الهجوم البري.. صراع حضري في غزة ومواجهة جبلية في لبنان

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام
0

الهجوم البري هو أحد أشكال الصراع المسلح الأكثر تأثيرًا على المستويين السياسي والإنساني، إسرائيل نفذت هجمات برية على كل من قطاع غزة ولبنان في فترات مختلفة، حيث تميز كل منها بسمات خاصة أثرت على سير العمليات العسكرية وعلى النتائج السياسية والإنسانية لكل منهما.

وبحسب صحيفة “جيرزليم بوست” في تقرير لها نشر الثلاثاء 24 سبتبمر 2024، فانه رغم أن كلا الهجومين كانا ضمن نزاعات أوسع مع الفصائل الفلسطينية في غزة وحزب الله في لبنان، فإن هناك اختلافات كبيرة في طبيعة الهجومين وظروفهما.

الخلفية السياسية والجغرافية

قطاع غزة، الذي تحكمه حركة حماس منذ 2007، شهد هجمات إسرائيلية متعددة كان أبرزها في أعوام 2008-2009، 2014، و2021، و2023، تتمتع غزة بمساحة جغرافية صغيرة وكثافة سكانية عالية، مما يجعل العمليات العسكرية في القطاع ذات تأثير إنساني شديد على المدنيين، الحصار الإسرائيلي على القطاع منذ عام 2007 يعقد الوضع الإنساني والسياسي، حيث يحد من الإمدادات ويحاصر السكان في مساحة ضيقة.

في المقابل، الهجوم البري الإسرائيلي على لبنان، وخاصة خلال حرب 2006، كان موجهًا ضد حزب الله.
لبنان كدولة أكبر جغرافيًا ويملك تضاريس جبلية أكثر تعقيدًا من غزة، مما أعطى حزب الله ميزة كبيرة في استخدام التضاريس لصالحه في القتال غير التقليدي، كما أن حزب الله ليس فقط حركة مقاومة ولكن أيضًا جزء من الحكومة اللبنانية، ما يضيف تعقيدات سياسية إضافية على أي عملية عسكرية إسرائيلية هناك.

الهدف العسكري

في الهجمات على غزة، كانت الأهداف الرئيسية تتعلق بتدمير البنية التحتية لحماس، بما في ذلك الأنفاق، مراكز القيادة، ومستودعات الأسلحة. إسرائيل سعت إلى تقويض قدرة حماس على إطلاق الصواريخ التي تستهدف مدنًا إسرائيلية في جنوب البلاد ووسطها، ورغم أن الغارات الجوية غالبًا ما كانت تلعب الدور الأكبر، إلا أن الهجوم البري كان يستخدم لتوسيع نطاق العمليات ومهاجمة المنشآت العسكرية التابعة لحماس.

في لبنان، كان الهدف الأساسي لإسرائيل في 2006 هو إضعاف حزب الله عسكريًا وتقليص قدرته على تهديد الحدود الشمالية لإسرائيل، اشتملت الأهداف على تدمير منصات الصواريخ التي كانت تستهدف المدن الإسرائيلية، وتفكيك شبكة القيادة والسيطرة العسكرية لحزب الله، إلا أن التضاريس الجبلية وتدريب مقاتلي حزب الله على حروب العصابات جعلت من العمليات البرية تحديًا كبيرًا للقوات الإسرائيلية.

تكتيكات القتال

التكتيكات المستخدمة في غزة تعتمد بشكل كبير على الاشتباكات الحضرية في الأحياء السكنية المكتظة، حيث تقوم حماس بإخفاء مقاتليها ومعداتهم وسط الأحياء التي تهاجمها إسرائيل، هذا جعل من الهجمات البرية عملية دقيقة ومعقدة، حيث يتطلب الأمر تجنب الخسائر المدنية الكبيرة التي يمكن أن تؤدي إلى إدانة دولية، كما استخدمت إسرائيل القوات الخاصة للوصول إلى مواقع الأنفاق.

في لبنان، كانت التكتيكات تعتمد على القتال في المناطق الريفية والجبلية، حزب الله استخدم بشكل فعال حرب العصابات، بما في ذلك الكمائن وزرع العبوات الناسفة في الطرق التي كانت تمر بها القوات الإسرائيلية، وامتدت الاشتباكات لتشمل المناطق الحدودية والقرى الصغيرة التي كانت قواعد لحزب الله، مما أدى إلى اشتباكات شرسة.

العواقب الإنسانية والسياسية

الهجوم البري على غزة كان له عواقب إنسانية شديدة، حيث تسببت العمليات في دمار واسع في البنية التحتية المدنية وقتل أعداد كبيرة من المدنيين، ما أثار استنكارًا عالميًا، الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع زاد من تعقيد الوضع الإنساني، ما أدى إلى زيادة العنف وردود الفعل الدولية.

في لبنان، كانت العواقب السياسية للهجوم أكبر على الصعيد الإقليمي، لم تنجح إسرائيل في تحقيق هدفها بتدمير حزب الله بشكل كامل، بل عزز الحزب من مكانته داخل لبنان بعد الحرب، وعلى الصعيد الإنساني، تسببت الحرب في نزوح مئات الآلاف من اللبنانيين وتدمير العديد من القرى والمنازل.

الهجمات البرية على غزة ولبنان تختلف في النطاق، الأهداف، والنتائج، فبينما يواجه الجيش الإسرائيلي في غزة صراعًا حضريًا مع جماعات مسلحة في مساحة ضيقة، يتطلب الهجوم على لبنان التعامل مع قوة منظمة تعتمد على تكتيكات حرب العصابات والتضاريس الصعبة.

اقرأ أيضا:

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق