تتوالى خيبات الأمل التي تلاحق مؤسس ورئيس شركة تيسلا للسيارات الكهربائية إيلون ماسك، الذي يبدو أنه أُصيب بلعنة الرئيس الأميركي دونالد ترمب؛ منذ خروجه من حكومة الولايات المتحدة، رغم مرور أيام فقط على ذلك.

وشهدت عملاقة السيارات الكهربائية الأميركية، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن). تراجعًا كبيرًا في المبيعات والتسليمات وهبوط القيمة السوقية للشركة مع انخفاض الأسهم في البورصة.

واحتدم الخلاف بين ماسك وترمب، وانقلب المشهد الرومانسي الذي تبادلا فيه التعبير عن المشاعر الدافئة، في الوداع الأول عند خروجه من الحكومة، إلى جدال عنيف وخلافات حادة، كانت تيسلا الخاسر الأكبر فيها.

وخسر سهم شركة السيارات الكهربائية، يوم الخميس 5 يونيو/حزيران 2025، أكثر من 14%، على خلفية الحرب الكلامية بين ماسك وترمب، ما دفع السهم إلى تحقيق أكبر خسارة أسبوعية منذ مارس/آذار 2023، إذ بلغت 15%.

وأشارت بعض التحليلات إلى أن شركة تيسلا خسرت أكثر من 800 مليار دولار من قيمتها السوقية منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي. كما رجحت بنوك استثمار انخفاض تسليمات السيارات خلال 2025، وكل ذلك يجرف أداء الشركة إلى الهبوط، رغم أن سهمها استرد بعضًا من عافيته في جلسة يوم الجمعة 6 يونيو/حزيران 2025.

سيارات تيسلا

رجّح محللو شركة الاستثمار في الأوراق المالية الأميركية "أوبنهيمر" تراجع تسليمات سيارات تيسلا الكهربائية عن التوقعات السابقة، خلال العامَيْن الجاري (2025) والمقبل (2026).

وأرجع محللو الشركة تلك التوقعات بشأن عملاقة السيارات الكهربائية الأميركية إلى بيانات تكشف ضعف الأداء في كل من الصين وأوروبا؛ إذ يرى المحللون أن تسليمات الشركة ستبلغ 1.63 مليون مركبة في 2025، مقابل 1.7 مليون مركبة توقعها المحللون من قبل، وفق حسابات "بلومبرغ".

وقال فريق المحللين بقيادة كولين راش في مذكرة: "بدأت صعوبات العمل في تيسلا مؤخرًا، في الوقت الذي شرعت فيه إصلاح الأضرار التي لحقت بعلامتها التجارية، مع تنفيذ إستراتيجية تُركز على الذكاء الاصطناعي والروبوتات".

وخفّض محللو غولدمان ساكس الأميركي، التوقعات لتسليمات شركة إيلون ماسك في الربع الثاني من العام الجاري (2025)، وأيضًا لسعر السهم.

ويرى بنك الاستثمار، في مذكرة بحثية صادرة يوم الجمعة، أن المبيعات ستنخفض من 410 آلاف مركبة متوقعة سابقًا إلى 365 ألف مركبة. كما أصدر محللو جي بي مورغان توقعات مشابهة للسهم والتسليمات، لكن خلال 2025.

وغذّت مشكلات إيلون ماسك مع دونالد ترمب، مشكلات تيسلا للسيارات الكهربائية؛ بالإضافة إلى عقاب المستهلكين لماسك خلال 4 أشهر قضاها في السلطة، سعى فيها إلى تقليص الإنفاق الحكومي، من خلال إغلاق إدارات كاملة، وتسريح العمال الحكوميين.

خلاف ماسك وترمب

اندلع خلاف عنيف بين مؤسس تيسلا إيلون ماسك، والرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال الأسبوع الماضي، بشأن مشروع موازنة العام الجديد، الذي يرفع حد الدين الحكومي، تبادلا على أثره المن، ونسب الفضل إلى نفسيهما في المناصب التي وصلا إليها، إذ عدّ الأول نفسه السبب في نجاح الثاني بانتخابات الرئاسة، في حين أكّد الآخر تقديمه مساعدات كثيرة إلى الأول دون أن يُفصح عن ماهية تلك المساعدات.

ودعا ماسك إلى الضغط لرفض مشروع موازنة ترمب، ورد عليه الأخير قائلًا إن "ماسك كان صديقًا ولا أعرف إذا كان سيستمر كذلك"، متهمًا إياه بالاعتراض بسبب إلغاء إعفاءات السيارات الكهربائية، التي وضعتها الإدارة السابقة بقيادة جو بايدن.

وانخفض سهم شركة تيسلا بنسبة 8% بمجرد بدء المعركة الكلامية بين الصديقيْن، كلٌّ على منصته "إكس" و"تروث سوشيال"، حتى أسبوع مضى فقط، يوم الخميس الماضي، زادت إلى 14% مع نهاية التعاملات، لكنه استرد 4% في جلسة الجمعة.

وأسهم في أزمات شركة السيارات الكهربائية، تراجع المبيعات جراء انخفاض الإنتاج بسبب إغلاق بعض خطوط الإنتاج في ظل تجديد طراز "واي"، سيارتها الأكثر رواجًا.

وما تزال مبيعات سيارات تيسلا في أوروبا منخفضة في الأسواق الرئيسة. في الوقت نفسه، هبطت المبيعات في الولايات المتحدة خلال أول 4 أشهر من 2025 بنسبة 9.7% عن العام الماضي، وفق شركة "كوكس أوتوموتيف"، ما يعكس انخفاض مبيعات طراز "واي" حتى بعد إصدار الشركة أحدث طرازاتها.

كما واصلت مبيعات الشركة المصنعة في الصين الهبوط، مسجلة بذلك تراجعًا خلال آخر 8 أشهر، بانخفاض نسبته 15% على أساس سنوي في مايو/أيار الماضي.

كما تراجعت تسليمات سيارات تيسلا في الصين من طرازي "3" و"واي"، متضمنة المبيعات المحلية والصادرات، ووصلت إلى 61 ألفًا و662 مركبة، رغم أنها تمثّل زيادة بنسبة 5.5%، مقارنة بشهر أبريل/نيسان الماضي.

على جانب آخر، هبطت القيمة السوقية لأسهم الشركة من 1.54 تريليون دولار في ديسمبر/كانون الأول 2024؛ إلى 777 مليار دولار حاليًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر: