تشهد الطاقة الشمسية في تايلاند نموًا سنويًا ملحوظًا، رغم التحديات المتمثلة في قدرة البنية التحتية وشبكة الكهرباء الوطنية.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع، من المتوقع أن تصبح الطاقة الشمسية أكبر المصادر المتجددة لتوليد الكهرباء في تايلاند خلال السنوات المقبلة.
وستكون للطاقة الشمسية أهمية بالغة بدفع عجلة تحول الطاقة في البلاد، وتحقيق أهدافها في مجال إزالة الكربون.
ورغم ثبات النمو، ما تزال هناك حاجة إلى نشر سريع خلال العقد المقبل، لتحقيق الأهداف طويلة الأجل.
طموحات الطاقة الشمسية في تايلاند
تحولت الطاقة الشمسية في تايلاند من طموح سياسي إلى إستراتيجية اقتصادية فعّالة.
وعلى مدار العقد الماضي، انتقلت المملكة من القلق بشأن تناقص احتياطيات الغاز المحلية إلى تحديد مدى سرعة توسيع قدرتها على إنتاج الطاقة الشمسية.
وبالنظر إلى ارتفاع الطلب على الكهرباء بنسبة 2% سنويًا، وتراجع موارد الوقود الأحفوري المحلية، أصبحت الطاقة الشمسية، حاليًا، داعمة لأمن الطاقة والقدرة التنافسية التجارية والتنمية الريفية.

تطور الطاقة الشمسية في تايلاند
بدأت تايلاند عام 2024 بقدرة تراكمية من الطاقة الكهروضوئية تقلّ قليلًا عن 5 غيغاواط، ومعدل نمو سنوي مركب للطاقة الشمسية بنسبة 20% منذ عام 2012.
ومثّلت هذه القدرة 9% من إجمالي قدرة توليد الكهرباء المُركّبة في البلاد.
في المقابل، تشهد مشروعات الطاقة الشمسية في تايلاند تطورًا متزايدًا في الابتكار، إذ تطرح شركة المرافق العامة الحكومية، إيغات (EGAT)، مناقصةً لإنشاء مصفوفة شمسية عائمة بقدرة 24 ميغاواط في سد أوبول راتانا.
وتُعدّ هذه المرحلة الأولى من برنامج هجين للطاقة الشمسية الكهرومائية العائمة بقدرة 2.7 غيغاواط، الذي يكبح النزاعات على استعمال الأراضي مع تعزيز كفاءة الخزانات.
وفي الوقت نفسه، يرفع مشروع خطة تطوير الطاقة البديلة "إيه إي دي بي 2024" هدفَ القدرة المتجددة إلى 51% بحلول عام 2037.
ولتوسيع نطاق المشاركة، وافقت وزارة الطاقة التايلاندية على حصة مجتمعية للطاقة الشمسية قدرها 400 ميغاواط سنويًا، بدءًا من عام 2025، ما يُتيح للبلديات والمدارس والتعاونيات بيع الطاقة للشبكة.
وتُكمّل عمليات زيادة تعرفة التغذية، واتفاقيات شراء الكهرباء المباشرة من الشركات، والتعهد بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2065 مزيج السياسات، وتُشير إلى مسار طويل للاستثمار.
سوق الطاقة الشمسية
تُعدّ التكلفة المحرك الرئيس لسوق الطاقة الشمسية في تايلاند، حسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
خلال عام 2023، انخفضت التكلفة الثابتة للطاقة الكهروضوئية على نطاق المرافق بنسبة 23%، ما يجعلها أرخص بنسبة 13% من الفحم.

في الوقت نفسه، تخطط بانكوك لاستيراد مليون طن من الغاز المسال الأميركي في عام 2026، بتكلفة تقديرية تبلغ 500 مليون دولار أميركي.
ويُعدّ هذا جزءًا من خطة أكبر لاستيراد 15 مليون طن من الغاز المسال على مدى السنوات الـ15المقبلة.
وعلى الرغم من أن تكلفة الكهرباء المُستوية للطاقة الشمسية والغاز الطبيعي المُسال متقاربة حاليًا، من المتوقع أن تنخفض تكلفة الكهرباء المُستوية للطاقة الشمسية بنسبة 27% إضافية بحلول عام 2030، بينما ستنخفض محطات توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري بنسبة 5% فقط.
نتيجة لذلك، فإن كل غيغاواط إضافي من الطاقة الشمسية يحلّ محلّ الغاز سيقلل من فاتورة الواردات الوطنية، وهو ما يعزز أمن الطاقة ويوفر فوائد فورية لميزان المدفوعات.
وفي أواخر عام 2024، أعلن بنك التنمية الآسيوي حزمة قروض بقيمة 820 مليون دولار أميركي لعشرات مشروعات الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى تخزين الكهرباء في جميع أنحاء البلاد.
وبالمثل، تشهد تايلاند نموًا في قدرتها التصنيعية المحلية لخلايا وألواح الطاقة الكهروضوئية، وتبلغ القدرة الإنتاجية حاليًا 10 غيغاواط سنويًا، بقيمة تصديرية تبلغ 4.3 مليار دولار أميركي.
متوسط سطوع الشمس في تايلاند
يسجل أطلس الطاقة الشمسية العالمي الصادر عن البنك الدولي متوسط سطوع يومي يتجاوز 4 كيلوواط/ساعة للمتر المربع عبر السهول الوسطى والهضبة الشمالية الشرقية.
وهذا يمنح البلاد قدرة إجمالية محتملة للطاقة الشمسية تزيد على 300 غيغاواط، وهو ما يتطلب أقل من 2% من مساحة أراضي البلاد لتحقيقه.
وتتيح أسطح المنازل فرصة متنامية أخرى، حيث من المتوقع أن تصل قدرتها إلى 9 غيغاواط بحلول عام 2037.
وعلى الرغم من أن قيود الأراضي تُمثّل مصدر قلق محتملًا، فإنها قابلة للحلّ.
بدورها، تخطط شركة "إيغات" التايلاندية لتطوير أكبر شبكة في العالم لأنظمة الطاقة الشمسية العائمة.
وهذا يُلغي الحاجة إلى زراعة مساحات أرضية، بينما تُعدّ الطاقة الكهروضوئية الزراعية خيارًا عمليًا لإنتاج الكهرباء خلال المواسم غير المزروعة للأرز، ما يُعزّز دخل المزارع، إلى جانب تغذية الألواح الشمسية للشبكة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
0 تعليق