وفقًا لمجموعة من العلماء الدوليين، فإن العدوى الفطرية، التي ظلت لفترة طويلة مختبئة في ظلال المناقشات الصحية العالمية، أصبحت الآن تشكل تهديدًا متزايدًا، تتطور هذه العدوى لتصبح مقاومة بشكل متزايد لخيارات العلاج الحالية، مما أثار تحذيرات حول "جائحة صامتة" محتملة، ويحذر الخبراء من أن هذه الأزمة المتصاعدة مدفوعة بمزيج من إهمال الاهتمام، وزيادة مقاومة مضادات الفطريات، وتعقيد مسببات الأمراض.

ركز مجتمع الصحة العالمي بشكل كبير على مسببات الأمراض البكتيرية والفيروسية، تاركًا العدوى الفطرية دون معالجة إلى حد كبير. ومع ذلك، يزعم نورمان فان راين، عالم الأحياء الجزيئية من جامعة مانشستر في المملكة المتحدة، أن هذا التركيز الضيق أمر خطير حسب ما رصد موقع تحيا مصر.

 وفي حديثه إلى Science Alert، أكد على الحاجة الملحة إلى معالجة التهديد المتزايد الذي تشكله العدوى الفطرية. ووفقًا لفان راين، فقد تم تجاهل مسببات الأمراض الفطرية ومقاومتها المتزايدة للعلاجات المضادة للفطريات بشكل كبير في المناقشات حول مقاومة مضادات الميكروبات.

ويدعو فان راين وفريق دولي من الباحثين إلى مزيد من الاهتمام من جانب الحكومات ومؤسسات البحث وصناعة الأدوية. ويؤكدون أن العدوى الفطرية مسؤولة عن ملايين الوفيات كل عام، حيث يصاب بها 6.5 مليون شخص سنويًا، ويرتبط بها 3.8 مليون حالة وفاة. وفي غياب الإجراءات الفورية، قد ترتفع هذه الأرقام مع استمرار انتشار وتطور سلالات فطرية مقاومة.

علاج العدوى الفطرية

على عكس الالتهابات البكتيرية والفيروسية، فإن الفطريات كائنات أكثر تعقيدًا، مما يجعل علاجها أكثر صعوبة. إن تطوير الأدوية المضادة للفطريات مكلف وصعب لأن هذه الأدوية يجب أن تستهدف الخلايا الفطرية على وجه التحديد دون الإضرار بالخلايا الأساسية الأخرى في الجسم، حاليًا، تتوفر أربع فئات فقط من الأدوية المضادة للفطريات، وأصبحت مقاومة هذه العلاجات بسرعة هي القاعدة.

إن أحد العوامل المساهمة في ارتفاع مقاومة مضادات الفطريات هو الاستخدام الواسع النطاق لمبيدات الفطريات في الزراعة. هذه المواد الكيميائية، المصممة لحماية المحاصيل من العدوى الفطرية، يمكن أن تؤدي إلى مقاومة متبادلة في الفطريات التي تصيب البشر أيضًا. يزعم الباحثون أنه في حين أن مبيدات الفطريات ضرورية للأمن الغذائي، إلا أنها قد تجعل من غير قصد من الصعب علاج العدوى الفطرية البشرية. هذا توازن دقيق يجب معالجته عالميًا