للمتابعة اضغط هنا

دراسة بحثية: مدارس الريادة تحقق "نتائج أولية واعدة" في أول موسم

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

خلصت دراسة علمية حديثة همّت مشروع “مدارس الريادة” في المغرب إلى تسجيل أثر إيجابي على مستوى تحسن وتقويم تعلّمات التلاميذ، إذ تمت “ملاحظة التأثيرات الأكثر أهمية في مادتَيْ اللغة الفرنسية والرياضيات”.

وتوصلت الدراسة البحثية، التي كُشف عن أبرز نتائجها ضمن تقرير اطلعت عليه هسبريس، إلى تحقيق “مدارس الريادة” بالمغرب لـ”أداء متميّز على المستوى الدولي” في أول موسم دراسي للعمل بها (2023/2024)، باصمة على “نتائج أولية” واعدة؛ أبرزُها أن “التلميذ المتوسط، الذي يتابع دراسته بمدرسة منخرطة في مشروع مؤسسات الريادة، يحقق أداءً أفضل من 82 في المائة من التلاميذ بمجموعات المقارنة”، وفق معدي الدراسة.

يقف وراء إنجاز هذه الدراسة، المحرَّرة باللغة الإنجليزية، “مختبر المغرب للابتكار والتقييم” (المعروف اختصاراً بـMEL )، وتعد ثمرة تعاون بين جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P)، ومختبر “عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر” (J-PAL) التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وكذا مؤسسة “هارفارد للتنمية الدولية” (CID).

ومشروع “مدارس الريادة” المغربية أطلقته الحكومة، ممثلة في وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، مطلع الموسم الدراسي الماضي، في إطار تنزيل “خارطة الطريق 2022-2026”.

تفاصيل الدراسة أبانت أن “نتائج السنة الأولى من تجريب نموذج مدارس الريادة في 626 مدرسة ابتدائية عبر مختلف ربوع المملكة، خلال الموسم الدراسي 2024/2023، عن الأثر الملموس المحقق في مستوى تعلمات ومكتسبات التلميذات والتلاميذ”، فيما علّق معدوها بأن هذه النتائج “تجعل الخيارات التي اعتمدتها بلادنا ضمن أفضل 1 في المائة من حيث التقدم في مجال التعلم في فئة الدول المماثلة”.

وأبرزت نتائج الدراسة أن “الأثر المهم المرصود على تعلمات التلميذات والتلاميذ” يتمثل في “تحسن مستوى التعلمات (Apprentissage) بمقدار 0,9 من الانحراف المعياري (Écart-type) في جميع المواد المُدرَّسة”، وأن “التلميذ المتوسط في مدرسة الريادة يحقق أداء أفضل من 82 في المائة من التلاميذ في مجموعة المقارنة”.

حسب الباحثين الأربعة المنتمين لجامعات أمريكية ومجموعة البنك الدولي، فإن تطبيق برنامج مدارس الريادة في موسمه الأول “لوحظ بأثر أكثر أهمية في اللغة الفرنسية والرياضيات”، وتوصلوا إلى أن “مستوى التلميذ المتوسط في مدرسة الريادة، حاليا، تجاوَز نحو 90 بالمائة في مادة اللغة الفرنسية وحوالي 82 بالمائة في الرياضيات بالنسبة للتلاميذ في مجموعة المقارنة”.

بالانتقال إلى نتائج تجربة “الريادة” على تقوية تعلمات التلاميذ في اللغة العربية، وجَد الباحثون أن “التلميذ المتوسط في مدرسة الريادة تفوَّق على حوالي 69 في المائة من التلاميذ في فئة الدول المماثلة”.

كما رصدت نتائج الوثيقة ذاتها أن برنامج مؤسسات الريادة الابتدائية في المغرب قد “ساهم في الارتقاء بمستوى تعلمات التلميذات والتلاميذ في مجالات متعددة، بما في ذلك القراءة والعديد من الجوانب المتعلقة بمادة الرياضيات”.

حسب معدّيها ومنجزيها، وهُم: حسام إبراهيم، أندرياس دي باروس، سارة ديشين وبول غلووي، هذه فإن هذه الدراسة، المنشورة في حوالي 40 صفحة (بملحقاتها ومراجعها)، استهدفت “تقييم تأثير مشروع مدارس الريادة على تعلمات التلميذات والتلاميذ في ثلاث مواد أساسية في المستويات الابتدائية هي: اللغة العربية واللغة الفرنسية والرياضيات”.

وعلق الباحثون الأربعة متعددو التخصصات الأكاديمية: “وجدت دراستُنا أنه بعد عام واحد، أدى البرنامج إلى تحسينات كبيرة جدًا في تعلم التلاميذ. وعند حساب متوسط أثر البرنامج على جميع المواد الثلاث، نجد أن الأثر المتوسطي للبرنامج في جميع المواد الدراسية الثلاث هو 0.90 انحراف معياري عن توزيع درجات المدارس التي لم تطبق البرنامج في نهاية العام الدراسي”.

وبحسب المادة، يتابع معدو الدراسة، “يبلغ أثر البرنامج 0.52 انحراف معياري في اللغة العربية، و1.30 انحراف معياري في اللغة الفرنسية، و0.93 انحراف معياري في الرياضيات. ونجد أن التأثيرات الإيجابية الكبيرة المماثلة تنطبق أيضًا على التلاميذ الذين كانت مستوياتهم التعليمية متأخرة أكثر من غيرهم عند إطلاق البرنامج. هذه النتائج قوية بالنسبة للمقاييس البديلة لتعلم الطلاب، بما في ذلك المحتوى والمجالات المعرفية الفرعية التي لم يستهدفها البرنامج صراحة”.

كما تشمل المنهجية التي تم اعتمادها “تصميم ومواكبة تنزيل عملية تقييم الأثر المحقق من خلال التدخلات التي يقوم بها المشروع الذي أرْسَته وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في المنظومة التربوية العمومية بالمغرب”.

للإشارة، فإن نموذج “مؤسسات الريادة” قد تم إعداده وفق مقاربة متعددة الأبعاد تغطي المحاور الثلاثة لخارطة الطريق لإصلاح منظومة التعليم إلى غاية 2026، وهي: التلميذ، الأستاذ والمؤسسة التعليمية.

واستحضرت الوثيقة أن “المحاور الرئيسية لهذا النموذج تتضمن منهجية تعليمية منظّمة ومعالجة التعثرات حسب مستوى تعلمات التلميذات والتلاميذ، كما تتضمن مكونات أخرى كمفهوم الأستاذ(ة) المتخصص(ة) في تدريس اللغة العربية والفرنسية والرياضيات، إضافة إلى الاعتراف بالمجهودات التي تبذلها المؤسسات المنخرطة بنجاح في البرنامج من خلال نظام علامة الجودة”.

يشار إلى أن “مختبر المغرب للابتكار والتقييم” (Morocco Innovation and Evaluation Lab) هو مبادرة مشتركة مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، ومعمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL) التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ومؤسسة هارفارد للتنمية الدولية، تهدف مهمته إلى “تعزيز استخدام الأدلة العلمية الدقيقة لتحسين فعالية السياسات والبرامج في المغرب، وترجمة البحث إلى إجراءات ملموسة، مما يساهم في التنمية طويلة الأمد للمغرب”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق