكر أن المغرب لديه محطتان فقط لتوليد الكهرباء من الغاز الطبيعي، وهي محطة تهدارت ومحطة عين بني مطهر في الجنوب".
بالإضافة إلى ذلك، يعتمد المغرب على الطاقة الشمسية بنسبة 5.10%، وعلى زيت الوقود والديزل بنسبة 3.8%، والطاقة الكهرومائية 1.2%، أي إن هناك مزيجًا متنوعًا بنسبة كبيرة.
وأكد عبدالرحمن صلاح أن المغرب مؤمَّن تمامًا، أو يؤمِّن نفسه، بإمدادات الغاز المسال من خلال اتفاق مع شركة شل العالمية، يحصل منها المغرب على نحو نصف مليار متر مكعب من الغاز المسال، وباقي الكمية يُوَفَّر من خلال استيراد الغاز المسال الروسي.
ومع استقرار قطاع الكهرباء في المغرب، ومع تصدير الكهرباء إلى كلٍّ من إسبانيا والبرتغال، كان هناك دور إيجابي ورائد بالنسبة للمملكة في سرعة عودة الكهرباء خلال الانقطاع الأخير الذي شهدته كلٌّ من إسبانيا والبرتغال.
الأوضاع في ليبيا والسودان
قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن أوضاع الكهرباء في ليبيا والسودان لا تختلف عن سوريا؛ إذ هناك دمار كبير للبنية التحتية في مجال الكهرباء.
وأضاف: "الآن، يمكن النظر للموضوع على أن الدمار الذي حصل في هذه البلاد يمكن الاستفادة منه من ناحية البدء من لا شيء بالتقنيات الحديثة، ومن ثم يُؤهَّل هذه البلاد أن تلحق بالركب بعد سنوات بسرعة".
لكن المشكلة الكبيرة أنه ليست هناك أموال كافية، ومن ثم ستلجأ هذه الدول إلى الترقية، وعمليات الترقية ستكلّف كثيرًا على المدى الطويل.
وبالنسبة إلى اليمن -وفق الحجي- فالأمر نفسه، إذ هناك دمار كبير للبنية التحتية للكهرباء، ومن ثم فإن كل هذه الدول تحتاج إلى أموال ضخمة -فقط- لتوفير الكهرباء للأمور الأساسية، دون حديث عن ذكاء اصطناعي أو سيارات كهربائية.
وأوضح أن هناك لجوءًا كبيرًا للطاقة الشمسية في هذه البلاد، وسبب ذلك لا يتعلق بالمناخ على الإطلاق، مع أن جماعة المناخ يحاولون ادّعاء ذلك، ولكن السبب هو الحاجة إلى الكهرباء.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
0 تعليق