سكان غزة: وقف إطلاق النار في لبنان يترك القطاع وحيدًا أمام العدوان الإسرائيلي

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مع الإعلان عن وقف إطلاق النار اليوم بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، يعبر سكان غزة عن قلقهم من أن يؤدي هذا الاتفاق إلى تصعيد أكبر في القطاع.

يقول الدكتور بسام بشير، طبيب الأطفال النازح من شمال غزة، إن الاتفاق سيترك القطاع عرضة لاستفراد إسرائيل. ويضيف: "كنا نتمنى أن تظل الجبهة اللبنانية مساندة لنا، لكننا نفهم أنهم دفعوا ثمنًا كبيرًا. نخشى الآن أن تُركّز إسرائيل هجماتها على غزة، وهو ما سيضاعف معاناتنا بشكل كبير".

مخاوف من تصعيد أعنف في غزة

النازح محمد أحمد من شمال غزة يرى أن إسرائيل ستعيد تركيز عملياتها العسكرية على القطاع بعد الاتفاق في لبنان. ويقول: "الاتفاق يمنح الاحتلال فرصة لإعادة توجيه قواته نحو غزة. نشعر بالخذلان، وكأننا تُركنا وحدنا في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، التي قد تصبح أكثر وحشية في الأيام القادمة".

ويتوقع محمد أن تُكثف إسرائيل القصف والمجازر في غزة، معتبرًا أن انشغال الجبهات الأخرى كان يُخفف الضغط عن القطاع.

معاناة النازحين في ظل غياب الحلول

يرى المهندس خليل الشيخ علي، وهو نازح أيضًا، أن القطاع عانى من العزلة منذ بداية الحرب، وأن وقف إطلاق النار في لبنان قد يزيد من هذه العزلة.
 

ويقول: "كنا نعاني حتى عندما كانت الجبهات الأخرى مشتعلة، فما بالك الآن بعد أن هدأت لديهم؟ دخول الشتاء سيزيد من معاناة النازحين، الذين يواجهون ظروفًا مأساوية في الملاجئ مع نقص الغذاء والأدوية".

لماذا كان اتفاق لبنان أكثر سهولة؟

يرجع المحلل السياسي فتحي صباح التوصل السريع إلى اتفاق في لبنان إلى عدة عوامل، أبرزها تفويض حزب الله الحكومة اللبنانية بالمفاوضات، ما أعطى العملية طابعًا رسميًا ودوليًا.

ويضيف صباح: "غياب ملف الأسرى في لبنان سهّل الوصول إلى اتفاق، بينما يظل هذا الملف أحد أكثر القضايا تعقيدًا في غزة. كما أن قدرات حزب الله العسكرية وتأثير ضرباته على مدن كبرى مثل تل أبيب وحيفا أجبرت إسرائيل على القبول بوقف إطلاق النار".

ويشير إلى أن الموقف الدولي كان أكثر دعمًا للبنان، حيث دفعت دول كبرى مثل فرنسا وأمريكا نحو التهدئة هناك، بينما لم تُظهر نفس الجهود لإيقاف العدوان على غزة.

انقسام القيادة الفلسطينية يعمّق أزمة غزة

يشير صباح إلى أن الانقسام السياسي بين حركة حماس والسلطة الوطنية الفلسطينية يمثل أحد أكبر العوائق أمام التوصل إلى تهدئة شاملة في غزة.

ويضيف: "اغتيال إسرائيل لعدد من قادة حماس، مثل إسماعيل هنية ويحيى السنوار، ترك فراغًا قياديًا أثر على قدرة الحركة على اتخاذ قرارات مصيرية. هذا الانقسام يُضعف الموقف الفلسطيني ويفسح المجال لإسرائيل للاستفراد بغزة".

غزة تدفع الثمن وحدها

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، تواجه غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها. تشير إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية إلى استشهاد أكثر من 44,282 فلسطينيًا، وإصابة أكثر من 104,880 آخرين منذ بداية الحرب.

ويتحدث النازحون عن مأساة يومية مع نقص الكهرباء والمياه وانهيار النظام الصحي، في وقت تعجز فيه طواقم الإنقاذ عن الوصول إلى الضحايا تحت الأنقاض.

دعوات لإنهاء المعاناة الإنسانية في غزة

مع استمرار القصف، تتزايد الدعوات الدولية لوقف العدوان الإسرائيلي وفتح ممرات إنسانية عاجلة. ومع ذلك، يرى سكان غزة أن هذه الدعوات تظل ضعيفة مقارنة بالتحركات الدولية التي حدثت في لبنان.

يختم صباح قائلاً: "غزة بحاجة إلى وحدة فلسطينية حقيقية ودعم دولي فعّال لإنهاء هذه الكارثة. بدون ذلك، ستبقى غزة تدفع الثمن وحدها".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق